Skip to main content

الكويت عندما تسحب الجنسيات وتنفي أصحابها… أقلام أردنية تبحث عن «الحمض النووي» للاجئين ---بسام البدارين:

الكويت عندما تسحب الجنسيات وتنفي أصحابها… أقلام أردنية تبحث عن «الحمض النووي» للاجئين

بسام البدارين:
فقط مع برنامج حواري مثل «الملف»، الذي يبثه التلفزيون الأردني، يمكنك كمشاهد أن تتمتع بالإصغاء لـ»كلام» أهم بكثير من البرنامج نفسه وطاقمه والأسئلة التي يطرحها بعض الهواة!
فكرة عضو مجلس الأعيان والجنرال والخبير العسكري الثقيل عوني العدوان أصابتني في الجوهر عندما تحدث عن عجز المؤسسة العربية برمتها بعد الإنتكاسات والهزائم في مواجهة إسرائيل عن طرح سؤالين يقول الجنرال إنهما من البديهيات بعد أي معركة، خصوصا إذا كانت خسرانة.
نفهم من الرجل المحنك بأن «الأمة» برمتها لم تطرح هذين السؤالين بعدما منيت بالهزيمة في مواجهة إسرائيل: من هو ذلك العدو الذي إنتصر علينا؟ أين بصورة محددة أخطأنا؟
يكتسب مثل هذا الكلام أهميته من كونه يصدر عن شخصية بخلفية عسكرية محترفة.. المصيبة أن الأمة مهزومة أيضا في البحث العلمي والرياضة والفن والفكر والتعليم وشبكات الطرق، ولا يتجرأ أي من ممثلي هذه الهزائم الكثر على طرح السؤال نفسه.
لذلك تبدو المفارقة ساخرة للغاية عندما يتحدث العدوان عن تمكن الأمة العربية من التميز في مسألة غريبة: إثبات عكس نظرية علمية مستقرة تماما قوامها أن «الموارد» تصنع «القوة».. فقط في الدول العربية لدينا موارد لا تردع أضعف الأمم عن الإعتداء علينا ولا تنتهي بإنتاج أي مساحة من القوة، والسبب – وهذه إضافة مني شخصيا – ثنائية الفساد والإستبداد.
سحب جنسية العجمي
تعليقاته على شاشة قناة «اليوم» أطاحت بجنسيته.. قصة زميلنا مراسل «العربية» والكويتي «سابقا» سعد عجمي تبدو مضحكة للغاية، وتذكرني شخصيا بما كان يحصل في القرون الوسطى في أوروبا قبل إنتقالها إلى منسوب التحضر وبمنطقتنا في بدايات الحكم العثماني.
في العصر الحديث لا أذكر أني سمعت مفردة «نفي» بمعنى يُحمل مواطن بالقوة العسكرية ويُطرد من بلده، لكن في البلاد العربية، ومنها بلدي، للأسف ما زالت «الجنسية» ككوب الشاي يمكن صبه ورده لأي سبب سخيف.
لأسباب متعددة لا أعتقد أن سحب جنسية أي إنسان، وبصرف النظر عن أي سبب، إجراء ينتمي للحضارة البشرية والعالم العصري وهو بملء الفم بقياساتي إجراء «داعشي» بإمتياز، بمعنى أنه من طراز تلك القرارات الغبية للحكومات العربية التي تدفع المواطن – أي مواطن- للتطرف والتشدد.
لست في كل الأحوال متفقا مع الأفكار السياسية التي يطرحها التيار، الذي ينتمي له الزميل الذي سحبت جنسيته، لكن للعدالة لا بد من تذكير القوم في الكويت بأن القطط في المجتمعات المتحضرة لديها أرقام وقيود وطنية، لا يمكن سحبها وحتى «الخرفان» في بلادي لديها أرقام وطنية، لكن تتميز خلافا للإنسان بصعوبة وإستحالة سحبها.
لا يفوتني التقدم بالشكر الجزيل للإخوة في وزارة الداخلية الأردنية وتحديدا أولئك الذين علموا العرب سحب الجنسيات على الأصول، أما «الربع» في الكويت العزيزة فكانت لديهم خيارات أخرى بالتأكيد… أنا شخصيا أفضل إعدامي بدلا من إلقاء حقوقي الدستورية في سلة المهملات بإجراء إداري بائس من هذا النوع.
التدقيق في الحمض النووي
سحب جنسية العجمي في الكويت تزامن مع عودة الجدل في الإعلام الأردني عن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا. أحد المتحدثين في التلفزيون الأردني وفي برنامج ديني الطابع إستغل الفرصة وألمح للسيناريوهات التي تقود إليها مسألة اللاجئين والإذاعي المعروف الزميل جهاد مومني إقترح وعلى الهواء مباشرة مبكرا التحاور حول تداعيات «اللجوء السوري».
بالنسبة لي لا أعرف وسيلة للتدقيق في أصول الناس ومنابتهم، خصوصا إذا كانوا أصلا لاجئين ونزحوا مع غيرهم بسبب حرب وإضطراب من دولة إلى أخرى مجاورة، كما حصل في الوضعين السوري والأردني.
الأردن وبالرقم الذي إستعمله الملك شخصيا مؤخرا إستضاف مليون و400 الف لاجىء سوري، ومعلوماتي شخصيا أن الحدود مع سوريا عندما فتحت لأسباب سياسية أو مالية لم يحصل أي تدقيق في هويات الناس، ولا حتى عملية تسجيل لهم مما سمح بدخول هنود وباكستانيين وعراقيين، وفي إحدى الحالات العشرات من الراقصات الروسيات أو «الأخوات» العاملات في قطاع الترفيه السياحي.
صحيفة «الغد» المحلية تعالجنا اليوم بتقارير ومقالات عنوانها العريض البحث في كيفية تمكن بضعة آلاف من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا من دخول البلاد، خلافا لموقف الدولة المعلن.. شخصيا لا أعرف وسيلة لكي يتوثق العسس من «فلسطينية» أي لاجىء هارب في لحظة إنهارت فيها النقاط الحدودية بقرار سياسي، إلا إذا كان بعض الزملاء في صحيفة «الغد» أو غيرها يتقصدون زرع مختبرات متخصصة بالحمض النووي تدل المؤسسة الأردنية حصريا على «الفلسطيني» دون غيره، لإنه وحده من دون خلق الله الذي يهدد ما يسمى الأمن القومي في بلد يوجه فيه اليوم على الأقل خمسة ملايين غريب ولاجىء من مختلف الأعراق والأجناس والألوان بينهم – يا للهول وللأسف الشديد- بضعة آلاف فلسطيني، تمكنوا من التسلل للعبث في وضع ديمغرافي قوامه أصلا مكون أردني – فلسطيني مختلط.
كل ذلك بطبيعة الحال على إفتراض أن معلومة الزملاء في صحيفة «الغد» صحيحة أصلا، فعلى حد علمي تمنع السلطات أردنيين وأردنيات بأرقام وطنية من العبور بسبب أقارب لهم لديهم «قيود» لها علاقة بأحداث في الماضي.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
بسام البدارين:

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...