البغدادي يختبئ في الموصل خوفاً من ضربات التحالف
وعلى وقع الهجمات على المتشددين للحد من نفوذهم وانتشار مقاتليهم بعد تقدمهم المفاجئ واحتلالهم مساحات شاسعة من العراق، بدأ مقاتلون سنة الانخراط في الحرس الوطني العراقي الذي سيأخذ على عاتقه حماية المدن السنية ومقاتلة تنظيم «داعش«، ضمن خطة أميركية لدمج العرب السنة وإشراكهم في جهود مكافحة الإرهاب التي تحظى بدعم من حكومة حيدر العبادي في بغداد.
فقد أفاد مصدر استخباراتي أن زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي وقيادات الصف الأول في تنظيمه وصلوا الى محافظة نينوى قادمين من مدينة الرقة السورية «هرباً من الغارات الجوية الأميركية التي تستهدف التنظيم في سوريا«، مبيناً أن «لجوء البغدادي الى محافظة نينوى جاء بسبب قلة الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي على مواقع التنظيم في المحافظة«.
وأضاف المصدر أن «هناك أجهزة حديثة يستخدمها فريق تقني مرافق للبغدادي من جنسيات عربية وأوروبية تقوم بتعطيل عمل أجهزة المراقبة والتشويش على أي ذبذبات الكترونية»، مبيناً أن «القادة البارزين الذين وصلوا مع البغدادي هم والي نينوى عبدالله يوسف المعروف بأبي بكر الخاتوني، ونائب البغدادي فاضل أحمد الحيالي المعروف بأبي مسلم التركماني، وفراس علي السبعاوي«.
واستفادة من ضربات التحالف الدولي، بدأت قوات البيشمركة بشن هجوم واسع بمختلف الأسلحة وبغطاء جوي أميركي وبدعم من مقاتلي قبيلة شمر النافذة، على مواقع «داعش» في ناحية ربيعة الواقعة على بعد 120 كيلومتراً غربي الموصل.
وأعلن وكيل شؤون البيشمركة الفريق جبار ياور أن «قوات البيشمركة وبمساندة الطائرات تمكنت من دخول ناحية ربيعة المحاذية للحدود السورية»، مشيراً إلى أن «قتالاً شرساً يجري مع عناصر تنظيم «داعش« لتطهيرها منهم.
وقال مصدر أمني مطلع إن «عملية دخول ناحية ربيعة تمت بمشاركة قوات من المتطوعين من قبيلة شمر النافذة والأمن العراقي»، لافتاً إلى أن «القوات تتقدم حالياً باتجاه مركز الناحية وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر داعش».
وتمكنت قوات البيشمركة صباح أمس من تحرير ثلاث قرى في قضاء داقوق ( 32 كم جنوب كركوك)، هي سعد وخالد والوحدة.
أميركياً، قال البيت الأبيض أمس إن الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتمع مع مجلس الأمن القومي لمناقشة استراتيجية التصدي لتهديد «داعش« في العراق وسوريا.
وفي أولى غاراته، شن سلاح الجو البريطاني أمس أولى غاراته على التنظيم في العراق ودمر موقعاً للمدفعية وعربة تحمل مدفعاً رشاشاً.
وقالت وزارة الدفاع إن الغارتين «المحددتي الهدف» واللتين شنتهما مقاتلتا تورنيدو تمتا «بنجاح» بدون أن تحدد توقيت تنفيذ الغارتين ولا الموقعين المستهدفين.
وكانت الطائرتان المقاتلتان في مهمة استطلاع حين طلب منهما دعم قوات كردية استهدفها مسلحو التنظيم المتطرف في شمال غرب العراق.
وقال وزير الدفاع مايكل فالون إن المقاتلتين «حددتا وهاجمتا موقع مدفعية كان يهدد القوات الكردية ثم هاجمتا شاحنة بيك اب مسلحة للتنظيم في موقع مجاور»، مضيفاً أن المقاتلتين «عادتا الى قاعدتهما سالمتين».
وهذه الغارات هي الأولى التي تنفذها بريطانيا منذ انضمامها الجمعة الى التحالف العسكري الدولي لمحاربة تنظيم «داعش».
يُشار الى أن ست طائرات بريطانية متمركزة في قبرص تشارك منذ أسابيع في مهام مراقبة بالعراق.
ومع إعلان الضربات الأولى، شدد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على أن بلاده لن تسارع الى «إلقاء قنابل لمجرد أن شخصاً ما تحدث عن تحرك» للجهاديين.
وأضاف هاموند للبي بي سي «حين نطلق النار علينا أن نكون واثقين تماماً بأننا نستهدف مواقع لـ»داعش» من دون أن نقتل مدنيين سنة أبرياء. وإلا فإن التأثير سيكون عكسياً لما نرمي اليه».
وفي أول تحرك من نوعه لمواجهة تنظيم «داعش» الذي استحوذ بعد 9 حزيران على الموصل ومدن في صلاح الدين وكركوك وديالى، كشفت مصادر مطلعة عن بدء تشكيل قوات «الحرس الوطني» في 3 محافظات لحماية المناطق السنية.
وقالت المصادر إن «عشائر سنية نافذة في الأنبار وصلاح الدين وديالى بدأت تنسيقاً واسعاً عالي المستوى لتشكيل قوات حرس وطني خاصة بحماية المناطق السنية حصراً«، مبينة أن «النواة الأولى لهذه التشكيلة قد بدأت بالفعل في تلك المدن». وأضافت أن «هذه القوات ستمر بمراحل عدة»، مشيرة الى أن «500 مقاتل انضموا لقوات الحرس الوطني في الأنبار كدفعة اولى وسينقلون إلى معسكرات التدريب لغرض التدريب والتسليح»، مبينة أن «الأيام المقبلة ستشهد الاستفادة من ضباط الجيش السابق في التدريب وفي قيادة السرايا والأفواج».
وفي تركيا، قالت الحكومة أمس إنها طلبت من البرلمان السماح لها بالمشاركة في العمليات العسكرية في العراق وسوريا لوقف تقدم مسلحي تنظيم داعش.
ومن المقرر أن يناقش البرلمان الطلب بعد أن أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن أنقرة ستلعب دوراً أكبر في القتال ضد التنظيم المتطرف.
وصرح نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينتش للصحافيين عقب اجتماع للحكومة شارك فيه استثنائياً قائد الجيش الجنرال نجدت اوزيل «سيكون تخويلاً واسعاً للغاية حتى لا نحتاج الى تخويل جديد في المستقبل. ويبدو أن نص المقترح جيد، ونأمل في أن ينال تأييد جميع الأطراف في البرلمان».
وأشار ارينتش الى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة من دون أن يكشف عن تفاصيل. وقال «نحن حكومة حاسمة. ونحن ندرك ما يدور حول تركيا».
وتابع أن التفويض البرلماني الذي سيسمح لتركيا بعمل عسكري في العراق وسوريا، سيشمل «كل التهديدات والمخاطر المحتملة». وأوضح أن مقاتلي داعش يتقدمون صوب قبر سليمان شاه في شمال سوريا. وهي منطقة تعتبرها تركيا ذات سيادة خاصة ويحرسها جنود أتراك.
وترى أنقرة أن قبر سليمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية ضمن أراضيها بموجب اتفاقية وقعت مع فرنسا عام 1921 عندما كانت سوريا تحت الحكم الفرنسي. وقالت تركيا إنها ستدافع عن الضريح الذي يحرسه جنود أتراك.
وفي شأن عراقي داخلي، فشل داعون لتظاهرات في بغداد ومحافظات عراقية جنوبية للمطالبة بسقوط حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، في إخراج متظاهرين للمشاركة فيها حيث امتنعت أمس المحافظات الشيعية في الجنوب عن التظاهر، فيما تظاهر عدد محدود وسط بغداد سرعان ما تفرقوا الأمر الذي دفع الداعين الى إصدار بيان بادعاء التأجيل حفظاً لماء الوجه على ما يبدو.
وأمنياً أوقعت سلسلة تفجيرات متزامنة في كربلاء وبابل والبصرة عشرات القتلى والجرحى.
Comments
Post a Comment