Skip to main content

العاجزون عن القيادة ..!! الطاهر ساتي

العاجزون عن القيادة ..!!
الطاهر ساتي
:: أراد إمبراطور بيزنطة أن يهدي المعتصم هدايا، وطلب منه أن يرسل سفيراً لإستلامها، وكان المعتصم من الكبرياء ما يرفض إستلام هدايا الأباطرة ومن الأدب ما يرفض إحراجهم بالرفض.. فكر قليلاً في طلب امبراطور بيزنطة، ثم أرسل إليه أذكى سفراء بلاده ل ( يتصرف).. فذهب السفير مرتدياً أغلى وأفخر الثياب ومتعطراً بأطيب مسك، ووقف امام الإمبراطور الذي إنبهر بثيابه ورائحة عطره، ثم سأله : ( كم أجرك ؟)، فأجاب بمبلغ يساوي أجور كل وزراء وسفراء المعتصم، فسأله الإمبراطور بدهشة : ( هل تقدم خدمات جليلة للخليفة المعتصم؟)، فأجاب السفير بثقة : ( لا، كل من يعمل عند الخليفة يأخذ مثل أجري)..هكذا كان ذكاء السفير و حسن تصرفه، فاستوعب الإمبراطور البيزنطي رسالته - بلا حرج - وصرف النظر عن أمر الهدية ..!!
:: أما سفراء بلادي و دبلوماسييها بأمريكا، فالخبر التالي يعكس بعض حالهم ويوضح إن كانوا يمثلون بلادهم أو( يمثلون بها).. ورغم أن الحدث لا يمت الى السياسة والدبلوماسية بصلة، إلا أن القاسم المشترك الأعظم بين الحدث ونشاطهم السياسي والدبلوماسي هو ( العشوائية والفوضى واللامبالاة )..فالخبر، كما ورد بصحيفتنا هذه نقلاً عن وول استريت جرنال الأمريكية، كما يلي بالنص : احتل السودان المركز الثامن في قائمة المخالفات المرورية التي ارتكبها الدبلوماسيين بنيويورك خلال العشرة السنوات الأخيرة، وذلك بمديونية بلغت قيمتها (480.165 دولاراً)، وهي ديون مستحقة لنيويورك )..هكذا وضعت الدبلوماسية السودانية بأمريكا السودان في قائمة أكثر عشرة سفارات ارتكب دبلوماسيوها مخالفات مرورية بنيويورك..ومع السودان - في قائمة الدبلوماسية المخالفة أو الجاهلة بقواعد وقوانين المرور - دول من شاكلة السنغال ونيجريا وباكستان وإندونيسيا والمغرب و أنجولاو غيرها، ثم مصر التي تصدرت القائمة ..!!
:: وما ليس بمدهش في هذا الخبر هو أن كل دول القائمة الدبلوماسية المخالفة أو الجاهلة بقوانين الحركة و المرور هي بعض ( دول العالم الثالث – والأخير طبعاً)، أي العالم المنتج لكل أنواع المخالفات والتجاوزات لحد الإكتفاء والتصدير..عشوائون بالفطرة، ولذلك يوقفون سياراتهم ذات اللوحات الدبلوماسية في أماكن غير مخصصة لوقوف السيارات، ثم أكثر من (17.000 مخالفة أخرى)، بها تأهلوا إلى تلك القائمة التي سارت بها ركبان الصحافة الأمريكية.. وعليه، نفهم أن يعجز الدبلوماسي السوداني بأمريكا - سفيراً كان أو ملحقاً - عن قيادة العمل الدبلوماسي لحد إحداث إختراق سياسي في علاقات البلدين، وكذلك نفهم أن يفشل الدبلوماسي السوداني بامريكا في اقناع النظام الامريكي بالآثار والكوارث الانسانية والاقتصادية الناتجة عن الحصار.. نعم، كل هذا العجز والفشل ( مفهوم ومقدر)، بمنطق عدم انتظار النجاح من الفاشلين والعاجزين الذين يقودون دفة الدبلوماسية..ولكن كيف نفهم فشلهم حتى في قيادة سياراتهم وفق قواعد ونُظم المرور؟.. المهم، بلغ حجم مخالفاتهم المرورية (4293 مخالفة)، والمبلغ الواجب سدادها لسلطات المرور هناك بلغ (480.165 دولار)..وبالتأكيد ستدفعها خزانة السودان العامة - لتغطية فواتير الدبلوماسيين المخالفين أو الجاهلين أو العاجزين عن القيادة السليمة - خصماً من بنود الفقر والجهل والنزوح..!!

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...