Skip to main content

نهاية الحوار الوطنى: قراءة فى الخطاب الرئاسى تحليل: عبدالله رزق

نهاية الحوار الوطنى: قراءة فى الخطاب الرئاسى
تحليل: عبدالله رزق
اعلنت الحكومة – فى خطوة مباغتة – تخليها عن مشروعها للحوار الوطنى ، وطرحت بدلا عنه عرضا بحكومة موسعة لمن يرغب فى فترة الانتخابات ،وفق ماجاء بالصحف. ربما المقصود بذلك حكومة للستة اشهر، التى تسبق موعد الانتخابات فى ابريل القادم. اذ ان الحكومة اكدت – على لسان الرئيس – ان الانتخابات، كخيار لابديل له ، قائمة فى مواعيدها ، ما يعنى انهاء الحوار الوطنى،قبل ان يبدأ، تقريبا.
واكد الرئيس البشير، فى خطابه امام شورى الحزب الحاكم بولاية الخرطوم ، يوم السبت الماضى، على جملة من المواقف ذات الصلة بقضايا بالحوار الوطنى، والتى يمكن عدها تراجعا شاملا فى توجهات الحكومة منذ يناير الماضى.
فقد اعلن رفض حكومته للمنبر الواحد للتفاوض، مايعنى رفضا للمساعى التى يبذلها الوسيط الافريقى ،مع الاطراف المعنية ، بمافيها الحكومة ، فى هذا الصدد ،بتفويض من الاتحاد الافريقى وبدعم من مجلس الامن الدولى.اذ اكد – فى هذا السياق ،بان الدوحة ستظل منبرا للتفاوض مع الحركات الدارفورية ،والتى ظلت منذ مايقارب الخمس اعوام ترفض التوقيع على وثيقة الدوحة.
وخلافا لما نص عليه قرار مجلس الامن الدولى ، رقم 2046 ، بشأن تسوية النزاع المسلح فى ولايتى النيل الازرق وجنوبى كردفان ، فقد اعلن الرئيس ان التفاوض حول المنطقتين ، سينحصر فى بند واحد هو التسريح واعادة الدمج، وفق اتفاقية نيفاشا.
والمح الرئيس الى عدم الاستجابة للمطالب المتعلقة باشاعة الحريات ، كبعض من شروط تهيئة المناخ للحوار الوطنى ،اذ " قطع بعدم اعطاء سقوفات للحوار واطلاق الحرية المطلقة التى وصفها بالفوضى او حريات بدون سقوف او حرية تمس الامن القومى ..."
ويتصادم هذا التطور، الذى يعيد الاوضاع الى ماقبل خطاب الوثبة ومبادرة الحوار الوطنى التى اطلقها رئيس الجمهورية فى يناير الماضى ، مع الجهود الاقليمية والدولية، التى تأسست على مبادرة الحوار الوطنى ، وانطلقت منها ، فى مسعى جديد لدمج جهود السلام فى اطار المصالحة والتحول الديموقراطى ، عبر الحوار فى منبر جامع، مفتوح للتدال لكل القضايا وبمشاركة كل الاطراف، للوصول الى الحل الشامل ، الذى يؤمن خروج البلاد من ازماتها نهائيا.
وقد تولت آلية الوساطة الافريقية، بقيادة الرئيس ثابو مبيكى، مهمة ادارة حوار مع مختلف الاطراف،بمافيها الحكومة، من اجل بلورة مبادرة للحوار الشامل، تستند الى توحيد منابر التفاوض مع الحركات ، (الدوحة ،اديس ابابا) ، مع مبادرة الحوار الوطنى ، فى منبر واحد، تشارك فيه كل الاطراف، بمافى ذلك الحكومة. وكان اتفاق المبادئ الذى تم التوقيع عليه فى اديس ابابا، من قبل آلية الحوار الوطنى ،وقوى اعلان باريس( حزب الامة القومى والجبهة الثورية) ، خطوة فى هذا الاتجاه . وقد وجدت هذه المبادرة فى شكلها النهائى، حتى الآن، تأييد مجلس الامن والسلم الافريقى ، الذى احالها الى مجلس الامن الدولى ، والذى اكد- بدروه - دعمه لتلك المبادرة. مثلما حظيت - من قبل - بدعم الترويكا: الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج. وقد تقرر فى هذا الاطار ، عقد اجتماع بين الحكومة والجبهة الثورية فى اديس ابابا، فى اطار التحضير لانطلاق المؤتمر القومى الجامع . وفيما يؤكد هذا التبدل الفجائى ،فى توجهات الحكومة، سلامة مواقف تحالف قوى الاجماع الوطنى المعارض، التى شككت فى جدية الحزب الحاكم ومصداقية طرحه للحوار، فانه يثير ، من الجهة الاخرى، التساؤل حول مستقبل الحوار الوطنى،وآليته ممثلة فى لجنة (7+7)، والاحزاب المشاركة فيها، ومجمل القوى المراهنة على الحوار الوطنى، بما فيها حزب الامة القومى ، مثلما يطرح التساؤل حول مصير جهود ومساعى مبيكى فى هذا الاطار. وقد سبق للاستاذ الطيب مصطفى، رئيس حزب منبر السلام العادل، احد مكونات آلية الحوار الوطنى، ان ابدى اعتراضه على اجراءات الانتخابات، التى بدأت المفوضية باعلانها، باعتبار انها تجهض عملية الحوار. كما كان لهذه الاحزاب رأيها من ضرورة اتخاذ اجراءات لتهيئة المناخ للحوار الوطنى، لاتختلف كثيرا عن عما تطالب به قوى التحالف المعارض، فقد اصبح يتعين عليها، تحديث واعادة تحديد موقفها من هذا التطور. اما بالتمسك برؤيتها للحوار الوطنى ، وبمجمل مواقفها منه،والعمل – فى اطار جبهة – على الضغط على الحكومة للعدول عن موقفها الجديد،بدعم من المجتمع الدولى ، الذى غالبا ، مايتبنى مثل هذا الموقف، واما الانجرار خلف الوطنى وخياراته.
اذ ان تقلبات الموقف الرسمى، والتى تدعم فرضية تباين المواقف داخل النظام، بين هم مع ومن هم ضد الحوار الوطنى والمصالحة ، من شأنه ان يضع النظام فى مواجهة جديدة مع المجتمع الدولى، الذى ساند مبادرة الحوار الوطنى الشامل وصولا لحل شامل لازمات البلاد بمشاركة جميع الاطراف.اذ ان جملة المواقف المعلنة يمكن اعتبارها تراجعا عن تعهدات والتزامات وقرارات دولية ، بمافى ذلك القرار 2046، القاضى بتسوية نزاع المنطقتين فى اطار عملية سياسية ودستورية شاملة ، وفق ما نص عليه اتفاق نافع – عقار

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe