"الجمعة الأسود"! سرقوه واغتصبوه في وضح النهار.. وفي مكان مكتـظ
لم يحمِ ضوء النهار الشاب جواد من ظلام قلوب شابَين، ولم يردع تواجد الناس الكثيف في منطقة مكتظّة بالمارّة والسكان، المجرمَين، من اقتناص فريستهما على بعد أمتار من دورية للأمن.
ويروي جواد لموقع 'أخبار للنشر' تفاصيل معاناته في ذلك النهار الذي يصفه بـ'الجمعة الأسود'، فأشار إلى أنه كان ينوي التوجّه إلى أحد المحلات المختص ببيع الهواتف النقّالة بهدف إصلاح موبايله الذي طرأ عطل عليه ولم يتمكّن من إعادة تشغيله. وكشف إبن الخامسة والعشرين من العمر، أنه وفي طريقه سيراً على الأقدام نحو المحل، شعر بوخزة خفيفة في خاصرته ليفاجأ بشاب يمشي ملاصقاً له وهو يضع سكيناً على خاصرته، فيما يمشي الثاني وراءهما بطريقة تغطّي تماماً ما يفعله شريكه.
ويقول جواد إن الشابين طلبا منه السير معهما بهدوء وهدّداه بأنهما لن يتردّدا في قتله إذا صرخ أو طلب النجدة أو حتّى إن قام بأي حركة مشبوهة. فلم يجد جواد مفرّاً إلا الإنصياع لطلب الشابَين، ورافقهما في دهاليز منطقة لا يعرفها، حتّى وصلوا إلى بناية في حي شعبي وصعدوا إلى الطابق الثاني مكان سكَن المجرمَين في غرفة صغيرة لا تتعدّى الأربعة أمتار.
ويصف جواد لـ'أخبار للنشر' المشاعر المرعبة التي سيطرت عليه في الطريق إلى منزل الشابين ، فارتسمت بباله فجأة صورة تنظيم 'داعش' وتخيّل نفسه راكعاً بين الشابَين في لحظاته الأخيرة بانتظار أن يُقطع رأسه. وطوال الطريق لم يتوقّف جواد عن التوسّل للشابَين بعدم قتله، فيأتيه الجواب صارماً :' امشِ معنا ولا تنبس ببنت شفة فلا نقتلك'. العبارة لم تُثلج قلب الشاب المسكين الذي أكّد أنه لم يكن يتسطيع مقاومتهما، أولاً لأن السكين كان موجّهاً مباشرة إلى كليته وثانياً لأن المجرمَين يتمتّعان ببنية قوية، إذ يبدو أنهما من لاعبي كمال الأجسام.
ويلفت جواد إلى أنه توقّع كل شيء من الشابَين إلا الذي حدث تالياً، فقد اكتشف السارقان أن الشاب لا يحمل معه سوى مبلغا زهيدا جداً من المال، حيث كان ينوي إبقاء هاتفه في التصليح ولذلك لم يُحضر معه المال الكافي، كما أنهما لم يفلحا في تشغيل الهاتف الأمر الذي أغضبهما بشدّة. فما كان منهما إلا أن قيّدا الضحية على سرير وحيد في الغرفة، ووجّها إليه بضع لكمات، ثمّ تهامسا في ما بينهما بكلام لم يفهمه. وفيما كان يتوقّع أنه سيُقتَل ، تفاجأ الشاب بأنهما نزعا ملابسه وتناوبا على اغتصابه بطريقة يقول إنه فضّل الموت عليها.
ويؤكّد جواد أنه قاومهما بشدّة ولم يسمح لهما بتقبيله وعلا صراخه كثيراً، لكنّهما عادا وهدّداه بقتله إذا استمرّ في المقاومة ولم يصمت. وبعدما انتهيا من فعلتهما، طرداه خارج الغرفة عارٍ مع ملابسه الممزّقة مهدّدَين إياه بالقتل في حال قرّر التوجّه إلى المخفر او أخبر أحداً بالموضوع. فسارع جواد إلى مغادرة المبنى ووجد صعوبة في معرفة طريق العودة إلى الشارع العام وكان كل همّه الإبتعاد قدر الإمكان عن المكان المشؤوم.
وردّاً على سؤال لموقعنا، حول أسباب عدم طلبه النجدة خاصّةً ان الأمر حدث في وضح النهار وفي مكان مكتظ، اجاب :' كان لدي اعتبارات عديدة أوّلها أن السكين موجّه إلى كليتي السليمة، فأنا أعاني منذ فترة طويلة من إضطرابات في كلية اليمين وأعيش تقريباً على كلية واحدة ، لذا خفت أنني إذا صرخت او قاومت أن يطعنانني في الكلية السليمة عندها بالتأكيد سأموت'. ويشير الشاب إلى أن المجرمَين، ورغم شكلهما اللائق، كانت تبدو عليهما ملامح الإجرام، لكنّه كان يعوّل على أن يلاحظ أحد المارّة وجود شي غريب في حركة الشابَين، غير أن أحداً لم ينتبه في ظل الزحمة الكثيفة. فبرأي الضحية، كانت حركة المعتديَين 'جد طبيعة ما يدلّ على أنهما محترفا نصب وسرقة'.
ويشدّد جواد على انه لم ولن يبلّغ عن الحادثة، رأفةً بوالدته المريضة التي لا تعرف شيئاً عن الموضوع ولا يريدها أن تعرف، إضافةً إلى انه فقد والده منذ فترة ليست ببعيدة ولا يرغب في مضاعفة معاناة الوالدة. كما يعتبر أن الموضوع مخجل كثيراً داخل مجتمعه ولا يتحمّل أن ينظر إليه الناس بعين المشفق أو الشامت.
لهذه الأسباب، رفض جواد التقاط أي صورة حتّى لو تـمّ تمويهها كما طلب عدم ذكر لا البلد ولا المنطقة التي حصلت فيها الواقعة ، وغادر مكان اللقاء بجسده النحيل مسلّماً أمره لله . لكنّه أراد من سرد معاناته التنبيه إلى ان الشباب معرّضون أيضاً لهكذا نوع من الجرائم، وقال قبل أن يغادر:' الحمد الله لا زلت على قيد الحياة، لكنني لا أدري كيف سأتعايش مع الموضوع'.
Comments
Post a Comment