تركيا تفتح النار على البابا وروسيا والغرب: قدموا كشف حساب عن جرائمكم عبر التاريخ
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: تصاعدت «حرب التصريحات» الدائرة منذ أيام بين تركيا والعديد من دول العالم حول «المذابح ضد الأرمن» بشكل «غير سبوق»، وطالبت تركيا البابا وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا ـ بشكل مباشر وغير مباشر- بتقديم «كشف حساب عن جرائمهم عبر التاريخ».
ورداً على تصريحات زعماء العالم بالذكرى الـ100 لـ«المذابح ضد الأرمن»، والاعترافات التي تبنتها عدد من البرلمانات حول العالم لما سموه «الإبادة ضد الأرمن»، شن كبار القادة الأتراك تصريحات وانتقادات لاذعة لهذه الدول، بالإضافة إلى استدعاء عدد من السفراء وتقديم رسائل احتجاج.
وأحيت أرمينيا الذكرى المئوية للإبادة في 24 نيسان/ابريل، اليوم الذي جرى فيه في عام 1915 اعتقال مئات الأرمن ثم قتلهم لاحقا في إسطنبول، وشكل بداية ما وصفت بـ«المجازر».
وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بأن هذه (عمليات القتل) كانت تصفية منهجية نفذتها السلطنة العثمانية، مؤكدة أن الأرمن الذين قضوا في تلك الفترة سقطوا نتيجة للجوع أو في معارك وقفوا فيها مع روسيا عدوة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
ويقول الأرمن إنه ما بين عامي 1915 و1917 قتل ما يقارب من 1,5 مليون شخص. لكن تركيا تؤكد من جهتها أنها كانت حربا أهلية قتل فيها بين 300 و500 الف ارمني ومثلهم من الأتراك.
رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» قال: «نحن تفتخر بتاريخنا وأجدادنا، وعلى البابا أن يقدم كشف حساب، حول محاكم التفتيش في الأندلس والقتلى من المسلمين واليهود، وعلى الذين يعلنون قرارات ضد تركيا وهم جالسون في عواصمهم؛ أن يقدموا كشف حساب بخصوص الأبخازيين، والشركس، والشيشانيين، وأتراك الأهيسكا، والجورجيين، الذين لجأوا إلى الأناضول، جراء تعرضهم للتهجير والإبادة العرقية في القوقاز».
وأضاف في خطاب انتخابي بولاية «أرضروم» شرق تركيا: «لابد من تقديم كشف حساب بخصوص ملايين السوريين الذين أجبروا على ترك بلادهم»، مذكرا بأن الشعب التركي «فتح قلبه أمام القادمين من البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى والعراق والصومال وسوريا».
وتصاعدت الأزمة بعد أن وصف بابا الفاتيكان «فرانسيس»، أحداث 1915 بأنها كانت «أول إبادة عرقية في القرن العشرين وقعت على الأرمن»، وذلك خلال ترأسه في 13 نيسان/ أبريل الحالي، قداسًا خاصًا في كاتدرائية القديس بطرس، بمشاركة الرئيس الأرميني «سيرج ساركسيان».
من جهته، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رؤساء فرنسا وألمانيا وروسيا الذين استخدموا تعبير «الإبادة» في وصفهم لهذه المجازر، بأنهم «يدعمون المطالب القائمة على الأكاذيب الأرمنية». مضيفاً: «كنا نرغب بالا يأتي (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ولا (الرئيس الفرنسي فرنسوا) أولاند إلى أرمينيا».
وتابع أردوغان بالقول: «آخر البلدان التي يحق لها الكلام عن إبادة هي المانيا وروسيا وفرنسا» داعيا هذه البلدان إلى «ازالة النقاط السوداء من تاريخها نفسه».
وكان الرئيسان الفرنسي والروسي دعيا تركيا، الجمعة، إلى الاقرار بأن ما حصل بحق الأرمن هو عبارة عن ابادة.
كما هاجمت، الجمعة، وزارة الخارجية التركية، بوتين والرئيس الالماني خواكيم غاوك لاستخدامهما تعبير «إبادة» في وصفهما لمجازر الأرمن عام 1915.
واعتبر أردوغان أن الاتحاد الأوروبي «لا يقول الحقيقة»، قائلاً: «يا ايها الاتحاد الأوروبي، نحن لسنا بحاجة لأفكاركم احفظوها لكم». لافتاً إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي «لديهم آذان لا تسمع وعيون لا ترى».
وخاطب بيان لوزارة الخارجية التركية روسيا بالقول: «نعتقد ان روسيا هي على الارجح في موقع افضل لمعرفة ماذا تعني كلمة (إبادة) وما هو بعدها القانوني». معتبراً أن «تكرار روسيا لهذا الخطأ لن يشجع على السلام وازدهار منطقتنا».
وعن ألمانيا قالت الخارجية التركية: «غاوك (الرئيس الألماني) ليس لديه أي حق في ان يتهم الأمة التركية بجريمة لم ترتكبها». مضيفةً: «التاريخ والهوية التركيين هما جزء لا يتجزأ من المجتمع التركي ـ الالماني. ان افراد هذه المجموعة لن يبقوا صامتين ازاء المحاولات الرامية للتشكيك بهذه الهوية. الشعب التركي لن ينسى ولن يسامح تصريحات الرئيس غاوك».
وتحتضن المانيا اكبر جالية تركية في الخارج يقدر عدد افرادها بحوالى ثلاثة ملايين نسمة.
وردت تركيا أيضاً على تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي استخدم وصف «مذبحة مروعة» وتجنب استخدام وصف «إبادة»، قائلةً: «نرفض اي مفهوم للعدالة تمييزي ومتحيز»، منددة بتبني الرئيس الأمريكي «وجهة نظر احادية الجانب».
وتعمل تركيا وأذرعها السياسية والاجتماعية والإعلامية على تنفيذ حملة عالمية واسعة لمواجهة التصريحات العالمية الرامية إلى دفع تركيا للاعتراف بأن ما حدث عام 1915 «إبادة جماعة».
وفي هذا الإطار، شهدت مدينة نيويورك الأمريكية، السبت، مظاهرة حملت اسم «لقاء التصدي للأكاذيب الأرمينية، وإحياء ذكرى شهدائنا الدبلوماسيين»، وذلك من أجل الاحتجاج على ما أسموه «المزاعم الأرمينية المتعلقة بأحداث العام 1915».
كما نظم مجموعة من موظفين متقاعدين من وزارة الخارجية التركية، وأسر الشهداء، وسياسيين دبلوماسيين في العاصمة التركية، السبت، مسيرة لإحياء ذكرى ضحايا الذين قتلوا من خلال «العمليات الإرهابية التي ارتكبتها العصابات الأرمنية»، حسب وصفهم.
وحمل المتظاهرين الذين احتشدوا وسط العاصمة أنقرة، صور لمن قالوا أنهم «شهداء دبلوماسيين وآخرين قضوا جراء عمليات إرهابية، قامت بها منظمة أصالا الأرمنية الإرهابية في الفترة مابين 1975 و 199».
وفي السياق ذاته، خرجت منظمات المجتمع المدني في ولاية «يوزغات» وسط الأناضول، بمسيرة احتجاجية، معربين عن رفضهم «للادعاءات الأرمنية المتعلقة بأحداث عام 1915»، كما نظمت ولاية «قارص» شمال شرقي تركيا، مراسم لاحياء «ذكرى مقتل 570 شخصا على يد الأرمن».
والأحد، نشرت وكالة الأناضول التركية ما قالت انه ملخص كتاب للسفير التركي المتقاعد «عمر أنكين توتام»، بعنوان «الإرهاب الأرمني»، الذي يسلط الضوء على «جرائم المتطرفين الأرمن، التي طالت الدبلوماسيين الأتراك، في سبعينات وثمانينات القرن الماضي».
وتقول إن السفير وثق «مقتل 31 دبلوماسياً تركياً على أيد المنظمات الإرهابية الأرمنية، ما بين الأعوام 1973 لغاية عام 1986».
كما نشرت الوكالة، بيانات ووثائق ومعلومات تاريخية لتلك الحقبة التاريخية كان أبرزها وثائق تقول إن الأرمن قتلوا أكثر من 47 ألف شخص من المسلمين.
ورداً على تصريحات زعماء العالم بالذكرى الـ100 لـ«المذابح ضد الأرمن»، والاعترافات التي تبنتها عدد من البرلمانات حول العالم لما سموه «الإبادة ضد الأرمن»، شن كبار القادة الأتراك تصريحات وانتقادات لاذعة لهذه الدول، بالإضافة إلى استدعاء عدد من السفراء وتقديم رسائل احتجاج.
وأحيت أرمينيا الذكرى المئوية للإبادة في 24 نيسان/ابريل، اليوم الذي جرى فيه في عام 1915 اعتقال مئات الأرمن ثم قتلهم لاحقا في إسطنبول، وشكل بداية ما وصفت بـ«المجازر».
وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بأن هذه (عمليات القتل) كانت تصفية منهجية نفذتها السلطنة العثمانية، مؤكدة أن الأرمن الذين قضوا في تلك الفترة سقطوا نتيجة للجوع أو في معارك وقفوا فيها مع روسيا عدوة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
ويقول الأرمن إنه ما بين عامي 1915 و1917 قتل ما يقارب من 1,5 مليون شخص. لكن تركيا تؤكد من جهتها أنها كانت حربا أهلية قتل فيها بين 300 و500 الف ارمني ومثلهم من الأتراك.
رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» قال: «نحن تفتخر بتاريخنا وأجدادنا، وعلى البابا أن يقدم كشف حساب، حول محاكم التفتيش في الأندلس والقتلى من المسلمين واليهود، وعلى الذين يعلنون قرارات ضد تركيا وهم جالسون في عواصمهم؛ أن يقدموا كشف حساب بخصوص الأبخازيين، والشركس، والشيشانيين، وأتراك الأهيسكا، والجورجيين، الذين لجأوا إلى الأناضول، جراء تعرضهم للتهجير والإبادة العرقية في القوقاز».
وأضاف في خطاب انتخابي بولاية «أرضروم» شرق تركيا: «لابد من تقديم كشف حساب بخصوص ملايين السوريين الذين أجبروا على ترك بلادهم»، مذكرا بأن الشعب التركي «فتح قلبه أمام القادمين من البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى والعراق والصومال وسوريا».
وتصاعدت الأزمة بعد أن وصف بابا الفاتيكان «فرانسيس»، أحداث 1915 بأنها كانت «أول إبادة عرقية في القرن العشرين وقعت على الأرمن»، وذلك خلال ترأسه في 13 نيسان/ أبريل الحالي، قداسًا خاصًا في كاتدرائية القديس بطرس، بمشاركة الرئيس الأرميني «سيرج ساركسيان».
من جهته، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رؤساء فرنسا وألمانيا وروسيا الذين استخدموا تعبير «الإبادة» في وصفهم لهذه المجازر، بأنهم «يدعمون المطالب القائمة على الأكاذيب الأرمنية». مضيفاً: «كنا نرغب بالا يأتي (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ولا (الرئيس الفرنسي فرنسوا) أولاند إلى أرمينيا».
وتابع أردوغان بالقول: «آخر البلدان التي يحق لها الكلام عن إبادة هي المانيا وروسيا وفرنسا» داعيا هذه البلدان إلى «ازالة النقاط السوداء من تاريخها نفسه».
وكان الرئيسان الفرنسي والروسي دعيا تركيا، الجمعة، إلى الاقرار بأن ما حصل بحق الأرمن هو عبارة عن ابادة.
كما هاجمت، الجمعة، وزارة الخارجية التركية، بوتين والرئيس الالماني خواكيم غاوك لاستخدامهما تعبير «إبادة» في وصفهما لمجازر الأرمن عام 1915.
واعتبر أردوغان أن الاتحاد الأوروبي «لا يقول الحقيقة»، قائلاً: «يا ايها الاتحاد الأوروبي، نحن لسنا بحاجة لأفكاركم احفظوها لكم». لافتاً إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي «لديهم آذان لا تسمع وعيون لا ترى».
وخاطب بيان لوزارة الخارجية التركية روسيا بالقول: «نعتقد ان روسيا هي على الارجح في موقع افضل لمعرفة ماذا تعني كلمة (إبادة) وما هو بعدها القانوني». معتبراً أن «تكرار روسيا لهذا الخطأ لن يشجع على السلام وازدهار منطقتنا».
وعن ألمانيا قالت الخارجية التركية: «غاوك (الرئيس الألماني) ليس لديه أي حق في ان يتهم الأمة التركية بجريمة لم ترتكبها». مضيفةً: «التاريخ والهوية التركيين هما جزء لا يتجزأ من المجتمع التركي ـ الالماني. ان افراد هذه المجموعة لن يبقوا صامتين ازاء المحاولات الرامية للتشكيك بهذه الهوية. الشعب التركي لن ينسى ولن يسامح تصريحات الرئيس غاوك».
وتحتضن المانيا اكبر جالية تركية في الخارج يقدر عدد افرادها بحوالى ثلاثة ملايين نسمة.
وردت تركيا أيضاً على تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي استخدم وصف «مذبحة مروعة» وتجنب استخدام وصف «إبادة»، قائلةً: «نرفض اي مفهوم للعدالة تمييزي ومتحيز»، منددة بتبني الرئيس الأمريكي «وجهة نظر احادية الجانب».
وتعمل تركيا وأذرعها السياسية والاجتماعية والإعلامية على تنفيذ حملة عالمية واسعة لمواجهة التصريحات العالمية الرامية إلى دفع تركيا للاعتراف بأن ما حدث عام 1915 «إبادة جماعة».
وفي هذا الإطار، شهدت مدينة نيويورك الأمريكية، السبت، مظاهرة حملت اسم «لقاء التصدي للأكاذيب الأرمينية، وإحياء ذكرى شهدائنا الدبلوماسيين»، وذلك من أجل الاحتجاج على ما أسموه «المزاعم الأرمينية المتعلقة بأحداث العام 1915».
كما نظم مجموعة من موظفين متقاعدين من وزارة الخارجية التركية، وأسر الشهداء، وسياسيين دبلوماسيين في العاصمة التركية، السبت، مسيرة لإحياء ذكرى ضحايا الذين قتلوا من خلال «العمليات الإرهابية التي ارتكبتها العصابات الأرمنية»، حسب وصفهم.
وحمل المتظاهرين الذين احتشدوا وسط العاصمة أنقرة، صور لمن قالوا أنهم «شهداء دبلوماسيين وآخرين قضوا جراء عمليات إرهابية، قامت بها منظمة أصالا الأرمنية الإرهابية في الفترة مابين 1975 و 199».
وفي السياق ذاته، خرجت منظمات المجتمع المدني في ولاية «يوزغات» وسط الأناضول، بمسيرة احتجاجية، معربين عن رفضهم «للادعاءات الأرمنية المتعلقة بأحداث عام 1915»، كما نظمت ولاية «قارص» شمال شرقي تركيا، مراسم لاحياء «ذكرى مقتل 570 شخصا على يد الأرمن».
والأحد، نشرت وكالة الأناضول التركية ما قالت انه ملخص كتاب للسفير التركي المتقاعد «عمر أنكين توتام»، بعنوان «الإرهاب الأرمني»، الذي يسلط الضوء على «جرائم المتطرفين الأرمن، التي طالت الدبلوماسيين الأتراك، في سبعينات وثمانينات القرن الماضي».
وتقول إن السفير وثق «مقتل 31 دبلوماسياً تركياً على أيد المنظمات الإرهابية الأرمنية، ما بين الأعوام 1973 لغاية عام 1986».
كما نشرت الوكالة، بيانات ووثائق ومعلومات تاريخية لتلك الحقبة التاريخية كان أبرزها وثائق تقول إن الأرمن قتلوا أكثر من 47 ألف شخص من المسلمين.
إسماعيل جمال
- Get link
- Other Apps
Comments
Post a Comment