Skip to main content

لا تيأس من نفسك فمهما كانت خطاياك الله أبوك الصالح – أيمن فايق


أن كنت فقدت امتيازك كابن طاهر مُحباً لله وتحيا بكلمته وتعيش وصاياه، وسقطت صريع الجوع والعطش للبرّ وخارت كل قوة فيك، ولم يعد لك القدرة على القيام وممارسة الحياة الروحية، وسُدت نفسك عن الصلاة وقراءة الكلمة، ولم تعد ترى نور الحياة في المسيح يسوع، ونظرك صار مثبتاً في ضعفك ولا ترى سوى مشكلتك، ووصلت لطريق مسدود حتى يئست من نفسك تماماً في كل شيء، بل وترى نفسك فاشلاً وميتاً بالخطايا والذنوب لا أمل ولا رجاء فيك إطلاقاً، فأعلم يقيناً، وأنت في هذه الحالة المُرة، أنك الآن محل عمل الطبيب، فأنت وفي هذا الحال صرت شغل الله الشاغل وموضوع محبته الخاص ومحل عنايته الفائقة، لأن في الواقع أنت فقدت امتيازك كابن، لكنه لم يفقد امتيازه كأب، لأنه أب أبدي، أبوته لا تتوقف قط حتى لو تعطلت بنوتك، وهو لا يحتاج إلى إنسان غريب آخر يتوسل إليه من أجلك أو يحنن قلبه عليك، لأن محبته هي التي تتوسط بينك وبينه، وأحشاؤه الأبوية هي التي تأن عليك أنيناً وتحنو إليك، وهي وحدها من تلدك من جديد، لتصير أنت إنساناً جديداً آخر طاهراً غير الذي كنت عليه.
الأب حينما يجد ابنه العائد إليه، لأن ليس له آخر يلجأ له سواه، فهو يفرح فرح فائق جداً ويُسرّ للغاية، وبكون الله أصل كل أبوة ومصدرها المُشع، فأنه حينما يراك آتياً له ولو من بعيد جداً، فأنه يشدك ويجذبك نحوه سريعاً ليحتضنك ويقبلك بقلات أبوته الحانية، ويرد لك كل ما فقدته باستهتارك وعبثتك ولهوك في حياة الشرّ حتى أصبت نفسك بجروح وأوجاع لا تنتهي، فشوَّهت نفسيتك وحطَمتك بالتمام، حتى شعرت أنك منبوذاً عند ذاتك ومرفوضاً من الله، وهذا هو وهم الخطية وجرحها المُميت حينما تدخل الإنسان في اليأس ليفقد كل ثقه في أبيه السماوي…
فيا محبوب الله الحلو أخي الخاطي مثلي الذي يحبنا الله معاً لا لأننا مستحقين بل بكونه أب، عن خبرة أقول لك، واعرفك طريقة قبول أبيك السماوي لك الذي تظن أنه ينتظرك بالعقوبة التي تدَّعي أنك تعلمها جيداً، فها هي الطريقة التي يُصلح ويؤدب بها نفسك:
+ أنه يفتح أحضانه عن آخرها ويحتضنك بشوق عظيم جداً، ويعطيك عوض العقوبة قبله محبة أبوية فائقة، هذه التي لا تُقيم وزناً للخطية، بل تقيس رجوعك على المحبة، والمحبة وحدها فقط هي المقياس والميزان الذي يقيس الله عليه القلوب، فلا توبة بدون محبة، والمحبة بدايتها الاشتياق للأب السماوي والعودة إليه.
أيها الخاطي والفاجر حبيب الله ومحل عمله وشغله الشاغل، أعلم يقيناً أن الأب لا يفضح ولده، ولا يُشهر به قط، بل يضمد جراحاته ويعتني به جداً، ويظل محل رعايته الفائقة باهتمام شديد بالسهر والبذل الفائق والاهتمام البالغ إلى أن تعود صحته كامله ويقف بقوة ويلبس الملابس التي تليق به في بيت ابيه ويجلس على أفخر الموائد ليتمتع بشركة أبيه وسط إخوته، بل واسمه يلمع كشعاع شمس النهار الدافئ.
فالآن انسى الخطية وكل شيء عن نفسك وذاتك، وركز فقط على عودتك لحضن من يحبك وحده أكثر من أي شيء آخر في الدنيا كلها، حتى أصدقائك وكل معارفك حتى والديك لا يحبونك مثله أبداً، بل ربما الكل يتخلى عنك وقت ما تدخل في مشكلة عميقة بسبب خطاياك، لكن الوحيد الذي سيعتني بك ولن يتأفف أو يبتعد بسبب قُبح خطاياك وكل رزيلة فيك، بل سيحملها من على كتفك ويريحك ويضمك لحضنه بقوة ويسقيك من نبع نعمته الحلو ويغسلك لتصير أبيض أكثر من الثلج، ليفرحك ويفرح بيك ومعك، هو أبوك السماوي وحده..
فهل رأيت أم تتقزز من طفلها الصغير لأنه متسخ بكل وسخ وقذارة وذو رائحة منفرة، أم تراها أنها الوحيدة التي تحتمل رائحته الصعبة وتحمله على يديها التي تتسخ بوسخه، وتقبله وتحممه وتعطره بأغلى العطور وأثمنها وتلبسه افخر الثياب النظيفة لديها، إلى أن تُعيد له نضارته بالتمام ويصير أحلى وأجمل مما كان، ليصير نظيفاً ذو رائحة عطرة جميلة للغاية ويتمنى كل من هم حوله أن يقتربوا منه لأنهم ارتاحوا إليه بسبب عمل أمه معه، فأن كانت هذه محبة الأم فكم تكون محبة الله الذي زرع في كل أم هذه الغريزة المقدسة: [ هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها، حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك ] (إشعياء 49: 15)
+++ اليوم يوم خلاص والساعة ساعة القبول وحضن الله مفتوح لك في المسيح الذي يُناديك كل لُحيظة قائلاً: [ تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم ] (متى 11: 28) +++
 

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe