Skip to main content

‎الحرب التي بعد عملية اليمن: يمكن لإيران أن تسترخي


ترجمة خاصة من صحيفة هآرتس الإسرائيلية

‎الحرب التي بعد عملية اليمن: يمكن لإيران أن تسترخي

أحد أهداف العملية السعودية في اليمن، والتي استمرت رغم الإعلان عن انتهائها، هو إيقاف النفوذ الإيراني. برهنت المعركة أنّه ليس هناك، اليوم، تهديد عسكري على تدخّل طهران، لا في صنعاء ولا في دمشق

27 أبريل 2015, 15:280
مقاتلون من الحوثيين في صنعاء (AFP)
مقاتلون من الحوثيين في صنعاء (AFP)
كان بطل حرب التحالف العربي في اليمن هو الناطق السعودي باسم القوات "المشتركة"، الجنرال أحمد العسيري. في كل يوم وقف العسيري، وهو يتحدث الإنجليزية والفرنسية، أمام جمهور الصحفيين وشرح خطوات الحرب التي استمرت 27 يوما، وصف الهجمات والأهداف التي تمّ القضاء عليها وردّ على الأسئلة كما فعل الناطقون الأمريكيون في حروب الخليج.
وقد أعلن، في الأسبوع الماضي، بشكل مفاجئ للعالم، أنّ الحرب انتهت لأنّ "جميع الأهداف قد تم تحقيقها" ومن الآن سننتقل من عملية "عاصفة الحزم" إلى عملية "إعادة الأمل"، والتي هي في الأساس عملية دبلوماسيّة لإعادة الاستقرار السياسي في اليمن.
سيكون هذا مناسبا لإنهاء الحرب. ببساطة يعلنون عن الانتصار وينتهي الأمر بذلك. بشكل مشابه لإعلان الانتصار الإسرائيلي في عملية "الجرف الصامد" هكذا أيضًا فصّل العسيري الأهداف التي تم القضاء عليها، من بينها قواعد عسكرية ومواقع للصواريخ، الإضرار بالبنى التحتية لقوى الحوثيين والهزيمة الكبيرة التي تلقوها. هناك معطى واحد ناقص في كل تلك التقارير: كم قُتل من المواطنين اليمنيّين.
تظاهرة واحراق اطارات في مدينة تعز تنديدا بتقدم الحوثيين الاربعاء 25 آذار/مارس 2015  (اف ب)
تظاهرة واحراق اطارات في مدينة تعز تنديدا بتقدم الحوثيين الاربعاء 25 آذار/مارس 2015 (اف ب)
إذا كانت تطمح السعودية لإيقاف النفوذ الإيراني في اليمن وأن تبرهن لطهران بأنّ قوى عسكرية عربية حازمة قادرة على ترسيم حدود نفوذها، فيبدو أنّ هذا الهدف لا يزال بعيدا عن التحقيق
بعد يومين من ذلك، تجدّدت الهجمات ولم يبقَ من وقف إطلاق النار شيئا. ولا حتى من أهداف الحرب. لم يترك الحوثيون المدن التي سيطروا عليها، لم يتم التوصل إلى حلّ سياسي ولا تزال اليمن تعاني من حرب أهلية دامية، بينما الرئيس، عبد ربه منصور هادي، يحاول تجنيد أبناء القبائل للقتال ضدّ الحوثيين، وتبدو القوات المؤيدة له أشبه ما يكون بالميليشيات من جيش نظامي.
إذا كانت تطمح السعودية لإيقاف النفوذ الإيراني في اليمن وأن تبرهن لطهران بأنّ قوى عسكرية عربية حازمة قادرة على ترسيم حدود نفوذها، فيبدو أنّ هذا الهدف لا يزال بعيدا عن التحقيق. حتى العذر الذي تم تقديمه لوقف إطلاق النار، والذي بحسبه فإنّ الرئيس اليمني هو الذي طلب وقف إطلاق النار، ليس مقنعًا. لقد استنزفت الخطوة العسكرية نفسها عندما اتّضح أنّه دون قوات برّية، وفقط مع هجمات من الجوّ، لن يكون بالإمكان تحقيق حسم.
على الورق، فقد أعلنت عشر دول عربية عن استعدادها في المشاركة بالحرب أو المساعدة لوجستيّا، ولكن في الواقع كانت تلك في أساسها عملية سعودية. وقد صدرت في مصر، التي سارعت لتأييد الحرب، انتقادات حادّة ضد الحرب وخصوصا ضدّ نيّة إرسال قوات برّية. أعلنت باكستان بأنّها لن ترسل قواتها، بينما أعربت تركيا بشكل أساسيّ عن تأييدها الشفهي.
استعرضت الولايات المتحدة عضلاتها بل وساهمت في المعلومات الاستخباراتية واللوجستية، ولكن الخشية من صراع إيراني - أمريكي بحري على الحدود اليمنية، تحديدا عند تجدّد المحادثات النووية، أصبحت عاملا مهمّا لإنهاء العملية العسكرية. وقد علمت إيران بانتهاء هذه العملية حتى قبل أن يُعلن ذلك رسميّا، ويبدو أنّ الخطوة قد نُسّقت معها مباشرة.
تظاهرة مؤيدة لجبهة النصرة في سوريا (AFP)
تظاهرة مؤيدة لجبهة النصرة في سوريا (AFP)
اتّضح هنا أنّ الدول العربيّة ليست موحّدة في آرائها بخصوص العملية العسكرية ضدّ نظام الأسد
ولكن، كان لهذه العملية هدف استراتيجي آخر. لقد كانت موجّهة لإرسال رسالة تهديد إلى إيران على الجبهة السورية أيضًا. القول، بعد تحقيق الأهداف في اليمن، فمن المتوقع أن تعمل القوة العربية المشتركة في سوريا أيضًا من أجل التوصل إلى حلّ عسكري. ولكن اتّضح هنا أنّ الدول العربيّة ليست موحّدة في آرائها بخصوص العملية العسكرية ضدّ نظام الأسد. أوضح الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي أنّ الحلّ في سوريا ليس عسكريّا وإنما سياسي، وأنّ بشار الأسد هو جزء من الحلّ، أي إنّه سيكون شريكا في المفاوضات للتغيير السياسي في البلاد.
في المقابل، تدفع قطر نحو حلّ عسكري، بينما لا تزال السعودية غير متأكدة ما هو الحلّ الممكن على ضوء الانقسام في المواقف العربية.
ويبدو أنّه ليس هناك إجماع أيضًا في الديوان الملكي، فبينما يعارض قسم من مستشاري ووزراء الملك سلمان الهجوم على سوريا، يعتقد قسم آخر أنّ الحلّ العسكري ممكن شريطة أن يقوم تحالف عربي قوي، بشكل منفصل عن التحالف الغربي الذي يعمل ضدّ داعش ولكن ليس ضدّ الأسد.
صورة نشرتها الرئاسة المصرية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) مستقبلا وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في القاهرة في 15 نيسان/ابريل 2015  (الرئاسة المصرية/اف ب)
صورة نشرتها الرئاسة المصرية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) مستقبلا وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في القاهرة في 15 نيسان/ابريل 2015 (الرئاسة المصرية/اف ب)
في حين أنّ مصر تعارض بأنّ يسيطر في اليمن حزب الإصلاح الذي يمثّل الإخوان المسلمين، غيّرت السعودية تقديرها وتجد في هذا الحزب قوة يجب تقريبها
هناك خلاف بين مصر والسعودية أيضًا حول مسألة بدائل النظام في سوريا واليمن. ففي حين أنّ مصر تعارض بأنّ يسيطر في اليمن حزب الإصلاح الذي يمثّل الإخوان المسلمين، غيّرت السعودية - التي يُعرّف الإخوان المسلمون فيها كحركة إرهابية - مؤخرا تقديرها وتجد في هذا الحزب قوة يجب تقريبها من أجل تعزيز موقف الرئيس هادي. تعتبرُ مصر الأسد في سوريا عاملا مهمّا لإيقاف الإخوان المسلمين، في حين أنّ السعودية تدعم الميليشيات المسلّحة التابعة للإخوان المسلمين والتي تعمل ضدّ النظام.
قد تتّفق السعودية ومصر على أنّه لا مناص من مشاركة الأسد في المفاوضات السياسية حول مستقبل سوريا، ولكن من المتوقع أن يحتدم الجدل بينهما حول شكل النظام الذي يُراد أنّ يحلّ مكانه.
وخلال هذه الخلافات، يمكن لإيران في هذه الأثناء أن تسترخي. كل حلّ سياسي في اليمن يحتاج منذ الآن إلى أن يأخذ بالحسبان قوة الحوثيين، وبالتالي مواقف إيران، ولقد بات من الواضح بعد العملية التي وُئدتْ في مهدها في اليمن، بأنّه ليس هناك الآن تهديد عسكري عربي على التدخّل الإيراني العميق في سوريا.
نُشر هذا التحليل للمرة الأولى في‎ ‎‏صحيفة "هآرتس‏‎"pI

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe