النمور في اليوم العاشر- زكريا تامر
بهذه الرؤية ينفتح نص زكريا تامر على مشاهد تترك ضمنها شخصيات يلبسها ثوب الرمز لتعبر بحرية عن هموم اجتماعية واقتصادية، وانكسارات مرتبطة بواقع سياسي محطم القيود التي كان بإمكانها الشد على ضمير الحاكم لتذكره بحده ولتحذره من تجاوزاته التي تقتل شعبه. تنطلق عبارات زكريا تامر دون اكتراث، متسلسلة ضمن جدول سردي عذب، وكأنها النبع المتفجر من أرض بكر.
الكتاب في الصحافة:
كتب محمد الماغوط على غلاف الصفحة الأخيرة من قصص زكريا تامر “النمور في اليوم العاشر” التي صدرت 1978:”بدأ زكريا تامر حداداً شرساً في معمل وعندما انطلق من حي (البحصة) في دمشق بلفافته وسعاله المعهودين ليصبح كاتباً لم يتخل عن مهنته الأصلية، بل بقي حداداً وشرساً ولكن في وطن من الفخار لم يترك فيه شيئاً قائماً إلا وحطمه، ولم يقف في وجهه شيء سوى القبور والسجون لأنها بحماية جيدة”
...
"يقول «زكريا تامر»: الناس تعرف واقعها جيداً، فهى تعيشه. الكاتب اعتماداً على المخيلة: يخلق واقعاً آخر، لذلك لا يوجد شىء اسمه القصة الواقعية، توجد قدرة الكاتب - عن طريق المخيلة - على إقناع القارئ بأن ما يقرؤه واقع، أقدم فى عملى المحتوى دون المظهر، لا توجد فى أغلب كتاباتى أسماء مدن أو أماكن أو شخصيات، المهم هو الوصول إلى التعبير - بصدق - عن أوجاع الناس، وراء الكتابة مغزى، ولكنها بعيدة عن الوعظ، لم أتعمد التجديد بل كنت أبحث عن الصدق فى نقل الصوت الداخلى، هذا يحتاج إلى ميزان الذهب."
....
يقول علاء الديب على موقع المصري اليوم عن "النمور في اليوم العاشر" أهم قصص زكريا تامر، قصة «النمور فى اليوم العاشر» هى قصة الطاغية والشعب - الطاغية يروض الشعب عن طريق الجوع، يجعله ينهق كالحمار ويأكل الحشائش ويحاول الطيران.
النمر هو الحيوان الوحيد الذى يبقى دائماً ترويضه مؤقتاً، لذلك فى السيرك عندما تقدم ألعاباً مع النمور يكون هناك دائماً حامل للسلاح، فهو قد يعود إلى توحشه فى أى وقت، لذلك تنتهى قصة زكريا تامر هذه النهاية الموحية:
«فى اليوم العاشر، اختفى المروض وتلاميذه والنمر والقفص، فصار النمر مواطناً والقفص مدينة»
....
*ترجمت كتب زكريا تامر القصصية إلى الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والبلغارية والروسية والألمانية.
الجوائز التي حصل عليها الكاتب:
*حصل على جائزة محمود درويش للإبداع العربي.
*حصل على جائزة العويس للقصة عام 2002.
*حصل على جائزة ملتقى القاهرة الأول للقصة القصيرة عام 2009.
Comments
Post a Comment