بين أوكّوت ببيّتك وتعبان لو ليونق
يدجوك آقويت
دفاعاً عن لوينو Defence of Lawino ، ملحمةٍ شّعرية ذا تاريخ مُثير للغاية بين الصديقان الأدبيان والمعروفين ايضاً بنقدهم للبعض، السوداني الجنوبي تعبان لو ليونْق و الأوغندي اوكّوت ببيّتِك. كتب ببيّتِك هذه القصيدة الملحمية الكلاسيكية "Wer per Lawuno" بلغته الام، لغة الاشولي في العام 1971 وتُرجمت لاحقاً إلى اللغة الإنقليزية باسم Song of Lawino أغنيات لوينو.
إعترف ببيتك في واحدة من كتاباته إن ترجمته الإنقليزية "كانت بمثابة قص لأجنحة نسر القصيدة الأصلية بالاشولي، وإنها أثرت على بريق سيف القصيد و جعله صدئاً، كما حجب الإيقاع والقافية". على الرغم من ان العديد من الناشرون البريطانيون رفضوا طباعة العمل، إلا أنه نجح و أصبح لاحقاً، أكثر الكُتب مُبيعاً بشرق أفريقيا و أفريقيا جنوب الصحراء عموماً.
في العام 2001 ، قام صديق ببيتك، الناقد، الروائي، الشاعر و القاص تعبان لو ليونق بترجمة القصيدة مرة أخرى بعنوان "أغنيات لوينو"، ترجمةٍ أدعى لو ليونق إنها الأقرب إلى الإصدارة الاصلية بلغة الاشولي والمعنون ب"دفاعاً عن لوينو".
القصيدة التي تستخدم تقنيات أدبية غير مألوفة، هي بصوت أنثوي تُخاطب القضايا التي كانت تواجه إفريقيا في ذلك الوقت، ومكانة المراءة تحديداً. "دفاعاً عن لوينو" هو غضب إحتفائي أو إحتفاء غاضب. فهي مكونة من أربعة عشر إفادة مقدمة من لوينو، وهي امرأة متمكنة من ثقافة الاشولي، رداً على إتهامات طالها بالجهل وعدم الجدوى من قبل زوجها "المتغرب" أوشول. حرص لو ليونق على المعنى في الترجمة أكثر من الشاعرية، لذا كان هناك بعض الابيات العادية:
"صلصة مالاكوانق تزوب في عجينة السمسم بكرم،
معجون الطماطم ينغرس بسخاء،
وتؤكل في لقم واحدة"
يظل لا يمكن الطعن في ترجمة شاعراً رفيع، و هذه الترجمة لأحد أعظم الشعراء الأفارقة.
آتى "الدفاع عن لوينو" حية، مُضحكة، ذكية، و تدافع عن نفسها بإستماتة:
"من قال أن الفحم للطبخ؟
ربما كان من أجل طبخ الآوى
وكل أنواع الوحوش التي لا تأكلها النساء!".
و يبدو ان أوشول معتوه ثقافي مثير للإهتمام، ولكن ليس حالةٍ ميؤوس منها:
"اسمع يا أوشول ، إن كنت قريباً،
إن لم يتم قطع خيط حياتك،
إذا كان الدم لا يزال يمر، ولكن ببطء،
إن كنت محتفظاً بحبك للحياة، أسترجل، وكُلّ قليلاً من العصيدة".
وترجم نص ببيّتِك الأصلي "أغنية لوينو" بعد نشرها بسرعة إلى لغاتٍ أخرى، وأصبح واحد من الأعمال الأدبية الأكثر قراءة المنتجة من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأشتهر بعرضه اللاذع لتدمير المجتمعات الافريقية من قبل القوى الإستعمارية. في نسخة بيّتيِك، لوينو إمرأة أمية، تقول:
"زوجي يحتقرني الان،
يعاملني بإشمئزاز،
ويزعم إنني ورثت غباء عمتي".
تبنى زوجها المتعلم الجامعي أسلوب الحياة الغربي، تركها، وتزوج من امرأة أخرى مُتغربة. في النص، مزيج من ممارسة أفريقية تقليدية، متمثلة في تعدد الزوجات السائدة في ثقافة المؤلف، قبيلة الأشولي، إلا إن على الرغم من ذلك، أختار الزوج أن يفضل الزوجة "الجديدة"، بدلاً من معاملة الزوجات بعدل كما تملي الثقافة. تدعي لاوينو أن زوجها قد فقد رجولته من بقراءة الكتب:
"أنا أحترق من داخلي!
أشعر بالتقيؤ!،
أنتهى أمر جميع شبابنا بالغابة،
أُعلن إنتهاء رجولتهم في قاعات الدراسة،
تم تحطيم خصيتهم بكُتب ضخمة!".
القصيدة هي نداء من لوينو إلى أوشول للبقاء وفياً لبلده، والتخلى عن "الرغبة في أن يصير رجلاً أبيض". وأعقبت أغنية لوينو، أغنية أوشول التي نشرت في عام 1970، نص يتسائل فيه زوج لوينو "أمي ، أمي ، / لماذا لماذا ولدتني / أسود؟"
في السجال الأدبي بين الصديقين حول الترجمتين "أغنيات لوينو" Songs of Lawino و "دفاعاً عن لوينو" The Defence Lawino، حصلت شرق إفريقيا على موقعها المناسب في المسرح الأدبي العالمي.
_____________
ترجمة عن عرض منشور على الإنترنت
Comments
Post a Comment