عثمان بريم ------ بكمْ ستبيعُ صوتك يا رفيقي؟
ألا هبّوا جميعاً رافضـــــينا***وقولوا:لا لبيْع الصّـــــــــــــوتِ فينا
وإن أنتمْ فعلتمْ كان خيراً***فقدْ نصـــــــــــــبوا الكمائنَ أجْمـــــعينا
وشاءوا أن نكونَ بلا مصيرٍ***لنســــــــــــقْطَ في حبـــالِ المارقينا
تعبْنا من سفاهتهم ولسنا***على رفْع التّســـــــــــــــــــــلّط قادرينا
أباطرةُ الفسادِ أتوا بمالٍ***توزّعُ كيْ يبيـــــــــــــــــــــــعَ النّاخبينا
////
بكمْ ستبيعُ صوتك للبغالِ***وهمْ رفضوا الشّـــــريفَ من الرّجالِ؟
أباطرةُ الحشيشِ غزوْا بلادي***وسادوا في السّــهولِ وفي الجبالِ
تربّعَ جلّهُم فوق الكراسي***وقد سلكوا الرّذائلَ في الخــــــــصالِ
وكيف سيفلحُ الشّبّان فينا***بمجتــــــــــــــــمعٍ يئنُّ من السّــعالِ؟
نباتُ القنّب استولى علينا***بنشوته الحشـــــــــــيشُ غزا الأهالي
////
بكمْ ستبيعُ صوتك للحميرِ***وهم تركوا البـــــــــــــلاد بلا مصير
ألم ترَ وضْعنا يزدادُ سوءاً***وسوءُ الحال يعْصــــفُ بالفــــــــقيرِ
نسافرُ في المخاوفِ والمآسي***ونُعْصَرُ بالشّـــــــــهيقِ وبالزّفيرِ
وليس لنا على الإطلاقِ حلّ***لأنّ الحــلّ يوجدُ في الضّــــــــمير
ومن فقدوا الضّمائر في بلادي***تزايدَ نسلهُمْ ضعفَ الحـــــــميرِ
////
بكمْ ستبيعُ صوتكَ يا رفيقي***لمنْ صنعوا الكلامَ من النّهــــــيق؟
أليسَ من الخساسةِ بيعُ صوتٍ***شهادتُهُ انطلاقٌ في الطّريـــــق؟
وإنْ نحنُ انْتخبْنا فانحــــــرفْنا***سنصبحُ في العبادِ من الرّقــــيقِ
ونسقطُ حينها في قعْرِ قبْوٍ***به الأصــــــــواتُ تُسْمعُ كالنّــــــقيقِ
فَنرْسبُ كالعوالقِ في اخْتبارٍ***يراقبُهُ العــــدوُّ مع الصّـــــــــديقِ
////
بكم ستبيعُ صوتكَ للكلابِ***وهمْ نشروا الفـــــسادَ مع الــخرابِ؟
أشاعوا النّهبَ للإنسان جهراً***وباعـــــونا قطــــــــــــيعاً للذّئابِ
وها نحنُ ارْتشيْنا فانْبطحْنا***وأخْرجَنا النّهــوضُ من الحــــسابِ
نبيعُ ضمائرَ الإصلاح فينا***ونلهـــــــثُ دائماً خلـــــف السّرابِ
ونزعمُ أنّنا بشـــــرٌ بناةٌ***وفي الأفـــــعالِ نُفْــــــــــــسدُ كالذّبابِ
////
بكم ستبيعُ صوتكَ للرّعاعِ***وهم دفعوا الشّعوبَ إلى الضّــــياعِ
سماسرةٌ أعدّوا الفخّ قبْلاً***وقد لبسوا اللّطـــيفَ من القــــــــــناعِ
تراهمْ في الأزقّة كلّ يومٍ***كلابا في التّــــــملّقِ والمـــــــــساعي
يريدون النّجاحَ ولو بسحتٍ***يوزّّعُ في الظّـــلامِ عـــلى الضّباعِ
وما رسموهُ للأوطانِ سارٍ***وقد رســـخ التّلاعبُ في الطّـــــباعِ
////
بكم ستبيع صوتك في بِلادي***وكَمْ ثَمَنُ انْبِــــــــطاحِكَ للأَعادي
أليس البيع للأصوات عارا؟***وكيف سَيَــــــــــنْتَهي زَمَنُ الفسادِ
ألفنا الغشّ في وطني فأمسى***رفيـــــــقا في الحواظِرِ والبَوادي
نميلُ إلى التّلاعب ليس إلاّ***ونرتكب الفواحــــــــــــش بِالأَيادي
فتبّا للكلاب من الأهالي***وسحقا للــــــــــــــــــثّعالب والقُـــــرادِ
////
كفى بيعاً لصوتِ الشّعب زورا***فقد كـــشفَ الزّمانُ لنا الأُمورا
وأخبرتِ الصّـــــناديقُ الأهالي***بأنّ الزّورَ قد شــــــملَ القبورا
وفي الأمواتِ من تلقاهُ حـــــيّا***كأنّه في الوجود طوى العُصورا
غريبٌ حالُ مُجتـــــــمعٍ مريضٍ***تعرّض للأذى شطـطاً وزورا
وفضّل أن يظلّ بلا مصـــــــــيرٍ***ولا وعْيٍ يكـــــونُ له شُعورا
////
غداً سنرى إذا انقشعَ الغمامُ***بأنّ الفــــــوْزَ أحرزهُ اللّـــــــــــئامُ
وتنطلق التّعاسةُ من جــــديدٍ***وقد كثُر التّـــــــــــقوّلُ والكـــــلامُ
أباطرةُ الحشيش لهم جيوشٌ***من الغــــــــــــوغاءِ يعرفُها النّظامُ
سعوا في الأرض مثل النّار حرقاً***وسوءُ الحال يبْدعُهُ الظّـــلامُ
فلا تحلمْ بعصـــــــــــرٍ فيه عدلٌ***فإنّ العدلَ يصــنعُهُ الكــــــرامُ
Comments
Post a Comment