ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ،
ﺁﺗﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﻄﺸﺎً ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺸﺮ
ﺷﻌﺮﻩ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺴﺒﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﻗﻔﺎً ﺧﺎﺻﺎً
ﻣﻨﻪ ﺗﺘﺨﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ
ﺍﻟﻤﺮﻣﻮﻕ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺃﻧﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﻭﻱ، ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ
»ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ « ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﺃﺣﻤﺪ
ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ، ﻭﺃﻓﻀﻰ ﻟﻪ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ
ﺍﻋﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﻘﺼﺎﺋﺪﻩ، ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ
ﺳﻮﻑ ﻳﻨﺘﺤﺮ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻨﺸﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ، ﻭﺗﺒﻌﺎ
ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﻭﻱ ﻟﻪ ﺃﻭﻝ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻓﻰ ﻣﺠﻠﺔ
»ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ «، ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،1950 ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ
»ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺴﺪﺓ «، ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﻭﻱ ﺃﻋﻼﻫﺎ
»ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻯ «، ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺼﻴﺪﺓ
ﺭﻛﻴﻜﺔ ﻛﻤﻌﻈﻢ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ، ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ
ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ:
)ﺍﻟﻜﺮﻯ ﻋﺎﻗﺪ ﺟﻔﻮﻥ ﺍﻟﺒﺮﺍﻳﺎ
ﻭﺍﻟﺪﺟﻰ ﻣﻄﺒﻖ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺀ ﺃﻗﻔﺮﺕ ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﻭﺃﺧﻠﺖ ﻧﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﺴﻤﺎﺭ.. (
ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺮ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﺸﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ، ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ «، ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻣﻴﻦ.
ﺑﻌﺪ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺗﻴﻦ، ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ
ﺑﺘﻮﺳﻊ ﺃﻛﺜﺮ، ﻓﺮﺍﺡ ﻳﻨﺸﺮ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺘﻲ »ﺍﻷﺩﻳﺐ «
ﻭ »ﺍﻵﺩﺍﺏ « ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺘﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺘﻴﻦ ﺑﺪﺃ
ﺍﺳﻤﻪ ﻳﺮﺳﺦ ﻛﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺭﻭﺡ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﺑﻌﺪ
ﻣﻮﺟﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ
ﺑﺪﺭ ﺷﺎﻛﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺣﺒﺎ «،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﺎﺯﻙ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺘﺒﺖ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺍﻟﻜﻮﻟﻴﺮﺍ «.
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ
ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ
ﺍﻟﺒﻴﺎﺗﻰ ﻭﺧﻠﻴﻞ ﺣﺎﻭﻱ ﻭﻋﻠﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻣﺤﻤﺪ
ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ
ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﺷﻌﺮﻩ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺩ
ﻣﻦ ﺟﻨﺔ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺘﻪ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺩﻓﻌﺖ ﻧﺎﻗﺪﺍ ﻣﺮﻣﻮﻗﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ،
ﻭﻫﻮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻳﻜﺘﺐ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪﺍ
ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺍﻵﺩﺍﺏ « ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1953 ﻣﻬﺎﺟﻤﺎ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ
ﻓﻰ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﻣﺤﻮﺭ ﺻﺮﺍﻉ
ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻣﻊ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻯ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺗﻨﻴﻴﻦ، ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩ
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﺩﻕ، ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻀﻠﻠﺔ، ﻭﻣﻌﻮﻗﺔ ﻟﺘﺄﺟﻴﺞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ
ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﻫﻲ ﻧﻀﺎﻝ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺿﺪ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺎﺩﺡ
ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ، ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﺑﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﻭﺍﻷﺻﺢ ﻭﺍﻷﺻﻮﺏ.
