|
"فما من مستور إلا و سينكشف، و لا من خفي إلا سيظهر..." (متى 10: 26)
لم يعد سرا، أن ما يسمى زورا الربيع العربي، و الذي كان برنار هنري ليفي فيلسوفه، لم ينفجر فجأة بأنتحار بوعزيزي في تونس. فالخطة و الإعداد التنفيذي كانا حاضرين بانتظار حدث يشكل صاعق التفجير. هل الظلم السياسي والإجتماعي موجود فقط في الجمهوريات العربية؟ و الدول العربية غير الجمهورية تنعم بالعدل و المساواة و الحرية؟ إذن. لماذا انفجر الربيع العربي في دول تمارس الإنتخابات، و لو شكليا؟ و لم يصل هذا الربيع للدول التي تحكمها و تملكها عائلات و لا تمارس الإنتخابات؟ لماذا برز برنار هنري ليفي و تسخر له الإعلام الغربي، ولماذا اختفى؟
معروف أن داعش هي الجيل الرابع أو الخامس للقاعدة، مثل طالبان و النصرة و الشباب الصومالي و بوكو حرام و...، فهل تملك داعش قدرات سحرية لتسيطر، و بسرعة البرق، على مساحات واسعة من العراق، بعد أن تممدت في سوريا، بمحاذاة الحدود العراقية؟ وهل بعد اليوم يوجد، بعد، من يشك بأن داعش كانت تتحرك، أقله، "بعلم" الأميركيين؟ فلماذا تركت داعش تسيطر على مناطق نفطية في كل من سوريا و العراق؟ أمن أجل أن يقول التحالف أنه لا يستهدف البنى التحتية في البلدين، ثم تقوم طاائراته، بالأمس، بتدمير 12 مصفاة نفط، في يوم واحد في البلدين؟
و عندما تحركت داعش، خارج الحدود المرسومة لها، واتجهت صوب إربيل، تحركت الولايات المتحدة الأميركية وأرجعتها إلى الوراء. ولماذا تحركت أميركا للتصدي لخطر داعش، بعد تممدها في العراق، فيما كانت تغض الطرف عما تفعله داعش في سوريا؟
في سوريا كما في العراق، و كما بدأنا نرى في لبنان، فإن داعش، و أخواتها، تقوم بعمل واحد، يجري التعتيم عليه: إقتلاع المسيحية و المسيحيين من أرضهم التاريخية المشرقية، والتي قال عنها، المثلث الرحمات البطريرك إغناطيوس هزيم مرة: "الجميع ضيوف عند المسيحيين في هذه المنطقة من العالم".
اليوم، يعمل هذا "الجميع" على إضطهاد و تهجير وإقتلاع المسيحية والمسيحيين، أصحاب الأرض الأصليين، من أرضهم في المشرق و مصر، فيما تحالف الديموقراطيات الغربية، يرفض التعاون مع الدول التي تعاني من هذا النوع من الإرهاب و تحاربه، كسوريا وروسيا و سواهما.
بدأت الحملة بحجة القضاء على الإرهاب، و إذ بالرئيس أوباما يصرح بأن هدف التحالف هو "إحتواء داعش!!!!!!!!!!. و بعدها قال أن الحرب هذه ستطول لسنوات... إذن، الهدف ليس القضاء على هذا الإرهاب، بل خلقه، وتوظيفه كمبرر لإعادة السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، بهدف خلق شرق أوسط جديد، يجعلنا نترحم على كل مساوىء الشرق الأوسط الحالي.
Comments
Post a Comment