ابراهيم مبارك
- من مواليد إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1952.
- حاصل على دبلوم معهد المدرسين، بكالوريوس علم نفس، دراسات عليا في التربية.
- عمل في بداية حياته المهنية مدرسا ومشرفا إداريا ووكيلا لمدرسة، ثم رئيسا بقسم الشؤون التعليمية في منطقة دبي التعليمية، وبعد ذلك رئيسا لقسم التربية الرياضية بإدارة التربية الرياضية في وزارة التربية و التعليم والشباب، كما شغل منصب مدير لإدارة الأنشطة الثقافية والفنية في وزارة التربية والتعليم . فضلا عن كونه يتمتع بالعضوية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وفي ندوة الثقافة والعلوم، وجمعية كشافة الإمارات، وجمعية المعلمين، وبالإضافة لذلك فهو كاتب في جريدة الاتحاد وجريدة البيان سابقا ومجلة أحوال.
- ومن إبداعاته الأدبية ثلاثة مجموعات قصصية هي: "الطحلب" الصادرة عام 1987، "عصفور الثلج" الصادرة عام 1991، "خان" الصادرة عام 1999.
- له
المؤلفات التالية: كتاب "الحركة الكشفية في الإمارات" الصادر عام 1987،
كتاب "الكشافة في الإمارات" الصادر عام 1996، كتاب "نواقيس - قراءة في
الأنشطة الثقافية والفنون" الصادر عام 2001، كتاب "سواحل البحر" الصادر عام
2002، كتاب "صدى المسرح" الصادر عام
داعس
تاريخ النشر: الأربعاء 01 أكتوبر 2014
أجمل الأوقات التي تنعش القلب والذاكرة، هي الفترات التي أذهب فيها إلى مجلس الصيادين، أهلنا الذين لا يفارقون الساحل، ولا يتحملون الابتعاد عن البحر وذاكرته القديمة، شوابنا وشيوخنا الذين أفنوا العمر في البحر من قديمه إلى حاضره، دارت الحياة والزمن وما زالوا يأتون كل يوم ليجلسوا معاً يراقبون الحياة وتغيرها، لم يعد لهم من ساحل جميرا غير الذاكرة القديمة، أما الحاضر، فهو جديد في جديد، حتى الشاطئ أصبح الآن ممشى رائعاً يمتد على طول ساحل جميرا في حلة حديثة تسر الناظرين، حتى العيون القديمة التي تراقب البحر والموج المتهادي على السيف الحديث، لا يهمها غير إعادة الذاكرة القديمة ودون اعتراض على الجديد الجميل، ما يهم هو هذا الأزرق الرائع واستمراره في الحضور في الذاكرة والواقع.
لا شيء يوازي حب هؤلاء القدامى من أهلنا البحّارة، خاصة أن الكثيرين منهم قد رحل إلى جوار ربه، ولم يبق غير نفر قليل من الكبار في كل شيء، في الحب والعطاء والوفاء للبحر وسيرته القديمة، ما زالت الأشرعة ترفع خفاقة بيضاء في السباقات التراثية، وأيضاً ما زالت القوارب القديمة تحيط بالساحل والبحر ومجلس الصيادين، إنها الكنز الحقيقي الباقي لنا نحن أهل البحر، كنز لذاكرة عطرة ورائعة تطرق دروبنا كل يوم، خاصة لنا نحن الذين نجاور البحر والزوارق التي تتشبث بالبقاء رغم دورة الحياة وحداثة دبي الجميلة، قليلاً ما يشغل البحارة ما يدور في الحياة من تغيرات كثيرة وأحداث كبيرة، لا شيء يهم غير الشأن المحلي عند هؤلاء الصيادين، ولكن هذه المرَّة لاحظت أن البعض تشده الأحداث غير الطبيعية في المحيط العربي، توقفوا عن الحديث عندما أخذ مذيع الأخبار يزمجر ويقدم الأحداث والممارسات التي ترتكبها بعض الجماعات، بعد صمت ومتابعة للأخبار علق أحدهم بأن «داعس» مشكلة هذا الزمن، وأنه قوي وجبار لا أحد يستطيع أن يدعسه، لم يعترض أحد أو يصحح له ما قاله، خاصة أننا في اللهجة الشعبية نسمي المصارعة (دعاسة)، والغالب يقال له إنه دعس خصمه وكلمة «داعس» تعني الذي يدعس الآخرين ويصرعهم.
تبسمت لتأويل أهلنا وفهمهم الجميل وحسب الصورة الشعبية للقدامى، الذين يتابعون الأحداث ويأخذونها وفق بساطتهم الشعبية، لم ينته الصيادون عند هذا التعليق الشعبي، وإنما أكمل أحدهم، عندما جاءت أخبار اليمن ووجه نقده حسب التصور الشعبي وقال: لا أحد حايث اليمن غير الحوثي، هو الذي حايثهم حواثه، وباللهجة الشعبية، عندما يراد تقليب الرز في القدر يقولون (حوث القدر) أو حوث العصيدة أو الخبيصة، أي قلبها في القدر حتى لا تحرقها حرارة النار، ضحكت كثيراً على الصور والربط الذي يقدمه هؤلاء الشعبيون من أهلنا البحّارة، وهم دائماً على صواب وإن كانت تصوراتنا أنهم بعيدون عن الأحداث.
2002
Comments
Post a Comment