ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩ
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻃﻤﻮﺣﺎً
ﻣﺸﺮﻭﻋﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﺣﺪ، ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻻً ﺍﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﻫﻮ ﻋﺮﺑﻲ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻤﺢ ﺇﻟﻰ
ﻣﺎﻫﻮ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺰﺍﺣﻢ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ
ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ: ﺳﻨﻐﻮﺭ، ﻭﺩﺍﺅﻭﺩ ﺩﻳﻮﺏ، ﻭﺇﻳﻤﻲ
ﺳﻴﺰﻳﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﺕ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ.
ﻭﻟﻮ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻛﺎﻣﻼً ﻟﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﺒﻴﺮ
ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ،
ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺃﻓﺎﺭﻗﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺻﺪﺣﻮﺍ ﻣﺜﻠﻪ ﺑﺼﻮﺕ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻟﻜﻦ ﺗﻤﻴﺰﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻬﻢ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ
ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ، ﻛﺘﺒﻮﺍ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ، ﻭﻭﺻﻠﺖ
ﺻﺮﺧﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﺭّﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓً ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎﻉ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻤﻦ
ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳُﺴﻤﻌﻮﺍ ﺃﻧﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺻﻮﺕ ﻋﺬﺍﺑﺎﺗﻪ، ﺃﻭ ﻟﻴﺮﻭﺍ
ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.
ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ، ﻓﻘﺪ
ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ، ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻨﺎ، ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ
ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩ ﻟﻸﻓﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻼ ﺃﻱ ﻣﻨﺎﺯﻉ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺼﺪَ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻏﻴﺮﻩ، ﺭﻏﻢ ﺗﺤﺪﺭ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ
ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ »ﺃﻏﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ
ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ « ﻭ »ﺍﺫﻛﺮﻳﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ « ﻭ »ﻋﺎﺷﻖ ﻣﻦ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ « ﺣﻴﺚ ﻇﻞ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻣﺤﺘﻔﻈﺎً ﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻧﻨﺎ
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺣﺘﻰ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻠﻪ؛ ﻭﻫﺬﺍ
ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺤﺴﺐ
ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ.
ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻲ، ﺃﻭ
ﺍﻟﺼﺮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻜﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻤﻌﻬﺎ ﺑﺤﻨﻴﻦ
ﻭﺑﺤﺮﻗﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻓﺎﺟﻌﺔ ﺗﻠﻢّ ﺑﺎﻷﻣﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ
ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺟﻴﻠﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺘﻴﻜﻴﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﻴﻦ، ﺷﺎﻋﺮ
ﻣﻮﻗﻒ، ﻭﺷﺎﻋﺮ ﻣﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﺄﻟﻘﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺆﺧﺬ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﺸﻤﻮﻟﻴﺘﻪ
ﻭﺑﻤﺠﻤﻠﻪ ﻭﺑﺴﻴﺎﻗﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﺨﻀﺮﻡ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ؛ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ
ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻇﻞّ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻭﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ﺣﻀﻮﺭ ﻟﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﻠﻤﺤﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻛﺸﺎﻋﺮ ﻫﻲ
ﻫﻮﻳﺔ ﺣﺪﺍﺛﺔ، ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﺣﺪﺍﺛﺔ، ﻓﻬﻮ
ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﻭﺗﻤﺮﺩ ﻭﺗﺤﺮﺭ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺗﻨﻘﻞ ﻭﻋﺎﺵ ﻓﻲ
ﺃﻣﺼﺎﺭﻩ ﺷﺮﻗﺎً ﻭﻏﺮﺑﺎً ﻭﻭﺳﻄﺎً: ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ،
ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺗﻮﻧﺲ ﻭﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺤﻴﺎ ﻓﻲ ﺧﻀﻤّﻬﺎ ﻣﻨﺬ
ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻋﻨﻪ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻟﻘﺎﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ، ﺃﻧﻪ
ﻟﻴﺲ ﺷﺎﻋﺮ ﻋﺰﻟﺔ، ﺑﻞ ﺗﻮﺍﺻﻠﻲ ﺣﻤﻴﻢ ﻭﻣﺮﺡ ﺭﻏﻢ ﺍﻷﻟﻢ
ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺒﺮﻱ، ﻭﻟﻪ ﺣﻀﻮﺭ ﺁﺳﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ
ﻣﺸﺎﻫﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ.
ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﺮﺓ ﻳﺮﻭﻱ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺁﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ
ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ،
ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺃﻧﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ، ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﺣﺎﻣﻼً،
ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ، ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻟﻪ ﻟﺘﻐﻨﻴﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ»ﺍﻟﺴﺖ « ﺗﺒﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺘﻬﺎ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ
»ﻳﻨﻐﻨﺸﻬﺎ ﺷﻮﻳﻪ « ﺃﻱ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺩﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ،
ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺭﻏﻢ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.
ﺃﻣﺎ ﻭﻗﺪ ﺭﺣﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺰﺩﺣﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﺠﺮﻑ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻭﺭﺣﻴﻞ ﺃﻱ ﺷﺎﻋﺮ ﻫﻲ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺩﺣﺔ! ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻋﺘﺪﺍﺩ ﺃﻭ
ﺑﺄﻟﻢ: ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻋﺸﺖ ﺯﻣﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻷﻣﻞ،
ﻭﺷﺎﻫﺪﺕُ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻒ ﻭﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﺨﻴﺒﺎﺕ، ﻭﻷﻧﻨﻲ
ﺷﺎﻋﺮ ﺃﺯﻑ ﻭﻗﺖ ﺭﺣﻴﻠﻲ ﺃﻟﻮﺡ ﻟﻜﻢ ﻣﻮﺩﻋﺎً ﺑﻘﺼﻴﺪﺗﻲ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ: « ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﻮﺭ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺗﺰﺩﻫﺮ «.
ﻧﺎﻇﻢ ﻣﻬﻨﺎ
)ﻛﺎﺗﺐ ﺳﻮﺭﻱ
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻃﻤﻮﺣﺎً
ﻣﺸﺮﻭﻋﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﺣﺪ، ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻻً ﺍﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﻫﻮ ﻋﺮﺑﻲ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻤﺢ ﺇﻟﻰ
ﻣﺎﻫﻮ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺰﺍﺣﻢ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ
ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ: ﺳﻨﻐﻮﺭ، ﻭﺩﺍﺅﻭﺩ ﺩﻳﻮﺏ، ﻭﺇﻳﻤﻲ
ﺳﻴﺰﻳﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﺕ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ.
ﻭﻟﻮ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻛﺎﻣﻼً ﻟﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﺒﻴﺮ
ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ،
ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺃﻓﺎﺭﻗﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺻﺪﺣﻮﺍ ﻣﺜﻠﻪ ﺑﺼﻮﺕ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻟﻜﻦ ﺗﻤﻴﺰﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻬﻢ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ
ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ، ﻛﺘﺒﻮﺍ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ، ﻭﻭﺻﻠﺖ
ﺻﺮﺧﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﺭّﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓً ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎﻉ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻤﻦ
ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳُﺴﻤﻌﻮﺍ ﺃﻧﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺻﻮﺕ ﻋﺬﺍﺑﺎﺗﻪ، ﺃﻭ ﻟﻴﺮﻭﺍ
ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.
ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ، ﻓﻘﺪ
ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ، ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻨﺎ، ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ
ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩ ﻟﻸﻓﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻼ ﺃﻱ ﻣﻨﺎﺯﻉ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺼﺪَ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻏﻴﺮﻩ، ﺭﻏﻢ ﺗﺤﺪﺭ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ
ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ »ﺃﻏﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ
ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ « ﻭ »ﺍﺫﻛﺮﻳﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ « ﻭ »ﻋﺎﺷﻖ ﻣﻦ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ « ﺣﻴﺚ ﻇﻞ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻣﺤﺘﻔﻈﺎً ﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻧﻨﺎ
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺣﺘﻰ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻠﻪ؛ ﻭﻫﺬﺍ
ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺤﺴﺐ
ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ.
ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻲ، ﺃﻭ
ﺍﻟﺼﺮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻜﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻤﻌﻬﺎ ﺑﺤﻨﻴﻦ
ﻭﺑﺤﺮﻗﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻓﺎﺟﻌﺔ ﺗﻠﻢّ ﺑﺎﻷﻣﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ
ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺟﻴﻠﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺘﻴﻜﻴﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﻴﻦ، ﺷﺎﻋﺮ
ﻣﻮﻗﻒ، ﻭﺷﺎﻋﺮ ﻣﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﺄﻟﻘﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺆﺧﺬ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﺸﻤﻮﻟﻴﺘﻪ
ﻭﺑﻤﺠﻤﻠﻪ ﻭﺑﺴﻴﺎﻗﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﺨﻀﺮﻡ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ؛ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ
ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻇﻞّ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻭﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ﺣﻀﻮﺭ ﻟﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﻠﻤﺤﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻛﺸﺎﻋﺮ ﻫﻲ
ﻫﻮﻳﺔ ﺣﺪﺍﺛﺔ، ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﺣﺪﺍﺛﺔ، ﻓﻬﻮ
ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﻭﺗﻤﺮﺩ ﻭﺗﺤﺮﺭ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺗﻨﻘﻞ ﻭﻋﺎﺵ ﻓﻲ
ﺃﻣﺼﺎﺭﻩ ﺷﺮﻗﺎً ﻭﻏﺮﺑﺎً ﻭﻭﺳﻄﺎً: ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ،
ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺗﻮﻧﺲ ﻭﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺤﻴﺎ ﻓﻲ ﺧﻀﻤّﻬﺎ ﻣﻨﺬ
ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻋﻨﻪ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻟﻘﺎﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ، ﺃﻧﻪ
ﻟﻴﺲ ﺷﺎﻋﺮ ﻋﺰﻟﺔ، ﺑﻞ ﺗﻮﺍﺻﻠﻲ ﺣﻤﻴﻢ ﻭﻣﺮﺡ ﺭﻏﻢ ﺍﻷﻟﻢ
ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺒﺮﻱ، ﻭﻟﻪ ﺣﻀﻮﺭ ﺁﺳﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ
ﻣﺸﺎﻫﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ.
ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﺮﺓ ﻳﺮﻭﻱ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺁﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ
ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ،
ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺃﻧﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ، ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﺣﺎﻣﻼً،
ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ، ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻟﻪ ﻟﺘﻐﻨﻴﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ»ﺍﻟﺴﺖ « ﺗﺒﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺘﻬﺎ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ
»ﻳﻨﻐﻨﺸﻬﺎ ﺷﻮﻳﻪ « ﺃﻱ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺩﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ،
ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺭﻏﻢ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.
ﺃﻣﺎ ﻭﻗﺪ ﺭﺣﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺰﺩﺣﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﺠﺮﻑ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻭﺭﺣﻴﻞ ﺃﻱ ﺷﺎﻋﺮ ﻫﻲ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺩﺣﺔ! ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻋﺘﺪﺍﺩ ﺃﻭ
ﺑﺄﻟﻢ: ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻋﺸﺖ ﺯﻣﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻷﻣﻞ،
ﻭﺷﺎﻫﺪﺕُ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻒ ﻭﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﺨﻴﺒﺎﺕ، ﻭﻷﻧﻨﻲ
ﺷﺎﻋﺮ ﺃﺯﻑ ﻭﻗﺖ ﺭﺣﻴﻠﻲ ﺃﻟﻮﺡ ﻟﻜﻢ ﻣﻮﺩﻋﺎً ﺑﻘﺼﻴﺪﺗﻲ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ: « ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﻮﺭ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺗﺰﺩﻫﺮ «.
ﻧﺎﻇﻢ ﻣﻬﻨﺎ
)ﻛﺎﺗﺐ ﺳﻮﺭﻱ
Comments
Post a Comment