ﻭﺩﺍﺭﺕ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ
ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ، ﺗﻄﺮﻗﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺷﻔﺎﻓﻴﺘﻪ
ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ، ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ،
ﺁﺧﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ، ﻭﺷﻦّ
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﺘﺤﻲ ﻏﺎﻧﻢ ﻫﺠﻮﻣﺎ ﺿﺎﺭﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻮﺩ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻣﻮﺿﺤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻟﻴﺲ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ
ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺴﺒﻘﺔ، ﻭﺭﺩّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺭﺩّﺍ ﻗﺎﺳﻴﺎ، ﻭﺃﺻﺒﺢ
ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻯ ﻣﺤﻮﺭﺍ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻭﻣﻌﺎﺭﻙ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ.
ﺃﻏﺎﻧﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﻭﺍﻟﻤﺪﻫﺶ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﺍﻷﻭﻝ »ﺃﻏﺎﻧﻲ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ « ﺑﻤﻘﺪﻣﺔ ﺿﺎﻓﻴﺔ ﻭﻭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺻﺪﺭﺕ ﻃﺒﻌﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1955 ﻭﺻﺪﺭﺕ
ﻟﻪ ﻃﺒﻌﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1956 ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺪﺃ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻪ ﺑﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻴﻌﻤﻞ
ﺻﺤﺎﻓﻴﺎ، ﻭﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻭﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻟﻢ
ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻌﻬﺎ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ
ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ »ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ «،
ﺃﻋﺘﻘﺪ ﻟﻮ ﺗﻢ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ.
ﻭﺍﺳﺘﻬﻞ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼ : «ﻫﻲ ﺭﺣﻠﺔ
ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ ﻓﺮﻳﺪ، ﺑﺪﺃﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺗﺘﻜﺴﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻮﺣﻠﺔ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻷﻗﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻜﺘﻨﺰﺓ ﺑﺎﻷﺣﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ،
ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ.. ﻭﺭﺍﺡ
ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﺰﺍﺣﻔﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻫﺎﻟﻴﺰ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺯ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ، ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺝ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺟﺒﻴﻨﻪ
ﺍﻟﻈﺎﻓﺮ «. ﺟﺎﺀﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ
ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺑﻄﻼﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻭﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ، ﻭﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ
ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺪ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻲ
ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ!!
ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﺎﺽ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﻋﻨﻴﻔﺔ
ﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ
ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻪ، ﻋﺰﺍ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﻧﻪ ﺍﻷﺳﻮﺩ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ
ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ »ﺍﻷﻓﻌﻰ «، ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ:
)ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ
ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺋﻲ..
ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺿﺨﻤﺔ..
ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ
ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﻋﺮﺍﻳﺎ ﺍﻷﺳﻰ
ﻋﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ
ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺸﻮﻫﺎﺀ
ﺣﻘﺪ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ (.
ﺇﺫﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻯ ﻣﺸﺤﻮﻧﺎ ﺑﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻤﻀﻄﻬﺪ
ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ، ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻛﻞ ﺩﻭﺍﻭﻳﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﻤّﻠﺔ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﻭﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ
ﺩﻭﺍﻭﻳﻨﻪ »ﺍﺫﻛﺮﻳﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻗﻮﺱ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ،
ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺷﺎﻫﺪ ﺇﺛﺒﺎﺕ، ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﺨﻴﻞ، ﻭﻓﻲ
ﻣﺴﺮﺣﻴﺘﻪ »ﺃﺣﺰﺍﻥ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ «، ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎ ﺁﺧﺮ
ﻓﻰ ﻃﺒﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﻮ »ﺳﻮﻻﺭ «،
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﺟﻨّﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩ،
ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻇﻠﺖ ﻋﻼﻣﺘﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻗﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺟﻴﻠﻪ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ
ﺍﻧﻐﻤﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺯﺣﺰﺣﺘﻪ ﻋﻦ
ﺇﺑﺮﺍﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ »ﺃﻓﺮﻗﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ « ﺇﺫﺍ ﺻﺢّ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ،
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺎﻣﺴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ
ﺷﻌﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﻫﺘّﺎﻓﺎ ﻭﺻﺎﺭﺧﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ.
ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ
) ﻛﺎﺗﺐ ﻣﺼﺮﻱ (
ﺍﻟ
ﺁﺗﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﻄﺸﺎً ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺸﺮ
ﺷﻌﺮﻩ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺴﺒﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﻗﻔﺎً ﺧﺎﺻﺎً
ﻣﻨﻪ ﺗﺘﺨﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ
ﺍﻟﻤﺮﻣﻮﻕ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺃﻧﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﻭﻱ، ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻳﺮ ﻣﺠﻠﺔ
»ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ « ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﺃﺣﻤﺪ
ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ، ﻭﺃﻓﻀﻰ ﻟﻪ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ
ﺍﻋﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﻘﺼﺎﺋﺪﻩ، ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ
ﺳﻮﻑ ﻳﻨﺘﺤﺮ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻨﺸﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ، ﻭﺗﺒﻌﺎ
ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﻭﻱ ﻟﻪ ﺃﻭﻝ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻓﻰ ﻣﺠﻠﺔ
»ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ «، ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،1950 ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ
»ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺴﺪﺓ «، ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﻭﻱ ﺃﻋﻼﻫﺎ
»ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻯ «، ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺼﻴﺪﺓ
ﺭﻛﻴﻜﺔ ﻛﻤﻌﻈﻢ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ، ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ
ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ:
)ﺍﻟﻜﺮﻯ ﻋﺎﻗﺪ ﺟﻔﻮﻥ ﺍﻟﺒﺮﺍﻳﺎ
ﻭﺍﻟﺪﺟﻰ ﻣﻄﺒﻖ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺀ ﺃﻗﻔﺮﺕ ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﻭﺃﺧﻠﺖ ﻧﻮﺍﺩﻯ ﺍﻟﺴﻤﺎﺭ.. (
ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺮ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﺸﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ، ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ «، ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻣﻴﻦ.
ﺑﻌﺪ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺗﻴﻦ، ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ
ﺑﺘﻮﺳﻊ ﺃﻛﺜﺮ، ﻓﺮﺍﺡ ﻳﻨﺸﺮ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺘﻲ »ﺍﻷﺩﻳﺐ «
ﻭ »ﺍﻵﺩﺍﺏ « ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺘﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺘﻴﻦ ﺑﺪﺃ
ﺍﺳﻤﻪ ﻳﺮﺳﺦ ﻛﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺭﻭﺡ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﺑﻌﺪ
ﻣﻮﺟﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ
ﺑﺪﺭ ﺷﺎﻛﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺣﺒﺎ «،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﺎﺯﻙ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺘﺒﺖ ﻗﺼﻴﺪﺓ »ﺍﻟﻜﻮﻟﻴﺮﺍ «.
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ
ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ
ﺍﻟﺒﻴﺎﺗﻰ ﻭﺧﻠﻴﻞ ﺣﺎﻭﻱ ﻭﻋﻠﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻣﺤﻤﺪ
ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ
ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﺷﻌﺮﻩ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺩ
ﻣﻦ ﺟﻨﺔ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺘﻪ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺩﻓﻌﺖ ﻧﺎﻗﺪﺍ ﻣﺮﻣﻮﻗﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ،
ﻭﻫﻮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻳﻜﺘﺐ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪﺍ
ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺍﻵﺩﺍﺏ « ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1953 ﻣﻬﺎﺟﻤﺎ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ
ﻓﻰ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﻣﺤﻮﺭ ﺻﺮﺍﻉ
ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻣﻊ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻯ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺗﻨﻴﻴﻦ، ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩ
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﺩﻕ، ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻀﻠﻠﺔ، ﻭﻣﻌﻮﻗﺔ ﻟﺘﺄﺟﻴﺞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ
ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﻫﻲ ﻧﻀﺎﻝ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺿﺪ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺎﺩﺡ
ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ، ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﺑﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﻭﺍﻷﺻﺢ ﻭﺍﻷﺻﻮﺏ.
ﻭﺩﺍﺭﺕ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ
ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ، ﺗﻄﺮﻗﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺷﻔﺎﻓﻴﺘﻪ
ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ، ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ،
ﺁﺧﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ، ﻭﺷﻦّ
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﺘﺤﻲ ﻏﺎﻧﻢ ﻫﺠﻮﻣﺎ ﺿﺎﺭﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻮﺩ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻣﻮﺿﺤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻟﻴﺲ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ
ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺴﺒﻘﺔ، ﻭﺭﺩّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺭﺩّﺍ ﻗﺎﺳﻴﺎ، ﻭﺃﺻﺒﺢ
ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻯ ﻣﺤﻮﺭﺍ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻭﻣﻌﺎﺭﻙ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ.
ﺃﻏﺎﻧﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﻭﺍﻟﻤﺪﻫﺶ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﺍﻷﻭﻝ »ﺃﻏﺎﻧﻲ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ « ﺑﻤﻘﺪﻣﺔ ﺿﺎﻓﻴﺔ ﻭﻭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺻﺪﺭﺕ ﻃﺒﻌﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1955 ﻭﺻﺪﺭﺕ
ﻟﻪ ﻃﺒﻌﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1956 ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺪﺃ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻪ ﺑﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻴﻌﻤﻞ
ﺻﺤﺎﻓﻴﺎ، ﻭﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻭﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻟﻢ
ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻌﻬﺎ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ
ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ »ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ «،
ﺃﻋﺘﻘﺪ ﻟﻮ ﺗﻢ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ.
ﻭﺍﺳﺘﻬﻞ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼ : «ﻫﻲ ﺭﺣﻠﺔ
ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ ﻓﺮﻳﺪ، ﺑﺪﺃﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺗﺘﻜﺴﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻮﺣﻠﺔ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻷﻗﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻜﺘﻨﺰﺓ ﺑﺎﻷﺣﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ،
ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ.. ﻭﺭﺍﺡ
ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﺰﺍﺣﻔﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻫﺎﻟﻴﺰ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺯ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ، ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺝ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺟﺒﻴﻨﻪ
ﺍﻟﻈﺎﻓﺮ «. ﺟﺎﺀﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ
ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺑﻄﻼﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻭﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ، ﻭﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ
ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺪ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻲ
ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ!!
ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﺎﺽ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﻋﻨﻴﻔﺔ
ﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ
ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻪ، ﻋﺰﺍ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﻧﻪ ﺍﻷﺳﻮﺩ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ
ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ »ﺍﻷﻓﻌﻰ «، ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ:
)ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ
ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺋﻲ..
ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺿﺨﻤﺔ..
ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ
ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﻋﺮﺍﻳﺎ ﺍﻷﺳﻰ
ﻋﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ
ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺸﻮﻫﺎﺀ
ﺣﻘﺪ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ (.
ﺇﺫﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻯ ﻣﺸﺤﻮﻧﺎ ﺑﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻤﻀﻄﻬﺪ
ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ، ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻛﻞ ﺩﻭﺍﻭﻳﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﻤّﻠﺔ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﻭﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ
ﺩﻭﺍﻭﻳﻨﻪ »ﺍﺫﻛﺮﻳﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻗﻮﺱ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ،
ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺷﺎﻫﺪ ﺇﺛﺒﺎﺕ، ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﺨﻴﻞ، ﻭﻓﻲ
ﻣﺴﺮﺣﻴﺘﻪ »ﺃﺣﺰﺍﻥ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ «، ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎ ﺁﺧﺮ
ﻓﻰ ﻃﺒﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﻮ »ﺳﻮﻻﺭ «،
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ ﺟﻨّﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩ،
ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻇﻠﺖ ﻋﻼﻣﺘﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻗﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺟﻴﻠﻪ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ
ﺍﻧﻐﻤﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺯﺣﺰﺣﺘﻪ ﻋﻦ
ﺇﺑﺮﺍﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻇﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ »ﺃﻓﺮﻗﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ « ﺇﺫﺍ ﺻﺢّ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ،
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺎﻣﺴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ
ﺷﻌﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﻫﺘّﺎﻓﺎ ﻭﺻﺎﺭﺧﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ.
ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ
) ﻛﺎﺗﺐ ﻣﺼﺮﻱ (
ﺍﻟ
Comments
Post a Comment