المثلية الجنسية والتلفزيون المعلّق في الهواء!
1 حزيران 2015
يسمح طوني خليفة لنفسه بأن يحتدّ أثناء "نقاش" المثلية الجنسية. يستضيف "وجهتي النظر"، ثم ينقضّ على الطرف "الأضعف". الموضوع نفسه تطرق اليه أيضا كل من منافسيه جو معلوف وريما كركي.
تُسجَّل ملاحظات على أداء معلوف ("حكي جالس" عبر "أل بي سي آي")، ويُحسَب له تفادي الإدانة، والاجتهاد لتقديم طرح أبعد من الثرثرة. نقصد هنا طريقة "المعالجة"، وهي غيرها التي تحدّث عنها خليفة ("1544" عبر "أم تي في") حين تواطأ ضمنياً على اعتبار مثليّ الجنس في حاجة الى العلاج. ثم أبحر في خيالاته، سائلاً عن "حبّة سحرية" للعودة الى الحياة الجنسية "الطبيعية"(!). نَسَف مشاعر الآخرين وراح يبالغ في الخشية من "أذية" المجتمع. هو المجتمع عينه الذي بيّنه معلوف منافقاً لا هَمَّ له سوى حَشْر أنفه بما يجري في غرف النوم. أعدَّ ملفّه جيداً وأتقن اختيار المفردات. كان سنداً لكلّ إنسان يعاني النبذ ويُرجَم من دون "خطيئة". صوَّب معلوف ما أفسده خليفة، فيما كركي ("للنشر"، "الجديد") ما قدَّمت وما أخَّرت. زجَّت الموضوع بين موضوعاتها المُكدَّسة، واصطدمت بضيق الوقت (كالعادة). أخبرها ضيفها المثلي جنسياً أنّ والديه لا يتقبّلانه، ورغم ذلك أحرجته بالسؤال عما يريد قوله لهما. لا ينفع الارتجال في أحيان، وإن لم تتورّط كركي بالإدانات. أبقت على اللامبالاة حيال حساسية الموقف، تاركةً لخليفة طَرْح أسئلة ساذجة تتعلق بـ"محاربة" الشعور. تمادى في الفضول المسطّح، وقدّم للجمهور أسوأ مقاربة قائمة على تكريس النمطية وترسيخ نظرة اجتماعية بائسة تربط بين المثلي والطبيب النفساني. يرتبك خليفة أمام الاشكاليات الكبرى، وسريعاً يتعثّر. لم يضف الى قضية مقتل سارة الأمين إلا مزيداً من حجم الكارثة، والى قضية المثليين إلا تعميق الشرخ. المسألة ليست السؤال، بل طريقة طرحه. كان معلوف واضحاً: "حكي جالس يدعم المثليين للمطالبة بحقوقهم". ليت خليفة وكركي لم يتناولا الموضوع من أصله.
Comments
Post a Comment