جمال خاشقجي لـ"السورية نت": على دول المنطقة أن تستعد من الآن لليوم التالي بعد سقوط بشار الأسد
الكاتب الصحفي السعودي والمدير العام لقناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي
الاثنين 27 أبريل / نيسان 2015
تنذر الانتصارات المتلاحقة والسريعة لقوات المعارضة السورية لا سيما في شمال سورية وجنوبها بتطورات هامة قد تشهدها القضية السورية خلال الأشهر المقبلة، ويتزامن هذا مع الحديث عن التقارب السعودي التركي القطري حول الملف السوري وما قد ينجم عنه من أثار إيجابية تعود على ثورة الشعب السوري.
الكاتب الصحفي السعودي والمدير العام لقناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي رأى أنه لم يعد هناك نظام في سورية، بل أصبح مجرد ميليشيات وجدت من أجل الأسد، كما أعرب عن اعتقاده في لقاء حصري لـ"السورية نت" أن على دول المنطقة أن تتحضر لمرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، متوقعاً أن تحقق المعارضة انتصارات سريعة في المرحلة المقبلة.
وفيما يلي نص اللقاء كاملاً:
- أستاذ جمال كيف قرأت التقدم الكبير لقوات المعارضة السورية في ريف إدلب لا سيما بعد سيطرتها على مدينة جسر الشغور؟
النظام تحت ضغوط منذ سنوات، وكان يجب أن يسقط منذ أربعة أعوام، ولكن أمرين ساعدا النظام في إطالة عمره، أولهما المساعدات الخارجية من إيران وحزب الله وروسيا وغيرهم، وثانيهما الخلافات العربية ـ العربية ـ التركية.
المساعدات للنظام مازالت مستمرة وإيران اليوم عليها ضغوط، ولا أتوقع أن يفعل الإيرانيون للنظام أكثر مما فعلوه. أيضاً حصل تطور مهم جداً خلال الشهور القليلة الماضية وهو التعاون العربي التركي والتنسيق الذي تحسن بشكل كبير. وأدى هذا إلى انسيابية أكثر في المساعدات وتوحيد المقاتلين.
والدول المهمة في المنطقة لم تلقي بعد بثقلها الكبير خلف الثوار. السعوديون منشغلون بعاصفة الحزم باليمن، وتركيا مشغولة أيضاً بالانتخابات البرلمانية. ومجرد أن بدأ التعاون الإقليمي أدى ذلك إلى هذا التحول والفضل فيه بعد الله للسوريين الذين غلبوا مصالح الثورة على مصالحهم الآنية، وتوحدوا في جيش الفتح وغيره وصمتوا على بعض الخلافات والخصومات التي سادت في المرحلة السابقة.
- هل تتوقع أن تلحق بالنظام المزيد من الهزائم خلال الفترة المقبلة؟
أنا لا أستبعد المزيد من الهزائم للنظام بسرعة وقد يكون خلال أيام، فالنظام متعب والانتصارات المتلاحقة تؤدي إلى إحباطه. أنا أعتقد أن على دول المنطقة الاستعداد من الآن لليوم التالي بعد سقوط بشار الأسد، فقد يسقط بشار والنظام حتى قبل أن تستعد دول المنطقة. وهذه الدول حتى الآن لم تجتمع لترتيب الأوضاع في سورية في اليوم التالي لسقوط بشار، لأنهم مازالوا في عقلية أن العملية ما تزال طويلة، وقبل أسابيع كان يدور الحديث أن الحرب السورية ستأخذ 10 سنوات، فهذه العقلية ما تزال موجودة لدى الاستراتيجي العربي والتركي، وأعتقد أنه من الضروري إعادة النظر في هذا، حتى لا تفاجأ الدول بانهيار كامل للنظام في سورية وتحصل الفوضى التي لا تريدها. وباختصار لم تمر سورية بحالة تحول سريع كالتي تمر بها هذه الأيام.
- تقصد إذا استمر التهاوي السريع للنظام في المرحلة المقبلة فإنه من المحتمل أن يشهد عام 2015 سقوط الأسد؟
هذا قد يحصل نعم، لأن النظام نفسه أصبح عبارة عن ميليشيات.
- فيما يخص التقارب التركي السعودي، هل ترى بارقة أمل في هذا التقارب يؤثر على الملف السوري في المرحلة المقبلة؟
الحكمة تقول ما من بلد يكون مشغولاً بقضية كبيرة تهمه وينشغل بقضية أخرى، السعودية اليوم مشغولة بالقضية اليمنية، فلا أعتقد أنها ستغامر وتفتح جبهة أخرى في سورية، وحزب العدالة والتنمية في تركيا مشغول بفوز يحتاجه في الانتخابات البرلمانية، فجهد الأتراك منصب عليها.
فحتى تحقق السعودية ما تريد وتحقق الانتصار الذي تستطيع أن تذهب به إلى حلفائها وتقول لهم يمكن أن نفعل مثله في سورية، وإليكم النموذج اليمني الناجح وكيف أن السعودية أحلت السلام باليمن وبدأت العملية السياسية؛ هذه المسألة تحتاج إلى أسابيع أو أشهر. فنحن لدينا موعدان، الموعد اليمني والموعد التركي.
وإذا رأت السعودية وتركيا أن الحل في سورية قد يتحقق بدون تدخل مباشر فهذا أمر مرحب به، لأن لا أحد يريد تكاليف وأزمة دولية أو توتر مع روسيا، لأنه بالتأكيد إذا مضى السعوديون والأتراك بعملية عسكرية في سورية، فهذا يتطلب اتصالات دولية وقد يؤدي إلى توتر مع روسيا، وفي الغالب السعوديون والأتراك يفضلون أن يتم النصر في سورية بأيادي السوريين أنفسهم.
- بعض وسائل الإعلام والمحللين لسبب أو لآخر يروجون أن السعودية تتناغم مع الرؤية المصرية التي تتحدث عن الإبقاء على الأسد، هل ترى أن هناك تطابقاً في الرؤى بين مصر والسعودية فيما يخص مصير الأسد؟
وسائل الإعلام التي تتحدث عن هذا الأمر لا توفر معلومات تحليلية وإنما تخدم أجندة لصاحب الأجندة. الأمر الأخر هل يمكن للسعودية أن تقترب برؤيتها من مصر مع إحياء النظام بعد كل الذي قيل والذي حصل؟
السعودية ترى سورية من منظور واحد، وقد تحدد بعد عاصفة الحزم في اليمن، السعودية تريد أن تطوي السجاد الإيراني عن عالمنا. ولو بقي بشار بأي صيغة كانت وهذا مستحيل، فإن بشار سوف تكون دولته تابعة لمن ساهم في انتصارها، والذي سيساهم في انتصارها هي إيران، فهل يعقل أن تسمح السعودية لبشار أن ينتصر؟ لأن بقاءه يعني انتصاره، وهذا يعني أيضاً أن السجاد الإيراني ما زال مفروشاً في الساحة السورية.
هؤلاء (بعض وسائل الإعلام والمحللين) يتلمسون عبارة قد تأتي على لسان مسؤول سعودي مثل "نحن حريصون على بقاء الدولة السورية"، وهي عبارة صحيحة والجميع حريص على الدولة السورية، ولكن هل بقي نظام في سورية؟ كذلك عندما يقولون يجب الحفاظ على الجيش السوري، أي جيش سوري بقي الآن؟ أصبح ميليشيات. ربما لن يبقى من النظام والدولة السورية إلا دفاتر الرواتب. والقوانين التي وجدت من أجل بشار الأسد. ولم يبقَ من النظام إلا الميليشيات المتواجدة لأجله.
- يجري الحديث الآن عن اجتماع تحضر له الرياض للمعارضة السورية، هل من معلومات لديك حول طبيعة هذا الاجتماع؟
لا أعرف إلا ما أسمعه في وسائل الإعلام ومن بعض الأصدقاء السوريين والسعوديين إنه اجتماع مصيري ومهم، وسوف يكون واسعاً، يحضره الجميع من الداخل والخارج.
- هل سيكون مثمراً؟
بالتأكيد. السعودية في هذه المرحلة لم تدعو لشيء كهذا إلا ولديها نية قوية في التحرك، وهذا الاجتماع مهم جداً. فقد يخرج عنه ممثل شرعي للشعب السوري، ومن ثم يطالب هذا الممثل دول المنطقة بمساندته تمهيداً لتدخل سعودي إقليمي للانتقال بسورية إلى حالة الاستقرار. أنا أعتقد أن السوريين يحتاجون أشقاءهم في جوارهم. والسوريون يحتاجون إلى دعم عربي قد يكون برعاية جامعة الدول العربية أو دولة إقليمية وهذه كلها أفكار لا بد من النظر فيها.
- في الانتقال إلى اليمن، ما زال الحوثيون يمارسون الانتهاكات، هل تتوقع تصعيداً في ضربات التحالف إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه؟
نعم لأن السعودية لا تملك رفاهية أي اختيار في اليمن إلا أن تنتصر، والانتصار في اليمن يكون عبر إحلال السلام في اليمن، وإحلال السلام لا يمكن أن يكون بسيطرة الحوثيون ولا النظام الانقلابي (علي عبد الله صالح)، بل يكون السلام بجلوس اليمنيين على طاولة الحوار والاتفاق حول دستور وحول موعد انتخابات.
فالسعودية لا تحتمل أن تترك اليمن الآن حتى لو أصدرنا بياناً نقول فيه إننا حققنا أهدافنا بشل القوة العسكرية. الهدف الاستراتيجي ألا يترك الحوثي مسيطراً على شبر في اليمن، ولا يكون آمراً ناهياً في علاقاته الخارجية.
ـ هل يمكن الوثوق بإيران عندما تتحدث عن السلام؟
إيران لا يصدقها لا السعودي الذي لدغ منها بل ولا التركي أيضاً، عندهم هذه الطبيعة لا يمارسها أحد في الدبلوماسية، الإيراني مستعد أن يحدثك عن السلام في الوقت الذي ترسل فيه إيران الأسلحة، وتسكت عن القتلى الذين نراهم يسقطون كل 5 دقائق في سورية. وثقة المسؤول السعودي في إيران تكاد تكون معدومة.
Comments
Post a Comment