Skip to main content

تركيا و«داعش» بالجرم المشهود؟-راجح الخوري

تركيا و«داعش» بالجرم المشهود؟

 

راجح الخوري

السبت 3 ذو الحجة 1435 هـ - 27 سبتمبر 2014 مـ , الساعة: 22:51 رقم العدد [13087]
نسخة للطباعة Send by email
جاء أحمد داود أوغلو إلى السلطة أكاديميا من الكواليس الجامعية ومع نظريته «صفر مشاكل مع الجيران» حسب البعض أنه سوسلوف حزب «التنمية والعدالة»، الذي يمتطيه رجب طيب إردوغان ويندفع على طريق فيه الكثير من الألغام والأوهام، فقبل مائة عام سقطت السلطنة وانهار الباب العالي ولم يعد الزمن يتسع لاستنساخ سطوة عثمانية معاصرة.
مع انهيار الاتحاد السوفياتي فقدت تركيا موقعها الاستراتيجي كعضو في الأطلسي، ومع إقفال أبواب الشراكة الأوروبية في وجهها رأى إردوغان وأوغلو أن الاندفاع جنوبا يمكن أن يعطي تركيا دورا إقليميا وازنا، وعلى الطريقة الإيرانية عبر إردوغان إلى العرب من البوابة الفلسطينية، من دافوس بعد اشتباكه مع حليفه شيمعون بيريس، وعندما صفق له العالم العربي حسب أنه سرعان ما يتوّج سلطان الإقليم.
هذه المقدمة للتوضيح أن إردوغان ومنظّره أوغلو الذي انتقل من الخارجية إلى رئاسة مجلس الوزراء ليسا أمام صفر مشاكل مع الجيران بل أمام مائة في المائة مشاكل معهم، لكن لم يكن أحد ليتصور أنه يمكن ضبط إردوغان في كهوف أبو بكر البغدادي وأن «داعش» الذي عبر من البوابات التركية إلى سوريا والعراق سيكون على تنسيق وتفاهم مع أنقرة، إلى أن جاءت قصة الإفراج عن الرهائن الأتراك لدى «داعش» لتكشف عمق التفاهم بين الطرفين!
عندما أعلن جون كيري يوم الأربعاء الماضي أن تركيا ستنضم إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب بدا واهما، وخصوصا عندما قال: إن تركيا يمكن أن تقدم مساعدات لوجستية، فقد كان من المعروف بعد اجتماع جدة الذي وضع أسس التفاهم على شكل التحالف الدولي والأدوار فيه، أن تركيا التي كانت معبرا لأكثر من 13 ألف إرهابي أجنبي إلى سوريا (هذا الرقم أكده بان كي مون في جلسة مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب)، لن تقدم إلى التحالف سوى تسهيل انتقال السلاح والعتاد لقوات المعارضة التي تقاتل «داعش» والنظام عبر خطيّن؛ خط بطمان - أربيل وخط نصيبين - القامشلي.
تصريحات أوغلو صدمت الأميركيين، تركيا تتخذ قراراتها باستقلالية وفي الوقت المناسب وحسب ما تمليه عليها مصالحها القومية، وأنها لن تشارك في أي تحالفات عسكرية أمنية، قبل أن ترى نهاية الطريق سواء في العراق لجهة مساراته السياسية بعد إبعاد المالكي ودحر «داعش»، وسواء في سوريا لجهة مصير بشار الأسد، وسواء بالنسبة إلى الأكراد وخصوصا بعد الدور المتقدم لقوات البيشمركة وتدفق السلاح عليها.
انتهى اجتماع جدة ورفضت تركيا أن توقع على البيان الختامي، ولم يجد جون كيري سوى القول: «نحن ننتظر بفارغ الصبر مشاركتهم ومساهمتهم في تحالف المجتمع الدولي ضد تهديد داعش»، لكن سرعان ما أصيب الجميع بالذهول والصدمة على خلفية الالتباس الذي أحاط بعملية إطلاق «داعش» رهائن القنصلية التركية في أربيل، ثم ما تكشّف من وجود تعاون وتنسيق بين أنقرة و«داعش» وهو ما دفع أحد الظرفاء إلى القول كيف يمكن قيام تفاهم بين من أعلن نفسه خليفة ومن يسعى إلى إعادة الخلافة؟
عندما أطلق «داعش» الرهائن الأتراك الـ49 تحدث إردوغان عن «عملية إنقاذ نفذتها القوات الخاصة» لكن أوغلو الذي قال: إنه لم تدفع أي فدية رفض الكشف عن تفاصيل العملية وأشار إلى أن الاستخبارات حاولت 6 مرات تحريرهم لكنها فشلت، وقد منع الرهائن من الإدلاء بأي تصريح، وبدا واضحا أنه لم تحصل أي عملية عسكرية لتحريرهم وإلا كنا شاهدنا عمليات قطع للرؤوس، ثم إنهم نقلوا في حافلات من الموصل إلى تركيا أي مسافة 500 كيلومتر وربما بمواكبة «داعشية»!
تعليقات الصحف التركية كشفت الغطاء عن تعاون تركي عميق مع «داعش»، فقد كشفت صحيفة «جمهورييت» أن القنصل التركي في الموصل كتب إلى وزارة الخارجية قبل 4 أيام منبها من أن الأوضاع في المدينة تتجه إلى الأسوأ، في ظل الحديث عن تقدّم حثيث لتنظيم «داعش» بات يثير القلق، ولكن جواب الخارجية شكّل مفاجأة بقوله «إن داعش ليس خصما لنا» وقد أكّد بولند ارينج هذه الرواية موضحا أن المخابرات التركية كانت على علم بما يحضّر للموصل، وأنه سبق لـ«داعش» أن حصل على 5 ملايين دولار في مقابل الإفراج عن 31 من سائقي الشاحنات التركية كان قد احتجزهم في نينوى!
الرواية التي أجمعت عليها التصريحات أن إردوغان وافق على عملية مقايضة معيبة عندما قدّم 49 دبابة وكميات كبيرة من الذخائر في مقابل الإفراج عن 49 رهينة تركية كانوا محتجزين منذ 10 يونيو (حزيران) الماضي، وتبيّن أيضا أن المفاوضات التركية مع «داعش» أدت إلى إفراج أنقرة عن القيادي البارز في هذا التنظيم وهو الشيشاني المدعو شندريم رمضاني الذي يحمل جواز سفر سويسريا، وكان قد اعتقل في أضنة بعد دخوله من سوريا واشتباكه مع القوات التركية حيث قتل 3 منهم!
أمام طوفان الاتهامات التي ساقتها الصحف التركية والعالمية لإردوغان، وبعد بث شريط مصوّر يظهر فيه قطار تركي يحمل دبابات وذخائر قيل إنها أرسلت إلى «داعش»، لم يتردد إردوغان في القول: «وحتى وإن حصلت مقايضة المهم بالنسبة لنا هو إطلاق سراح الرهائن»!
شكلا كانت تركيا قد أدرجت «داعش» و«النصرة» على لائحة الإرهاب إلا أن الصحف التركية علقت على الأمر بكثير من السخرية، عندما قالت: إن الحكومة التركية تنخرط في تمويل «داعش» وإن عشرات الشاحنات التي تحمل النفط السوري تدخل إلى تركيا ويشتريها تجار أتراك، ولعل هذا ما دفع صحيفة «واشنطن بوست» إلى نشر تحقيق في 14 أغسطس (آب) الماضي خلص إلى القول: إن الحكومة التركية بسطت السجاد الأحمر أمام تنظيم «داعش» وإن الريحانية تحولت إلى مركز تجاري لعناصره!
صحيفة «وورلد تريبيون» ذهبت أبعد من هذا عندما أجرت تحقيقا يثبت أن تركيا ضالعة في تسليح المتطرفين منذ انفجار حركتهم في الأنبار حيث قمعتهم «الصحوات» التي شكّلت من رجال العشائر، وأن «داعش» بدأ منذ مطلع عام 2013 يحصل على أسلحة ومعدات عسكرية عبر البوابة التركية ومن خلال تجار أتراك وأن كميات كبيرة وصلت إليه من رومانيا وبلغاريا وكرواتيا.
من «صفر مشاكل مع الجيران إلى مائة في المائة مشاكل معهم»... لكن قرع طبول القضية الفلسطينية لم يعد يعمي الأبصار عن حقيقة ما دار ويدور في حسابات تركيا الداعشية.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe