Skip to main content

فى ذكرى النكبة -كيــف نقــرأ قــرناً من الصــراع؟ ----- 1897 ــ 2019 محمد سيف الدولة

نتيجة بحث الصور عن صور  ذكرى النكبة -كيــف نقــرأ قــرناً من الصــراع ؟
فى ذكرى النكبة -كيــف نقــرأ قــرناً من الصــراع؟
1897 ــ 2019
محمد سيف الدولة
منذ تأسست الحركة الصهيونية عام 1897، نجحت فى تحقيق ثلاثة اهداف كبرى وتكاد ان تنجح فى تحقيق الهدف الرابع. ولقد استغرق تحقيق كل هدف من الاهداف الثلاثة ما يقرب من ربع قرن. ودعونا نتذكر القصة منذ بدايتها:
الهدف الاول  فى ربع القرن الاول  1897 ــ 1922 :        (الرخصة)
بعد ان نظم الصهاينة انفسهم فى مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897، ارادوا ان يباركوا فكرة وطن قومى لليهود فى فلسطين، برخصة رسمية من القوى الكبرى ومن الشرعية الدولية حينذاك. وهو ما تم بالفعل فى وعد بلفور 1917 وفى صك الانتداب البريطانى على فلسطين الصادر من عصبة الأمم عام 1922 والذى نص فى مادته الثانية على حق اليهود فى وطن قومى فى فلسطين. وكان هذا هو ما نجحوا فى تحقيقه بعد محاولات متعثرة من الهجرات التسللية التى فشلت فى تهجير اكثر من 50 الف يهودى على امتداد القرن التاسع عشر كله.فحققوا الهدف الأول.
***
الهدف الثانى فى ربع القرن الثانى  1922 ــ 1947 :       (الهجرات)
بعد الحصول على الرخصة، بدأوا فى تنفيذ الهدف الثانى وهو تهجير اكبر عدد ممكن من اليهود الى فلسطين، وهو الامر الذى ورد صراحة فى المادة السادسة من صك الانتداب البريطانى. وقد اعتمدوا في ذلك على تمويل المنظمات والشخصيات الصهيونية الكبرى، واسسوا له صندوق خاص تحت اشراف المنظمة الصهيونية العالمية. وبالفعل وتحت حماية الاحتلال البريطانى، نجحوا فى هذه الفترة فى تهجير ما يقرب من 500 الف يهودى الى فلسطين. ليرتفع عدد اليهود فيها من حوالى 60 الف عام 1917 الى ما يقرب من 650 الف عامى 1947/1948، فى مقابل 1.3 مليون عربى حينذاك.
وحققوا الهدف الثانى.
***
الهدف الثالث فى ربع القرن الثالث 1947 ــ 1973:    ( بناء الدولة )
وتبدأ المرحلة الثالثة بالحصول على قرار من الامم المتحدة بدولة يهودية وهو القرار المشهور باسم قرار التقسيم الصادر فى 29 نوفمبر 1947 والذى اعطى اليهود 55.40% من فلسطين و اعطى العرب 44.60 % منها، فى وقت لم يكن يمتلك اليهود سوى 5.60 % من اراضى فلسطين.  وليشرعوا فورا فى بناء دولتهم المسماة باسرائيل والتى نجحوا بالفعل فى بناءها بالاساليب الاتية:
·       ارتكاب عدد من المذابح الارهابية مثل دير ياسين واخواتها والتى نجحوا بها فى طرد وتفريغ البلاد من حوالى 750 الف عربى.
·       الانتصار على جيوش الدول العربية مجتمعة فى حرب 1948 مستغلين تردى حالة العرب الخاضعين للاحتلال الاوروبى، والاستيلاء على مزيد من الارض لتصل جملة ما يسيطرون عليه الى 77.4 %
·       توقيع اتفاقيات هدنة مع دول الطوق العربية.
·       الانضمام الى الامم المتحدة عام 1949.
·       صدور البيان الثلاثى الأمريكى البريطانى الفرنسى لحماية وجود اسرائيل وحدودها وامنها.
·       تهجير 1.5 مليون يهودى اضافى الى فلسطين فى الفترة من 1949 الى 1973.
·       اغتصاب باقى فلسطين فى 1967 بالاضافة الى سيناء والجولان.
·       تلقى دعم هائل من الاموال والسلاح من امريكا والدول الاوروبية ضمنت لدولتهم البقاء والتفوق العسكرى على الدول العربية مجتمعة.
·       حماية وغطاء امريكى واوروبى غير محدود فى الامم المتحدة.
وحققوا الهدف الثالث.
***
الهدف الرابع 1973 ــ 2019:    (الاعتراف)
وليبدأوا بذلك العمل على تحقيق هدفهم الرابع والأخطر والمتمثل فى انتزاع اعتراف أصحاب الأرض المحتلة من العرب والفلسطينيين بشرعية دولة (اسرائيل) والذى يكادون ان ينجحوا فى تحقيقه:

·       فلقد نجحوا بعد حرب 1973 فى اخراج مصر من الصراع وانتزعوا منها اعترافا كاملا بدولة (اسرائيل) بموجب اتفاقيات السلام المشهورة باسم كامب ديفيد.
·       ثم بعد ان قاموا باجتياح لبنان عام 1982 وحصار المقاومة الفلسطينية وطردها من هناك عام 1982، نجحوا بعد جهود 11 عاما، فى ان ينتزعوا من القيادة الفلسطينية اعترافا بدولة (اسرائيل) وتنازل عن فلسطين 1948 بموجب اتفاقيات اوسلو 1993.
·       تلاها اعتراف الاردن باسرائيل بموجب اتفاقيات وادى عربة عام 1994.
·       ثم فى عام 2002 اعترف النظام الرسمى العربى كله ممثلا فى جامعة الدول العربية بحق (اسرائيل) فى الوجود ان هى أعطت دولة للفلسطينيين على حدود 1967، بموجب مبادرة السلام العربية.
·       واليوم يتواطؤون لتصفية من تبقى من القضية الفلسطينية، عبر ما يسمى بصفقة القرن التى تستهدف الانخراط فى تطبيع وتنسيق وتحالف عربى اسرائيلى كامل بدون اعطاء اى شئ للفلسطينيين.
***
من الذى بقى يرفض الاعتراف ويعوق تحقيق الهدف الصهيونى الرابع فى معركة القرن الطويلة؟
·       بقيت الشعوب العربية التى لم يتغير موقفها ابدا من العدو الصهيونى. ولكنها مقهورة عزلاء محظورٌ عليها مد يد العون والدعم الى اشقائها فى فلسطين.
·       لكى لا يتبقى على الجبهة فى الصفوف الأولى سوى الشعب الفلسطينى وحده، يرفض الاعتراف بشرعية الاحتلال او التنازل عن اى شبر من ارض فلسطين التاريخية، يقف وحيدا محاصرا يتصدى ويقاوم ويصارع كل يوم، ماكينات القتل الصهيونية بكل الاشكال والادوات.
·       ان انهزم لا قدر الله، سيكون الصهاينة بذلك قد انهوا ما يزيد عن قرن من الصراع لصالحهم وستموت القضية لعقود طويلة قادمة.
·       وان استطاع الصمود بإذن الله، ورفض واجهاض كل مشروعات ومؤامرات ابتلاع فلسطين وتصفية قضيتها، تعثر المشروع الصهيونى كله.
هذه هى قصة ما يزيد عن قرن من الصراع، لم يكف شعبنا فيه يوما واحدا عن المقاومة وتقديم الشهداء، وهو ما نجح حتى الآن فى تجريد الكيان الصهيونى من اى مشروعية حقيقية وحرمانه من تحقيق النصر النهائى، رغم كل الدعم الدولى الذى تلقاه.
فى هذا السياق التاريخى يجب ان نقرأ كل ما يدور اليوم بدءا بالاعتراف الامريكى بالقدس عاصمة لاسرائيل وبحقها فى ضم الجولان المحتل وما يتردد عن صفقة القرن، وانتهاء بالاعتداءات الصهيونية المستمرة على قطاع غزة وعلى المسجد الاقصى والابتلاع اليومى لمزيد من ارض الضفة.
فالمعركة الحقيقة تدور اليوم ومنذ عقود طويلة حول الاعتراف بشرعية (اسرائيل) وبحقها فى ارض فلسطين التاريخية وحول التطبيع والتحالف العربى الرسمى معها ودمجها فى المنطقة، وكل ما عدا ذلك تفاصيل او قضايا فرعية:
فليست القضية هى دولة على حدود 1967، وليست العقبات هى التعنت الاسرائيلى والانحياز الامريكى أو الانقسام الفلسطينى، كما ان الاولويات لا يصح ولا يجب ان تقتصر على هدف فك الحصار او تخفيفه.. وهكذا.
وانما القضية الاساسية فى هذه المرحلة (1973 ـ 2019) هى: هل سينجح العدو فى كسر واخضاع قلعة المقاومة الاخيرة الرافضة للتنازل عن فلسطين للصهاينة، ام سيفشل؟
من هذا المنطلق علينا ان نحدد اهدافنا المرحلية وندير معاركنا الحالية، وهو ما يعنى ضرورة التركيز على ما يلى:
·       عدم الانجرار الى معارك فرعية.
·       ادارة معاركنا فى كل القضايا والملفات مثل صفقة القرن والمستوطنات وحق العودة والقدس والمسجد الاقصى وكذلك قضايا التهدئة والحصار والمعابر ..الخ، وعيوننا على الهدف المبدئى والاستراتيجى الرئيسى وهو الضرب فى شرعية (اسرائيل) والتمسك بكامل التراب الفلسطينى.
·       الضغط بكل السبل على السلطة الفلسطينية للانسحاب من اتفاقيات أوسلو بكل ما تضمنته من تنازل عن فلسطين 1948، واعتراف باسرائيل، وتخلى عن الحق فى المقاومة بل واعتبارها ارهابا والمطالبة بنزع سلاحها، وما ترتب على ذلك من اعتبار الاعتداءات الصهيونية دفاعا عن النفس.
·       مع تحريم وتجريم التنسيق الامنى مع (اسرائيل)، واطلاق يد الشعب الفلسطينى فى الانتفاض والمقاومة بكافة اشكالهما.
·       توحيد فصائل المقاومة على مبادئ الميثاق الوطنى الفلسطينى الاصلى 1968، قبل مسخه وتعديله وصهينته التى تمت عام 1998 تحت الرعاية الشخصية للرئيس كلينتون وفى حضوره. 
·       الدعوة الى تحرير غزة من كل ادوات الضغط والاخضاع واهمها الحصار والتجويع واغلاق المعابر.
·       كشف ورفض اى محاولات او صفقات لاخضاع الشعب الفلسطينى عبر وعود الانعاش الاقتصادى وتحسين الاحوال المعيشية.
·       احياء النضال الشعبى العربى ضد كل المعاهدات والعلاقات العربية الاسرائيلية، واعادة الروح والفاعلية لكل قوى ومنظمات ولجان الدعم العربى والدولى لفلسطين.
·       وتنظيم وتنسيق وتصعيد استراتيجيات وجهود المواجهة والتصدى للتآمر الجارى اليوم على قدم وساق لتصفية القضية.
·       مع اعادة قضية التصدى الى الاعتداءات والمشروعات الامريكية الصهيونية الى القلب من اهداف وبرامج كل قوى المعارضة العربية خارج الارض المحتلة.
*****
                                                      القاهرة فى 22 مايو 2019
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe