( أُولئِكَ عَلَى هُدىً مّن ربَّهِمْ وأُولِئكَ هُمُ الْمُفْلحُونَ ) (5)
الهدى فى الآية مرتبط بالهدى فى أول السورة تصديقاً فى الواقع ومرتبط بطلب الهدى فى سورة الفاتحة منهج استجابة ، فالهدى كله موصول لفظاً ومعنى . والمتقون الذين يؤمنون بالغيب ويصدقون ذلك فعلاً بالصلاة والإنفاق ويمدون إيمانهم بالرسالات حاضرها وماضيها وبالوجود دنيا عاجلة وأخرى آجلة ، ’ اولئك ’ إشارة وتاكيد لمقامهم الرفيع - على هدى من ربهم وأولئك هم - مزيد تأكيد بتكرار الإشارة والضمير لهم خاصة - المفلحون الذين ينالون الفلاح والنجاح فى عواقب الدنيا والآخرة .
وجملة الآيات السابقة تثبت القرآن عربياً بيناً وهدى لمن اختار وسلك طريق التقى فى الدنيا من المؤمنين بالغيب المقيمين جماعة لشعائر الصلة بالله المنفقين المتواصلين بالانفاق مما انعم به عليهم الرازاق والمومنين بالكتاب المتصادق والرسالات الموصولة كل التاريخ بكل آماد الوجود حتى الآخرة ، وأولئك حقاً على الهدى والفلاح . والبعد عن القران انحراف عن التقوى ، وضلال عن الهدى ، وترك للصلاة ، او عوج فيها وغفلة عن الله وانعزال عن سائر المصلين ، وكفر بالله أصلا لنعمة الرزق ومن ثَم إمساك ، وقصور عبر ابتلاء مرّ الزمان عن الإيمان بالرسالات ارتهاناً وعصبية للسالف ، وانحصار على عالم الدنيا المشهود فضلال عن طريق الفلاح. هكذا يذكر صدر البقرة اصول الدين والإيمان .
Comments
Post a Comment