لست واحدة… حشد من الشاعرات في «شهقة ضوء» للسورية بسمة شيخو
أسامة سليمان
مايو 31, 2015 القدس العربي
«أحتاج فقط خوذةً ضخمة لهذه المدينة»
هكذا تفتتح الشاعرة بسمة شيخو مجموعتها «شهقة ضو».. إذن هي الحرب التي نكتب- مرغمين- عنها بملء حبنا للحياة… الجمالية العالية والدخول إليّ من باب الحرب، جعلتني ألج عوالم المجموعة متلهفاً.
لست واحدة، نص قدمته وافتتحت به المجموعة لتقول لنا: هذه بسمة… السطر الأول يفتح النص على مصراعيه «أشعر بأن آلاف الأشخاص يسكنونني»
وكأنها تقول: أنا آلاف الأشخاص، بأحلامهم، بأفكارهم….
أتعبُ من مشَاويرِهم الطَّويلة
أقدامِي لم تَعد تَحتَمل
كلَّ هذه الأَحذيَة
هكذا تفتتح الشاعرة بسمة شيخو مجموعتها «شهقة ضو».. إذن هي الحرب التي نكتب- مرغمين- عنها بملء حبنا للحياة… الجمالية العالية والدخول إليّ من باب الحرب، جعلتني ألج عوالم المجموعة متلهفاً.
لست واحدة، نص قدمته وافتتحت به المجموعة لتقول لنا: هذه بسمة… السطر الأول يفتح النص على مصراعيه «أشعر بأن آلاف الأشخاص يسكنونني»
وكأنها تقول: أنا آلاف الأشخاص، بأحلامهم، بأفكارهم….
أتعبُ من مشَاويرِهم الطَّويلة
أقدامِي لم تَعد تَحتَمل
كلَّ هذه الأَحذيَة
لا أريد الربط بين النص وبيت أبي الطيب الشهير إذا كانت النفوس كباراً، النفوس التي ينوء الجسد بها، الحشد عندي اعتداد، ولن أقول، غرورا، وسيلقي هذا النص ظلالاً على المجموعة. وغير بعيد من هذا نجد نصاً بعنوان «آلاف الأشياء أنا» تختتمه الشاعرة بقولها: «واليوم أنا كلُّ ما عشتُه من قبل»، النصان يكشفان بجلاء عن الشاعرة، حشد من الشخوص أو قل حشد من الأفكار والأحلام… و«سأكونُ الشَّجرةَ الوَحيدةَ في السَّماء» والـ«عاشق جاهل» لأنه ربما لن يستطيع سبر أغوار هذه النفوس المحتشدة في نفس الشاعرة، وقبيل ذلك «لن أزهرَ يَوماً في حُضنِ أحد» و «لو كنتَ مَعي حينَها فقطْ ستكون، وحتى الحبيب «أَجمل من أن تكَونَ حقيقيَّاً».
والشاعرة قادرة على الاحتفاظ باعتداد الشاعر في شاعرية أخاذة، تلوّح من أعلى قمم الأداء اللغوي لقارئها، من دون أن تشعره بحالة الاعتداد التي نحسبها تعالياً على الجروح واستعصاماً بفرادة الشاعر.
وللغنائية مكانتها في المجموعة، ومن دون الخوض في إشكالية غنائية قصيدة النثر لنأخذ قصيدة سأغني الغنيّة مثالاً، فهي تفتح أمام القارئ أبواباً كثيرة، فبعيداً عن الكلمة التي استخدمت سأغني فإن القصيدة تحفل بغنائية عارمة، يمكن القول، إن الشاعرة تمكنت من أن تجذب القارئ إلى دوائر حالة رائعة، وإن كان المقصود بالغنائية التعبير عن الـ»الأنا» بهذه المشاعر الكثيفة فنحن أمام غنائية عالية، وقد أدى تكرار الكلمة سأغني في بداية كل مقطع إلى خلق إيقاع خاص ربما عنت به الشاعرة الاستعاضة عن الموسيقى العروضية في إكساب نصها مزيداً من الغنائية..
سأغني
وأغني
وأغني
حتَّى يملَّ الصوتُ
ويهربَ من الحُنجرة
ليغرِّدَ وحدَه في الأُفق.
والشاعرة قادرة على الاحتفاظ باعتداد الشاعر في شاعرية أخاذة، تلوّح من أعلى قمم الأداء اللغوي لقارئها، من دون أن تشعره بحالة الاعتداد التي نحسبها تعالياً على الجروح واستعصاماً بفرادة الشاعر.
وللغنائية مكانتها في المجموعة، ومن دون الخوض في إشكالية غنائية قصيدة النثر لنأخذ قصيدة سأغني الغنيّة مثالاً، فهي تفتح أمام القارئ أبواباً كثيرة، فبعيداً عن الكلمة التي استخدمت سأغني فإن القصيدة تحفل بغنائية عارمة، يمكن القول، إن الشاعرة تمكنت من أن تجذب القارئ إلى دوائر حالة رائعة، وإن كان المقصود بالغنائية التعبير عن الـ»الأنا» بهذه المشاعر الكثيفة فنحن أمام غنائية عالية، وقد أدى تكرار الكلمة سأغني في بداية كل مقطع إلى خلق إيقاع خاص ربما عنت به الشاعرة الاستعاضة عن الموسيقى العروضية في إكساب نصها مزيداً من الغنائية..
سأغني
وأغني
وأغني
حتَّى يملَّ الصوتُ
ويهربَ من الحُنجرة
ليغرِّدَ وحدَه في الأُفق.
وتعود الشاعرة في نص «كردي» إلى لغة أقرب إلى المباشرة، مع الاحتفاظ بشاعرية مناسبة تقول:
ما إن تقولُ إنَّك كُرديّ
حتّى ينموَ جبلٌ على ظَهرِك
قدَر الكُرديّ
أن يحمل قمةً من كُردستان
ويكملَ بها حياتَه…
ما إن تقولُ إنَّك كُرديّ
حتّى ينموَ جبلٌ على ظَهرِك
قدَر الكُرديّ
أن يحمل قمةً من كُردستان
ويكملَ بها حياتَه…
وربما نلمح درويش وسليم بركات وليس للكردي إلا للريح في قولها :
أنت كُرديّ
ستملكُ الرِّيح
أنت كُرديّ
ستملكُ الرِّيح
وفي «شهقة ضوء» المجموعة ظاهرتان لابد من التوقف عندهما الأولى، بناء النص على لازمة جملة أو كلمة تأتي في بداية كل مقطع شعري، وتكرر ذلك في كثير من القصائد مثل «سأغني حتى» في قصيدة سأغني، وتكرار كلمة «يطول» في قصيدة شارة النهاية، وقصائد أخرى منها «لم أدرك»،»من غيري»، «أريد»، «لو»، «ساحرة بالفطرة» وقد تكتفي بتكرار حرف التشبيه مثلما في قصيدة «عشق جاهل»، هذا ما يجعلنا نعده ظاهرة، قياســـــاً على غلبـــته على نصــوص المجموعة.
والظاهرة الأخرى هي تكوين النص من مجموعة من الأفكار/ المقاطع/ الومضات /المتتالية التي قد لا يبدو ظاهرياً أنها مترابطة لكن ينتظمها خيط خفي برعت الشاعرة في الحفاظ عليه بمهارة، وأقرب الأمثلة قصيدة «آلاف الأشياء أنا».
وهناك مفردات تدور بكثرة بين ثنايا القصائد مثل مفردة «القمر» و»قمر» معرفة ونكرة التي وردت قرابة العشرين مرة، عدا عن كلمة بدر التي وردت عدة مرات أيضاً، وكلمة الشمس التي وردت أيضاً أكثر من خمس عشرة مرة، يضاف إلى ذلك العنوان المضيء «شهقة ضوء»، ما يمكن أن يحرض بدراسة هذه الرموز في المجموعة.
والظاهرة الأخرى هي تكوين النص من مجموعة من الأفكار/ المقاطع/ الومضات /المتتالية التي قد لا يبدو ظاهرياً أنها مترابطة لكن ينتظمها خيط خفي برعت الشاعرة في الحفاظ عليه بمهارة، وأقرب الأمثلة قصيدة «آلاف الأشياء أنا».
وهناك مفردات تدور بكثرة بين ثنايا القصائد مثل مفردة «القمر» و»قمر» معرفة ونكرة التي وردت قرابة العشرين مرة، عدا عن كلمة بدر التي وردت عدة مرات أيضاً، وكلمة الشمس التي وردت أيضاً أكثر من خمس عشرة مرة، يضاف إلى ذلك العنوان المضيء «شهقة ضوء»، ما يمكن أن يحرض بدراسة هذه الرموز في المجموعة.
كاتب سوداني
لست واحدة… حشد من الشاعرات في «شهقة ضوء» للسورية بسمة شيخو
أسامة سليمان
Comments
Post a Comment