العاجزون عن القيادة ..!!
الطاهر ساتي
:: أراد إمبراطور بيزنطة أن يهدي المعتصم هدايا، وطلب منه أن يرسل سفيراً لإستلامها، وكان المعتصم من الكبرياء ما يرفض إستلام هدايا الأباطرة ومن الأدب ما يرفض إحراجهم بالرفض.. فكر قليلاً في طلب امبراطور بيزنطة، ثم أرسل إليه أذكى سفراء بلاده ل ( يتصرف).. فذهب السفير مرتدياً أغلى وأفخر الثياب ومتعطراً بأطيب مسك، ووقف امام الإمبراطور الذي إنبهر بثيابه ورائحة عطره، ثم سأله : ( كم أجرك ؟)، فأجاب بمبلغ يساوي أجور كل وزراء وسفراء المعتصم، فسأله الإمبراطور بدهشة : ( هل تقدم خدمات جليلة للخليفة المعتصم؟)، فأجاب السفير بثقة : ( لا، كل من يعمل عند الخليفة يأخذ مثل أجري)..هكذا كان ذكاء السفير و حسن تصرفه، فاستوعب الإمبراطور البيزنطي رسالته - بلا حرج - وصرف النظر عن أمر الهدية ..!!
الطاهر ساتي
:: أراد إمبراطور بيزنطة أن يهدي المعتصم هدايا، وطلب منه أن يرسل سفيراً لإستلامها، وكان المعتصم من الكبرياء ما يرفض إستلام هدايا الأباطرة ومن الأدب ما يرفض إحراجهم بالرفض.. فكر قليلاً في طلب امبراطور بيزنطة، ثم أرسل إليه أذكى سفراء بلاده ل ( يتصرف).. فذهب السفير مرتدياً أغلى وأفخر الثياب ومتعطراً بأطيب مسك، ووقف امام الإمبراطور الذي إنبهر بثيابه ورائحة عطره، ثم سأله : ( كم أجرك ؟)، فأجاب بمبلغ يساوي أجور كل وزراء وسفراء المعتصم، فسأله الإمبراطور بدهشة : ( هل تقدم خدمات جليلة للخليفة المعتصم؟)، فأجاب السفير بثقة : ( لا، كل من يعمل عند الخليفة يأخذ مثل أجري)..هكذا كان ذكاء السفير و حسن تصرفه، فاستوعب الإمبراطور البيزنطي رسالته - بلا حرج - وصرف النظر عن أمر الهدية ..!!
:: أما سفراء بلادي و دبلوماسييها بأمريكا، فالخبر التالي يعكس بعض حالهم
ويوضح إن كانوا يمثلون بلادهم أو( يمثلون بها).. ورغم أن الحدث لا يمت الى
السياسة والدبلوماسية بصلة، إلا أن القاسم المشترك الأعظم بين الحدث
ونشاطهم السياسي والدبلوماسي هو ( العشوائية والفوضى واللامبالاة
)..فالخبر، كما ورد بصحيفتنا هذه نقلاً عن وول استريت جرنال الأمريكية، كما
يلي بالنص : احتل السودان المركز الثامن في قائمة المخالفات المرورية التي
ارتكبها الدبلوماسيين بنيويورك خلال العشرة السنوات الأخيرة، وذلك
بمديونية بلغت قيمتها (480.165 دولاراً)، وهي ديون مستحقة لنيويورك )..هكذا
وضعت الدبلوماسية السودانية بأمريكا السودان في قائمة أكثر عشرة سفارات
ارتكب دبلوماسيوها مخالفات مرورية بنيويورك..ومع السودان - في قائمة
الدبلوماسية المخالفة أو الجاهلة بقواعد وقوانين المرور - دول من شاكلة
السنغال ونيجريا وباكستان وإندونيسيا والمغرب و أنجولاو غيرها، ثم مصر التي
تصدرت القائمة ..!!
:: وما ليس بمدهش في هذا الخبر هو أن كل دول القائمة الدبلوماسية المخالفة أو الجاهلة بقوانين الحركة و المرور هي بعض ( دول العالم الثالث – والأخير طبعاً)، أي العالم المنتج لكل أنواع المخالفات والتجاوزات لحد الإكتفاء والتصدير..عشوائون بالفطرة، ولذلك يوقفون سياراتهم ذات اللوحات الدبلوماسية في أماكن غير مخصصة لوقوف السيارات، ثم أكثر من (17.000 مخالفة أخرى)، بها تأهلوا إلى تلك القائمة التي سارت بها ركبان الصحافة الأمريكية.. وعليه، نفهم أن يعجز الدبلوماسي السوداني بأمريكا - سفيراً كان أو ملحقاً - عن قيادة العمل الدبلوماسي لحد إحداث إختراق سياسي في علاقات البلدين، وكذلك نفهم أن يفشل الدبلوماسي السوداني بامريكا في اقناع النظام الامريكي بالآثار والكوارث الانسانية والاقتصادية الناتجة عن الحصار.. نعم، كل هذا العجز والفشل ( مفهوم ومقدر)، بمنطق عدم انتظار النجاح من الفاشلين والعاجزين الذين يقودون دفة الدبلوماسية..ولكن كيف نفهم فشلهم حتى في قيادة سياراتهم وفق قواعد ونُظم المرور؟.. المهم، بلغ حجم مخالفاتهم المرورية (4293 مخالفة)، والمبلغ الواجب سدادها لسلطات المرور هناك بلغ (480.165 دولار)..وبالتأكيد ستدفعها خزانة السودان العامة - لتغطية فواتير الدبلوماسيين المخالفين أو الجاهلين أو العاجزين عن القيادة السليمة - خصماً من بنود الفقر والجهل والنزوح..!!
:: وما ليس بمدهش في هذا الخبر هو أن كل دول القائمة الدبلوماسية المخالفة أو الجاهلة بقوانين الحركة و المرور هي بعض ( دول العالم الثالث – والأخير طبعاً)، أي العالم المنتج لكل أنواع المخالفات والتجاوزات لحد الإكتفاء والتصدير..عشوائون بالفطرة، ولذلك يوقفون سياراتهم ذات اللوحات الدبلوماسية في أماكن غير مخصصة لوقوف السيارات، ثم أكثر من (17.000 مخالفة أخرى)، بها تأهلوا إلى تلك القائمة التي سارت بها ركبان الصحافة الأمريكية.. وعليه، نفهم أن يعجز الدبلوماسي السوداني بأمريكا - سفيراً كان أو ملحقاً - عن قيادة العمل الدبلوماسي لحد إحداث إختراق سياسي في علاقات البلدين، وكذلك نفهم أن يفشل الدبلوماسي السوداني بامريكا في اقناع النظام الامريكي بالآثار والكوارث الانسانية والاقتصادية الناتجة عن الحصار.. نعم، كل هذا العجز والفشل ( مفهوم ومقدر)، بمنطق عدم انتظار النجاح من الفاشلين والعاجزين الذين يقودون دفة الدبلوماسية..ولكن كيف نفهم فشلهم حتى في قيادة سياراتهم وفق قواعد ونُظم المرور؟.. المهم، بلغ حجم مخالفاتهم المرورية (4293 مخالفة)، والمبلغ الواجب سدادها لسلطات المرور هناك بلغ (480.165 دولار)..وبالتأكيد ستدفعها خزانة السودان العامة - لتغطية فواتير الدبلوماسيين المخالفين أو الجاهلين أو العاجزين عن القيادة السليمة - خصماً من بنود الفقر والجهل والنزوح..!!
Comments
Post a Comment