مشروع الأمل قبل الدمار الشامل.
إن القوى العظمى المسيطرة على النشاط الصناعي والعسكري والصناعي والنووي تهدد السلم الدولي بل وتهدد وجود الكوكب نفسه من خلال الزيادة غير المسبوقة في الاحتباس العالمي، ويعزى التحول المدمر لهذا الكوكب في المقام الأول إلى وجهة النظر الأحادية أن الفرد هو مركز وقياس كل شيء دون النظر إلى البيئة وسلامة الكوكب. وتستخدم العلوم والتكنولوجيا كقيم متجانسة، كوسيلة لمعالجة حالة الحاجة الملحة في حياة الملائين. إن التدمير المتعمد للحياة البشرية يؤكد الدور المشؤوم الذي تقوم به القوى المهيمنة في تعزيز الإنتاج المكثف للربح على حساب البيئة وسلام الأرض. هذا الواقع هو ضد التصور الإنساني للتعايش لأنه يدمر الحضارة لأنه يتجاهل العلاقة مع الإنسان والطبيعة. ويحتاج البشر إلى التمسك بالفرص الضائعة لإنقاذ الكوكب من التدمير الذاتي واستنزاف الموارد وانتشار الحروب والأخطار المستهدفة لبلدان ومجتمعات الجنوب من خلال الاستخدام العسكري العدواني وتقنيات الإنتاج الصناعي المدمرة والسلوك الذي يغيرالمناخ. إن خلق مستقبل حقيقي لكوكب الأرض يتطلب جهدا مشتركا جادا لإنهاء الحروب ووقف استنزاف الموارد والتوازن بين البلدان الصناعية في الشمال والبلدان الفقيرة في الجنوب. وهذا يتطلب خلق مستقبل للجميع، بمشاركة الجميع، وخلق المستقبل يعني اعطاء الامل للجميع عبر مشروع الأمل. ومشروع الأمل يتطلب خلق بيئة دولية خالية من الهيمنة والحرب، ونسيج اجتماعي إنساني جديد، وإعادة تعريف السياسة وإعطائها بعدا جديدا يختلف عن الرؤية الفردية، بل الرؤية المشتركة لمكافحة الأنانية والاستيعاب على مستوى المجتمعات والمجتمع الدولي. في بناء السلام والأمن بحيث تصبح الأهداف التزاما شخصيا من الجميع تجاه المستقبل المشترك للجميع. وهذا يعني بناء علاقات دولية ووطنية على أسس جديدة بل قبل ذلك وبعده علاقات فردية جديدة.
حاتم بابكر عوض الكريم
Comments
Post a Comment