Skip to main content

مرافئ --علي أبو الريش------- ابن الصعيد يترجل

ابن الصعيد يترجل

تاريخ النشر: الثلاثاء 28 أبريل 2015
عبدالرحمن الأبنودي شاعر العامية الفصيحة، يخرج من دائرة الضوء إلى عتمة النهايات القصوى، متأبطاً مجده الشعري، ووجده المصري، وهمه العربي.. الأبنودي ابن الصعيد غنى للإنسان فمنحه شعر التفاؤل، وأثرى الأغنية الجادة بشعر طاف به أرجاء الوطن العربي على لسان فايزة أحمد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وشادية، وكان هذا العملاق نجماً، دارت من حوله كواكب الفنانين ينهلون من شعره، فلحنوا أجود الأناشيد والأغنيات، فسكنوا وجدان الناس من مشرق الوطن حتى مغربه، كما استولى شعره على براعم الكلمة، واحتل مكانة عالية في الأدب العربي والشعبي بالذات.

الأبنودي، شاعر من الزمن الجميل، أناخ بعير الشعر عند هضاب معشوشبة بالقلق، فأصاخت له الآذان، وشخصت له الأبصار، لأنه كان ينحت في لوحة الكلمة، متقصياً المعنى في جذور التاريخ المصري العتيد، متكئاً على آرائك ثقافة أدمنت الرسوخ والشموخ.
وبرحيل الأبنودي تبدو الكلمات مثل طيور قصت أجنحتها، والعبارة تخب كأنها النوق الظالعة في الفجيعة، برحيل الأبنودي نكون قد فَقَدنا قامة شعرية، مدت أشرعة السفر الطويل على مدى ستة وسبعين عاماً، كان الأبنودي يضع مشرط الشعر في جسد عربي طالما عانى من أمراض عضال، وطالما واجه معضلات شوّهت جغرافيته، وكبتت مشاعر أبنائه، ولكن مع كل ذلك كان يختم أنشودته الشعرية بسيمفونية متفائلة، توعد الإنسان إلى أن يغادر منطقة اليأس ليثب إلى منطقة الفرح، إيماناً منه بأن الوطن العربي غني بقدرات النهوض، وأدوات النجاح، وطاقات الظفر بخطوات تبعد عن منطقة الخطر.
الأبنودي يرحل، وقبل أن يرحل يسجل في قاموس الشعر أن مصر ولاّدة، وأن عملاق الشعر لا يخبؤ مداده، وأن الأهرامات شاهدة على عصور مصر، كما هو الشعر الذي بدا كما هو النيل، كلما طافت غيمة حزينة كلما ازداد فيضاً ناهضاً باتجاه العشاق، يسقيهم ويرويهم، ويعتني بأعشابهم، كما يغدق أشجارهم باخضرار لا يبهت، وأنوار لا تخفت.
الأبنودي يرحل وحب عشاقه يلف شعره ببياض المراحل المكللة بمجد الشعر.
والذين طلعوا بمصر نحو هامات السحب، وأسسوا من الصخب خصباً، ورتلوا آيات الحلم، داعين الله أن يحفظ مصر وأهلها، ويجعل مبدعيها القطنة التي تضيء ليالي الدفء.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe