Skip to main content

دروب ----عادل خزام------ يد الحياة الحانية

يد الحياة الحانية

تاريخ النشر: الجمعة 29 مايو 2015
لا تأكل النار إلا قلوب القش، ولا تقتلع الريح إلا الرخاوة، ولا يهزم الذات سوى الضعف الذي يولد من داخلها ويقود صاحبها لإدمان الندم. انظر، ها هي الدروبُ منقوشة على طريق الحرية، وقد خاض فيها الخائضون من قبلك، فما بال رجليك لا تتزحزحان من نقطة الصفر، وما بال قلبك لا يتوق إلى عناق البعيد. وها هي الكلمات الحرة حفرها الذاهبون بأظفارهم على جدار الأمل، وأنت جالسٌ لا تزال تكتب على الماء ما يزولُ، وتهمس للصمت وهيهات أن يسمعك.

لا يشرب البحر من زبد الشواطئ، ولا يجوع الرملُ إلا للخطوة القافزة، ولا يأسر الروح إلا دخول صاحبها في ذهول المستحيل. أنظر، ها هو الأعمى يشق الظلام بعصاه، ويفتح في جدار العتمة هوّة لرؤاه. وها هي الموجةُ تتكسرُ على صخر النهاية، لكنها تعود لتولد من جديد في لعبة المدِّ والجزر. فما بال شراعك مطويٌ، وقارب عمرك مقلوبٌ، ومجدافك مجرد يد ترتجف. الأرضُ أولها النهاية، ولا يهم إن وصلت أو لم تصل، وليس عيباً لو غرق أمام عينيك الراحلون نحو العشق، لكن العيب أن تحتمي بالبرد وأنت عارٍ، وأنت تأمن للخوف وفيه هلاك فجرك.
لا تموت الكلمة إن مات صاحبها، ولا تتزيف الحقيقة حتى لو صبغوا جلدها بمليون كذبة. ومن كتاب لكتاب تتسرب المعاني ويتكاثر نسلها في خيال البشر، ومن ورقة لأخرى ترحل الرسائل إلى أن تهتدي لصاحبها. أنظر، ها هم الجالسون على القمة وقد كانوا بالأمس معك في القاع. وها هم المنتصرون، وقد كانوا مثلك في ثياب الخوف، لكنهم حفروا خندق الحلم وخرجوا يتنفسون الجديد، ورفعوا قمصانهم أجنحة في أعالي النشيد. فما بالك تفتش في كتب الوهم عن حقيقة ذاتك، ولماذا كلما انفتح باب الحرية جلست خلفه تفتش عن المفاتيح.
لا يعض الكلبُ يد الحنان إن مسحت عليه مرةً، حتى لو مات جوعاً من غير عظمٍ. ويد الحياة التي امتدت لتمنحك الحياة، كيف تجازيها بموتك في الخنوع، بجلوسك الطويل في قمقم النسيان. أنظر لقلبك، وسترى أنك ولدت كي تبشّر بالمحبة ليس إلا، كي تقول في الناس أنك سيّد مصيرك وصانع مجده، وأن الرمل الذي خُلقت منه، يمكن أن يصير ذهباً لو وقفت بعزمٍ تتحدى التيار وتلوي عنقه. وما من دربٍ بسيطٍ يُخاضُ إلا وفيه احتمال التهلكة، فكيف لو كان دربك سعياً للخلاص من كل القيود المطلقة.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe