الجريمة والعقاب - الجزء الأول
ليس ثمة إنسان خيّر بالولادة وآخر شرير. هو المحيط يتحكم في مصائر الناس ومسارات حياتهم، وكل إنسان مشروع مفتوح على الخير والشر. هذا الكلام ينطبق على بطل رواية الكاتب الروسي "فيودور دوستويفسكي" الأكثر شهرة "الجريمة والعقاب".
تقول الرواية إشكالية العلاقة بين الخير والشر، أو العلاقة بين الظروف والإنسان. تتطرق الرواية إلى الواقع الإجتماعي في روسيا في ستينيات القرن المنصرم، وترتكز حول جريمة قتل الشاب الجامعي الموهوب "رسكولينكوف" للمربية العجوز وشقيقتها والدوافع النفسية والأخلاقية للجريمة. وفي الرواية يصور دوستويفسكي حياة الناس البسطاء أمثال البطل رسكولينكوف وأمه وأخته وعائلة مارميلادوف أحد معارف رسكولينكوف وإبنته سونيا، حياة تبدو مظلمة يشولها الفقر واليأس وسقوط الإنسان في الرذيلة بعد أن سدت أمامه كل السبل حتى لم يعد هناك "طريق آخر يذهب إليه" وهي الكلمات التي ساقها الكاتب في أول الرواية على لسان مارميلادوف في حديثه مع رسكولينكوف.
ويجعل هذا الواقع من مارميلادوف فريسة للخمر ويدفع بإبنته سونيا إلى احتراف الدعارة لإطعام أخوتها الصغار، ويجعل زوجته عرضة للجنون، كما يدفع هذا الواقع أيضا بالشاب الجامعي رسكولينكوف إلى الجريمة ويجعل أخته عرضة للإساءة بالبيوت التي تلتحق بخدمتها.
يمكن القول أن الرواية تعكس نظرة الكاتب للجريمة كوسيلة من وسائل الإحتجاج ضد الظلم الإجتماعي، كما تعكس أيضا دوافع الجرائم والجذور النفسية لها ومدى استعداد الأفراد للإجرام عندما تتهيأ الظروف؛ وخصوصا في مجتمع تهدر به كرامة الناس والذي تراق به الدماء "التي كانت تراق مثل الشمبانيا"، وتكثر فيه "المنافي والسجون والمحققون القضائيون والأشغال الشاقة". يقول الكاتب على لسان بطله " .. الجرمية؟ أية جريمة؟ ... إنني أقتل شخصا مسترذلا مؤذيا، امرأة بذيئة مرابية ... وتدعون ذلك جريمة؟ ...
ويجعل هذا الواقع من مارميلادوف فريسة للخمر ويدفع بإبنته سونيا إلى احتراف الدعارة لإطعام أخوتها الصغار، ويجعل زوجته عرضة للجنون، كما يدفع هذا الواقع أيضا بالشاب الجامعي رسكولينكوف إلى الجريمة ويجعل أخته عرضة للإساءة بالبيوت التي تلتحق بخدمتها.
يمكن القول أن الرواية تعكس نظرة الكاتب للجريمة كوسيلة من وسائل الإحتجاج ضد الظلم الإجتماعي، كما تعكس أيضا دوافع الجرائم والجذور النفسية لها ومدى استعداد الأفراد للإجرام عندما تتهيأ الظروف؛ وخصوصا في مجتمع تهدر به كرامة الناس والذي تراق به الدماء "التي كانت تراق مثل الشمبانيا"، وتكثر فيه "المنافي والسجون والمحققون القضائيون والأشغال الشاقة". يقول الكاتب على لسان بطله " .. الجرمية؟ أية جريمة؟ ... إنني أقتل شخصا مسترذلا مؤذيا، امرأة بذيئة مرابية ... وتدعون ذلك جريمة؟ ...
Comments
Post a Comment