Skip to main content

اكسترا ميديا - د. الياس عبد السلام البراج - نحو عقد عربي جديد

نحو عقد عربي جديد

تاريخ النشر: الإثنين 29 سبتمبر 2014
المفاجآت في العالم العربي تتواصل على مدار الساعة، وتكاد تستمر على هذه الحال منذ قرون متواصلة، على شكل حروب وغزوات وصراعات ومؤامرات.

أمم كثيرة سبقتنا في كل ذلك، لكنها نجحت في الخروج من تلك المرحلة قبل نحو مائتي سنة، مع نشوء الدولة القومية وانتهاء الحروب الدينية، وبعدها تهيّأت لها الأسباب وأصبحت حاكمة للمجتمع الدولي، بكل جوانبه تقريبا.ولهذا ترانا اليوم، نحن العرب وكل من في حالتنا، وكأنّنا ندفع الثمن الباهظ مرتين: مرّة لأننا لم نستطع بعد الخروج من حروب القرون الوسطى، ومرّة لأننا-عالميا- مهزومون وجزء من الدول المحكومة من الأمم الأقوى (والأفضل؟)
والمفاجآت الدامية والدرامية المتواصلة في منطقتنا من دون انقطاع قد تكون تجلّيات لهذا الثمن المزدوج.
بعض السذّج يعتبرون زحمة الصراعات في المنطقة دليلا على أهميتها (وأهميتناّ)، وبعضهم يقول ذلك بفخر وابتسامة وعلى مقربة من الضحايا المتساقطة يوميا كمطر الشتاء بسبب هذه «الأهمية» الخادعة، فيما يبدو لي أن أهميتنا لا تتجاوز أهمية أي منطقة استعمارية قديمة فيها ما فيها من أي مواد طبيعية وسكان أصليون ممّن دأب الإعلام الاستعماري القديم على تصويرهم كمجموعة من المتوحشين أو الأقل نمواً ووعياً وأخلاقاً وحضارة.
كمياً وزمنياً، الحروب مع الأعداء الخارجيين، مثل الغزوات الصليبية والصهيونية، لم تكن سوى جزء من كل تاريخنا الدامي المتواصل هذا، وباقي التاريخ وحاضرنا يشهد على كثافة دول فاشلة وشعوب قلقة وعلاقات وقيم مأزومة، تارة بين أبناء الدين الواحد، وتارة بين أبناء القوم وربما القبيلة أو حتى الأسرة الواحدة.
.
خلال هذه القرون، وخلال العصر الحديث على الأقل، شهدت هذه «الأمة» كل المحاولات:
1- جرّبت الأنظمة القومية والدينية والعسكرية، الاشتراكية والديموقراطية والأوتوقراطية و«الجماهيرية»، الوحدوية والانفصالية.
2- جرّبت كل أنواع التبعية والتحالف، مع مختلف المعسكرات والمحاور من شيوعية وليبرالية وأمبريالية، من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وما بينهما من عدم انحياز وحياد إيجابي.
3- قدّمت كل أنواع التنازلات وانخرطت في كل أشكال الصمود الثوري، والقومي، وكل أنواع التشدد والتراخي، الانغلاق والانفتاح، الملكي والجمهوري، الوحدوي والانفصالي.
جرّبنا كل ذلك من دون طائل، أي أن كل هذه الأنواع، والاتجاهات وأشكال الحكم، لم تضع يدها بعد على الجرح والداء «المخفي» الأساسي.
في المقابل، سجّل العرب، فقط كأفراد نجاحات فائقة عندما اختلطوا بحضارات وأمم أخرى، الأمر الذي يرجّح أن المعضلة الرئيسة تكمن في «الأنا»، التي لا يمكنها إلا الشك وعدم الثقة بادعاءات وشعارات الحرص على: الجماعة أو الأمة أو الدين أو العرض، والغيرة على المصلحة العامة.
ولأنّه من المستحيل تغيير هذه «الأنا»، فقد حان الوقت التاريخي للمكاشفة والمصالحة النهائية، التي تحتّم عقداً اجتماعياً وسياسياً جديداً، محوره هذه الأنا أو مصالح الفرد-الفرد.
دعونا نجرّب هذا الأمر، ولو مرة واحدة، وبعدها ليكن شكل النظام وأيديولوجيته أيا يكن.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe