العسيري يتحدث الفرنسية مع نجوى قاسم… «العراب» في نسختين سوريتين… والحجاب بين حنان ترك وأنجيلينا جولي---- راشد عيسى:
العسيري يتحدث الفرنسية مع نجوى قاسم… «العراب» في نسختين سوريتين… والحجاب بين حنان ترك وأنجيلينا جولي
راشد عيسى:
من بين ذكرياتي، كمشاهد تلفزيوني، عن سقوط بغداد إثر الحرب الأمريكية على العراق العام 2003، أحتفظ بمشهد حديث ودي عابر عرض على شاشة التلفزيون بين المذيعة اللبنانية نجوى قاسم، مراسلة قناة «المستقبل» آنذاك، والجنود الأمريكيين حين وصلوا تحت أحد جسور المدينة. المراسلة قاسم راحت تحادث الجنود بالإنكليزية بلطف ومرح واضح لا يليق بحياد مراسل حربي، في وقت بدت فظاظة الجنود في أوجها.
ليست المسألة الآن بالنسبة لي إن كانت صحيحة تسميات من قبيل «سقوط بغداد»، أو أن نسمي تلك الحرب غزواً أو سواه، بل في إنحياز المراسل الواضح إلى حد تملق الجنود.
مع إعلان انتهاء «عاصفة الحزم» في اليمن أجرت نجوى قاسم، وقد باتت مذيعة «العربية»، مقابلة مع أحمد العسيري الناطق الرسمي لـ»عاصفة الحزم»، ختمتْها باللغة الفرنسية بحديث فائض عن حاجة المشاهدين. قاسم قالت لضيفها من غير مناسبة إنه قد بلغها أنه يتحدث بالفرنسية إلى جانب الإنكليزية، وهو أجاب بسعادة واضحة بعبارتين بالفرنسية يثبت فيهما أنه يتحدثها بالفعل.
ماذا أردات القاسم من وراء ذلك؟ أن تقدم ضيفها، وهو يمثل ما يمثله، بصورة الجنرال المتحضر، الذي يملك أكثر من لغة؟ أم أرادت أن تقدم نفسها، وتقدم معرفتها وإطلاعها الواسع على خلفية الضيف؟ أياً كان الجواب، لم يكن الأمر سوى مشهد نافر عن جدية وحياد الإعلامي، لطف بالغ في غير محله، ومعلومات لا يمكن أن تغني فضول متابعي الحرب، إلا بقدر ما تعنيهم معرفة أن العسيري لاعب غولف ماهر!
ليست المسألة الآن بالنسبة لي إن كانت صحيحة تسميات من قبيل «سقوط بغداد»، أو أن نسمي تلك الحرب غزواً أو سواه، بل في إنحياز المراسل الواضح إلى حد تملق الجنود.
مع إعلان انتهاء «عاصفة الحزم» في اليمن أجرت نجوى قاسم، وقد باتت مذيعة «العربية»، مقابلة مع أحمد العسيري الناطق الرسمي لـ»عاصفة الحزم»، ختمتْها باللغة الفرنسية بحديث فائض عن حاجة المشاهدين. قاسم قالت لضيفها من غير مناسبة إنه قد بلغها أنه يتحدث بالفرنسية إلى جانب الإنكليزية، وهو أجاب بسعادة واضحة بعبارتين بالفرنسية يثبت فيهما أنه يتحدثها بالفعل.
ماذا أردات القاسم من وراء ذلك؟ أن تقدم ضيفها، وهو يمثل ما يمثله، بصورة الجنرال المتحضر، الذي يملك أكثر من لغة؟ أم أرادت أن تقدم نفسها، وتقدم معرفتها وإطلاعها الواسع على خلفية الضيف؟ أياً كان الجواب، لم يكن الأمر سوى مشهد نافر عن جدية وحياد الإعلامي، لطف بالغ في غير محله، ومعلومات لا يمكن أن تغني فضول متابعي الحرب، إلا بقدر ما تعنيهم معرفة أن العسيري لاعب غولف ماهر!
«العراب» السوري
يشهد رمضان المقبل، عكاظ المسلسلات التلفزيونية – التي تحتل الدراما السورية عادة جزءاً كبيراً منها – عرض مسلسلين مأخوذين عن رواية واحدة، أو لنقل عن فيلم واحد باعتباره أشهر من الأصل الروائي، ونعني فيلم «العراب» المأخوذ أساساً عن رواية ماريو بوزو.
المثنى صبح، المخرج الفلسطيني السوري، المقيم في دمشق هذه الأيام، بدأ التصوير بالفعل، عن نص اقتبسه وأعده حازم سليمان، ويشارك في تمثيله سلوم حداد، وعابد فهد، وعبد المنعم عمايري، وسلافة معمار، ونسرين طافش، وعاصي الحلاني. وكذلك بدأ المخرج حاتم علي عرابه الخاص تحت عنوان «سفينة نوح» كتبه رافي وهبي، ويشارك فيه الممثلون منى واصف، وسمر سامي، وجمال سليمان، وباسم ياخور، وباسل خياط، وسلمى المصري، وقيس الشيخ نجيب، وأمل بشوشة.
كما رشحت الأنباء فإن عمل المثنى صبح يدور في الأزمنة ذاتها التي يدور فيها الفيلم الأصلي، وفي أمكنته، فيما يقدم حاتم علي مسلسله في الزمن الراهن، مؤكداً أن ليس بإمكان مسلسل تلفزيوني راهن أن يتجاهل ما يجري في بلده. لكن في النهاية نحن أمام نسختين من مسلسل هما في دورهما عن عمل مشهور للغاية، ولا بد أن تدور رحى الحرب بينهما حول فرص العرض في شهر واحد مكتظ، فهل خلت الحياة والأدب من عمل سوى «العراب»؟ ولماذا لم تستطع الدراما السورية، وهي تدعي نهوضاً استثنائياً، أن تنجب كتاباً ينكبون على إستلهام حياة السوريين الحافلة منذ أربع سنوات بقصص لم يعرف التاريخ لها مثيل؟!
أكيد العودة إلى إستلهام الكتب والأفلام والأعمال الإبداعية أمر مشروع، وقد يكون ضرورياً أحياناً، لكن لماذا ننسى أن المعاني والموضوعات ما تزال مطروحة في الطرقات، مطروحة أكثر من اللازم!
يشهد رمضان المقبل، عكاظ المسلسلات التلفزيونية – التي تحتل الدراما السورية عادة جزءاً كبيراً منها – عرض مسلسلين مأخوذين عن رواية واحدة، أو لنقل عن فيلم واحد باعتباره أشهر من الأصل الروائي، ونعني فيلم «العراب» المأخوذ أساساً عن رواية ماريو بوزو.
المثنى صبح، المخرج الفلسطيني السوري، المقيم في دمشق هذه الأيام، بدأ التصوير بالفعل، عن نص اقتبسه وأعده حازم سليمان، ويشارك في تمثيله سلوم حداد، وعابد فهد، وعبد المنعم عمايري، وسلافة معمار، ونسرين طافش، وعاصي الحلاني. وكذلك بدأ المخرج حاتم علي عرابه الخاص تحت عنوان «سفينة نوح» كتبه رافي وهبي، ويشارك فيه الممثلون منى واصف، وسمر سامي، وجمال سليمان، وباسم ياخور، وباسل خياط، وسلمى المصري، وقيس الشيخ نجيب، وأمل بشوشة.
كما رشحت الأنباء فإن عمل المثنى صبح يدور في الأزمنة ذاتها التي يدور فيها الفيلم الأصلي، وفي أمكنته، فيما يقدم حاتم علي مسلسله في الزمن الراهن، مؤكداً أن ليس بإمكان مسلسل تلفزيوني راهن أن يتجاهل ما يجري في بلده. لكن في النهاية نحن أمام نسختين من مسلسل هما في دورهما عن عمل مشهور للغاية، ولا بد أن تدور رحى الحرب بينهما حول فرص العرض في شهر واحد مكتظ، فهل خلت الحياة والأدب من عمل سوى «العراب»؟ ولماذا لم تستطع الدراما السورية، وهي تدعي نهوضاً استثنائياً، أن تنجب كتاباً ينكبون على إستلهام حياة السوريين الحافلة منذ أربع سنوات بقصص لم يعرف التاريخ لها مثيل؟!
أكيد العودة إلى إستلهام الكتب والأفلام والأعمال الإبداعية أمر مشروع، وقد يكون ضرورياً أحياناً، لكن لماذا ننسى أن المعاني والموضوعات ما تزال مطروحة في الطرقات، مطروحة أكثر من اللازم!
ملاك السوريين الحارس
لا ندري ما الذي أيقظ سكان الميديا الاجتماعية على فيديو قديم للفنانة المصرية حنان ترك، وهي تشرح للمذيع اللبناني نيشان في برنامجه الشيزوفرينيا (وهذا وصفُها) التي تعيشها كممثلة بسبب الحجاب. تشرح الترك كيف أنها لا ترضى، كممثلة مرتدية للحجاب، أن يمسك بها في مسلسل غير محرم، الأمر الذي يدفعها للتفكير بالإعتزال. بل هي تعلن بالفعل اعتزالها في حلقة تالية.
لا شك أن الشيزوفرينيا التي تحدثت عنها الترك تجسد مأساة الكثيرين، لكن لا أدري لماذا فكرت، فيما أتابع الفيديو والجدل المستجد حوله، بالنجمة العالمية أنجيلينا جولي، الممثلة السافرة إلى هذا الحد، والمصرّة بلا حدود على أن تكون مع هموم الناس حول الأرض، لاجئين وجائعين ومشردين. السيدة التي أصبحت بمثابة الملاك الحارس للمعذبين السوريين، خصوصاً بعد خطابها الأخير في الأمم المتحدة، تدفعك للتفكير بأن مفاهيم العدل والحرية ورفع الظلم وإغاثة الملهوف أهم بكثير من نقاش الحجاب.
لا ندري ما الذي أيقظ سكان الميديا الاجتماعية على فيديو قديم للفنانة المصرية حنان ترك، وهي تشرح للمذيع اللبناني نيشان في برنامجه الشيزوفرينيا (وهذا وصفُها) التي تعيشها كممثلة بسبب الحجاب. تشرح الترك كيف أنها لا ترضى، كممثلة مرتدية للحجاب، أن يمسك بها في مسلسل غير محرم، الأمر الذي يدفعها للتفكير بالإعتزال. بل هي تعلن بالفعل اعتزالها في حلقة تالية.
لا شك أن الشيزوفرينيا التي تحدثت عنها الترك تجسد مأساة الكثيرين، لكن لا أدري لماذا فكرت، فيما أتابع الفيديو والجدل المستجد حوله، بالنجمة العالمية أنجيلينا جولي، الممثلة السافرة إلى هذا الحد، والمصرّة بلا حدود على أن تكون مع هموم الناس حول الأرض، لاجئين وجائعين ومشردين. السيدة التي أصبحت بمثابة الملاك الحارس للمعذبين السوريين، خصوصاً بعد خطابها الأخير في الأمم المتحدة، تدفعك للتفكير بأن مفاهيم العدل والحرية ورفع الظلم وإغاثة الملهوف أهم بكثير من نقاش الحجاب.
اليرموك البشارة
«ليبعث الأمل في قلوب أهل المخيم، وليذكرهم والعالم بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة. من قلب اليرموك إلى عمّان، ستقوم «جدل للمعرفة والثقافة» بنقل مباشر عبر السكايب لهذا العمل المقاوم. كونوا معنا في أمسية موسيقية بسيطة يحييها أيهم».. هذه كلمات نجدها في رأس صفحة على «فيسبوك» بعنوان «نقل حي لموسيقى من قلب اليرموك. يستمر عازف البيانو الشاب أيهم أحمد في العزف، وفي تحويل البيانو إلى آلة موسيقية شعبية، يعزف في ساحات وشوارع المخيم المدمرة، للناس وللغائبين. إنه دور يذكر حقاً بموسيقى فيلم «التايتانك»، يؤدون واجبهم حتى اللحظة الأخيرة، كل شيء من حولهم يغرق، فيما هم مستمرون بالعزف. أن تأتي الموسيقا من قلب مخيم محاصر ومجوع ومدمر. أن يأتي الأمل من هناك يعني أن الفلسطينيين ما زالوا قادرين على أن يكونوا الوعد والبشارة.
«ليبعث الأمل في قلوب أهل المخيم، وليذكرهم والعالم بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة. من قلب اليرموك إلى عمّان، ستقوم «جدل للمعرفة والثقافة» بنقل مباشر عبر السكايب لهذا العمل المقاوم. كونوا معنا في أمسية موسيقية بسيطة يحييها أيهم».. هذه كلمات نجدها في رأس صفحة على «فيسبوك» بعنوان «نقل حي لموسيقى من قلب اليرموك. يستمر عازف البيانو الشاب أيهم أحمد في العزف، وفي تحويل البيانو إلى آلة موسيقية شعبية، يعزف في ساحات وشوارع المخيم المدمرة، للناس وللغائبين. إنه دور يذكر حقاً بموسيقى فيلم «التايتانك»، يؤدون واجبهم حتى اللحظة الأخيرة، كل شيء من حولهم يغرق، فيما هم مستمرون بالعزف. أن تأتي الموسيقا من قلب مخيم محاصر ومجوع ومدمر. أن يأتي الأمل من هناك يعني أن الفلسطينيين ما زالوا قادرين على أن يكونوا الوعد والبشارة.
الإتجاه الكوميدي
يصلح برنامج فيصل القاسم «الإتجاه المعاكس» أن يكون برنامجاً كوميدياً بامتياز. يبدو أنه يعرف هو نفسه أن مفرداته يجري تداولها وتقليدها، خصوصا تلك التي تحيل فوراً إلى لهجة مدينته السورية السويداء، فيروح يعززها ويكثر منها. مضت تلك الأزمان التي كان ضيوف، أو على الأقل أحد ضيفي البرنامج، يوتّرون أعصابنا، ونتعامل مع البرنامج، كما لو كنا أمام لعبة كرة القدم، نضرب ونخبط على الطاولة ونحرق أعصابنا، الآن وقت للضحك.
يصلح برنامج فيصل القاسم «الإتجاه المعاكس» أن يكون برنامجاً كوميدياً بامتياز. يبدو أنه يعرف هو نفسه أن مفرداته يجري تداولها وتقليدها، خصوصا تلك التي تحيل فوراً إلى لهجة مدينته السورية السويداء، فيروح يعززها ويكثر منها. مضت تلك الأزمان التي كان ضيوف، أو على الأقل أحد ضيفي البرنامج، يوتّرون أعصابنا، ونتعامل مع البرنامج، كما لو كنا أمام لعبة كرة القدم، نضرب ونخبط على الطاولة ونحرق أعصابنا، الآن وقت للضحك.
كاتب من أسرة «القدس العربي»
راشد عيسى:
- Get link
- X
- Other Apps
Comments
Post a Comment