إِنَّهَا حَبِيبَتُي.
عُثمَانُ بِرِيمْ.
مِنْ جُنُونٍ عِشْقِيٌّ ذَهَبْتُ بَعِيدًا. ظَلَّتْ رُوحِي تَسْأَلُ رُوحِي هَلْ أَحْبَبْتِهَا حَقًّا؟!.
أَمْ مَحَّضَ خَيَالٌ؟!. أَمْ يَكُونُ كُلٌّ هَذَا وَذَاكَ وَهُمَا طَرَأَ عَلَى البَالِ؟!.
وَلَكِنَّ كَيْفَ وَقَدْ نَقَّشَتْ اِسْمَهَا عَلَى جُذُوعِ الشَّجَرِ.
وَرَسْمَتُهَا مَعَ قَلْبِي وَرَمْيَتُهَا عَلَى البَحْرِ.
وَرَسْمَتُهَا مَعَ قَلْبِي وَرَمْيَتُهَا فِي أَعْمَاقِ البَحْرِ.
وَسَهَّرْتُ أُنَاجِي رُوحهَا تَحْتَ ضِيَاءِ القَمَرِ.
وَقُلْتُ مُسْتَحِيلٌ أَنْ يَكُونَ حُبُّهَا وَهُمْ عَلَى القَلْبِ قَدْ خَطِرٌ.
وَكَيْفَ يَكُونُ وَهْمَا وَقَدْ اِشْتَعَلَ بِحُبِّهَا قَلْبِيٍّ.
وَتَصَاعَدَتْ نِيرَانُ الشَّوْقِ فِي جَوْفِي
حَقًّا لَقَدْ أَصَابَنِي. مِنْ حُبِّهَا رَعْشَةٌ مَا زَالَتْ بِالبَدَنِ تَسْرِي؟!
ظَلَّتْ الحَبِيبَةُ تَظُنُّ أَنَّ كُلَّ مَا يَعْتَرِينَا مُجَرَّدُ هذيان.
قِلَّتُ لَوْ كَانَ حَقًّا هذيان سَنُلَمْلِمُ أَفْكَارِنَا لِتُرَحِّلَ مَعَ الزَّمَانِ.
الحُبُّ الَّذِي كَانَ وَنَنْسَى مَا مُضِيٌّ مِنْ العُمْرِ.
وَنَجْعَلُهُ فِي طَيِّ النِّسْيَانِ. وَقُلْتُ يَا أَيَّتُهَا الحَبِيبَةُ إِنْ كُنْتِي حَقًّا تُحِبِّينَ فَسَوْفَ تَصِلِينَ.
فَالحُبُّ يَا مَنِيَّةُ الرُّوحُ مَطْبُوعٌ بِالقَلْبِ وَنُورَة عَلَى الجَبِينِ. فَكَيْفَ لَا تَدْرِينَ؟!.
يَا مِنْ صُورَتِكَ لِأَتَفَارَقَ عُيُونِي لَيْلَ نَهَارَ!!.
وَيَا مَنْ شَغَلَنِي فَكَرَيْ!!. وَأَشْعِلْنِي بَيْنَ ضُلُوعِي النَّارِ
أَمَّا تَعَلُّمَيْنِ. كَمْ عَانَيْتَ بَعْدَ فِرَاقِكَ وَكَيْفَ تَجَرَّعْتَ لَوْعَةَ الحَنِينِ؟.
مِنْ هَمَسَاتِكَ وَكَمْ عَانَقْتَ الشَّوْقُ فِي غِيَابِكَ.
وَزَرَعْتُ الأَمَلَ بِلِقَائِكَ بَعْدَ رَحِيلِكَ.
أَصْبَحْتُ لَمْ أَشْعُرُ بِمُحَوِّلِي عَشِقَكَ قَدْ سَرَى بشرائيني.
فُلِّيتكِ الآنَ تَسْكُبِي قَطْرَةَ خَمْرٍ مِنْ رِضَاكَ لِتُسَكِّرِينِي.
وَتَدَعِينِي لِأَصِفَ سَحَّرَكِ وَأَعْلَنَ لِلكَوْنِ إِسْرَارَكَ.
وَغَرِّدِي بِالهَمْسِ لُحْنَا لِلهُوَى وَحَلْقِي بِمَدَارِكَ.
فَالقَمَرُ يَسْعَى حَامِلَا كُؤُوسِ الشَّوْقِ يَعِبَاهَا بِأَنْوَارِكَ.
أَمَّا تَعَلُّمِي أَنَّي نَظْرَتُ لِقَلَّبَكِ وَوَجَدْتَ الحُبَّ فِيهُ شِعَارَكَ.
فَكَيْفَ تُكَتِّمِيهُ وَتَجْعَلِيهُ مِنْ جُمْلَةِ إِسْرَارِكِ يَا نُورُ عَيْنِيٌّ
حَيَاتِيٌّ الآنَ مَرْهُونَةٌ بِأَمْرِكَ. فَدَعِينِي أَسْبَحُ مَعَ الخَيَالِ بِبَحْرِكَ؟.
أَنَا بِالأَمْسِ نَشَدْتُ إِشْعَارِي فِي سَمَاءِ حُبَكٍ لِاِبْنِي قَصَّرْتَكَ.
وَاليَوْمَ سَأُتَوِّجُكَ عَلَى عَرْشِ قَلْبِيٌّ أَمِيرَةَ لِعَصْرِكَ.
حَقًّا يَا حَبِيبَتِي أَنْتِ الحُبُّ وَكُلِّ مَا كَانَ قَلْبُكِ وَهُمْ أَوْ قُولِي سِرْبًا.
زَائِفًا أَوْ خَدَعَ بِصَبْرٍ وَاِنْعِدَامٍ حَبِّكْ كَالجِبَالِ الشَّامِخَاتِ.
مُعْجِزَةٌ كَالهَرَم تَاللهِ أَنَّهُ لَحِقَ.
وَنُورَة ظَاهِرُ كَالعِلْمِ أَيًّا حُورِيَّةٌ فِي وَصْفِهَا جَنَّ القَلَمُ.
أَنْتَ المُؤَخَّرُ وَالمُقَدَّمُ وَقَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيلُ النُّعْمُ.
يَا مَنِيَّةُ الرُّوحُ أَنْتِ نَبِعْ الحَيَاةَ وَأَرْوَعُ نَغْمٍ.
قَدْ بَاتَ حَبَّكَ حَقِيقَةً. لاخيال فِيهُ وَلِأُوهِمَ يَا نُورُ عَيْنِيٌّ.
وَالحَيَاةُ مِنْ بَعْدِ العَدَمِ.
يَا مَسَّكَ الخِتَامُ اِعْلَمِي أَنْ رَبَّى. بِأَرَوَّعَ مَا فِي الوُجُودِ قَدْ خَتَمَ.
ويا من سلبتي الرُّوحُ مِنْ أَوَّلِ لِقَاءٍ.
وَقَدْ كَانَتْ لَيْلَةُ مستجابة الدُّعَاءَ عَادَتْ عَلَيْنَا بِالخَيْرِ وَالهَنَاءِ.
حُبِّنَا, وَحْدَهِ أَحْيَا القَلْبَ وَالرُّوحَ وَالدِّمَاءَ ياحواء العُيُونُ.
مذ عَشِقْتُكِ صِرْتُ أُحَلِّقُ بِالفَضَاءِ وَيَا أَمْطَارَ خَيَّرَ قَدْ اِرْتَوَتْ.
مِنْهَا أَرْضَى بَعْدُ الظَّلْمَاءَ
لِتَثَبُّتٍ الحُبُّ وَالحَيَاةُ فَأَنَا دَوْمًا لَا أَعْرِفُ لَهُ حَدًّا
وَلَا اِكْتِفَاءًا فَأَنَا مِنْ ثُغَرِكَ لَا أَعْرِفُ سَوِيٌّ الارتواء
وَاِعْلَمِي أَنَّ أَرْضِي سَتُطَالِبُكَ دَوْمًا بِمَزِيدٍ مِنْ المَاءِ.
سَأَبْقَى فِي لَهِيبِ الشَّوْقِ أُعَانِيَ مِنْ مَرِّ الاكتواء.
لَكِنْ مَا أَحَلَّاهُ مِنْ لَهِيبٍ وَمَا أَحْلَاهَا مِنْ هَوَاءِ
ياسنابل قَمْحٌ. تَمْلَأُ بِالخَيْرِ وَبِالعَطَاءِ.
مَا أُرَوِّعُ ذَاكَ اللِّقَاءَ أَنَا مَا زِلْتُ أَتَمَنَّى
أَنْ أَصْبُوَ لعلياءك وَالاِرْتِقَاءُ.
يَا مَنِيَّةُ الرُّوحُ وَالقَلْبُ وَضِيَاءُ العِينِ فِي اللَّيْلَةَ الظَّلْمَاءُ
يَا نَبْضُ القَلْبِ بَعْدَ المَوْتِ وَالفَنَاءِ.
أَنْتَ كُلٌّ مَافِي الأَرْضَ وَالسَّمَاءَ مِنْ الحُبِّ وَالعِشْقِ وَالهَنَاءَ.
كُلٌّ مَا دُونَهُ نُقْطَةٌ مِنْ بِحَارِ عِشْقِي أُقَدِّمُهَا لِعَيْنَيْكَ إِهْدَاءٍ.
عُثمَانُ بِرِيمْ
Comments
Post a Comment