كياح!!
بقلم صلاح الدين عووضة
٭ شاي اللبن (المقنن) في عتمة الفجر مع القرقوش كان هو أحد أسلحة مكافحة برد كياح الرهيب بشمالنا النوبي..
٭ فبرودة صباحات كياح - ومساءاته - هي مما يعجز القلم عن وصفه تماماً مثل عواء ريحه ليلاً وهي تزأر - حسب الاعتقاد الشعبي - بأرواح الموتى..
٭ ثم تأتي من بعد ذلك وسائل المكافحة الأخرى مثل مضغ (القنديلة)، والتدثر بكسوات الصوف، والتماس شمس الضحى..
٭ ذلك هو شهر كياح - أو كياه - الذي اختاره ابن عمنا خالد إبراهيم اسماً لروايته التي أقام لها حفل تدشين خلال زيارته السودان..
٭ وهو كذلك شهر الأساطير التي تقترن عادةً بالغيبيات، و(الندّاهات) و(نداءات!) الطبيعة..
٭ وفي قلب تلكم الأساطير الكياحية جلس خالد يكتب روايته هذه مسقطاً بعضها - في إبداعٍ فني - على المحسوس، والملموس، و(المدسوس) كذلك..
٭ ثم لم ينس - كعادته - توظيف جانب من كل الذي ذكرنا هذا في سياقات سياسية هي أشبه بالطفرات في السرد الروائي..
٭ حتى (المدسوس) ذاك وظَّفه الكاتب - سياسياً - مميطاً اللثام عن بعض المسكوت عنه حياءً لاعتبارات اجتماعية..
٭ وشهر كياح هذا هو الذي حدثت فيه وقائع قصتنا التي أشرنا إلى جانب منها - ترميزاً - في كلمة لنا بعنوان (الخرابة)..
٭ خرابة (التكروري) التي مر بجوارها - ليلاً - فتية من البلدة فرأوا بداخلها ما عجزوا عن وصفه بأكثر من الذي وصفته حليمة المجنونة..
٭ وحليمة المجنونة ما كان وصفها إلا ترديداً للذي طفقت تصيح به مذ شوهدت مهرولة من جهة الخرابة (الليلة ووووب، الليلة ووووب)..
٭ ولم تسكت حليمة عن ذياك الصياح إلا حين سكتت إلى الأبد رغم أن روحها - حسبما قيل - لم تسكت..
٭ فقد زُعم أنها كانت تزمجر مع أرواح الموتى كل ليلة بعبارة (الليلة وووب) ..
٭ والذي كان يسيل على ساقيّ حليمة - قبل موتها - هو بخلاف ذاك الذي كان يسيل من عشمانة..
٭ فهما سائلان مختلفان وإن كانت (المُؤثِّرات!) واحدة بفعلٍ أجواء كياح الأسطورية..
٭ والواقع السياسي عموماً - في رواية كياح - هو مثل شهر كياح نفسه من أوجه عدة..
٭ ولعل ذلك ما قصده الكاتب حين جعل سرده السياسي متداخلاً مع سرده القصصي..
٭ ولكن يبقى الفرق أن أجواء كياح (ذات أمد محدود)..
٭ بعكس (كياحاتنا السياسية!!).
٭ فبرودة صباحات كياح - ومساءاته - هي مما يعجز القلم عن وصفه تماماً مثل عواء ريحه ليلاً وهي تزأر - حسب الاعتقاد الشعبي - بأرواح الموتى..
٭ ثم تأتي من بعد ذلك وسائل المكافحة الأخرى مثل مضغ (القنديلة)، والتدثر بكسوات الصوف، والتماس شمس الضحى..
٭ ذلك هو شهر كياح - أو كياه - الذي اختاره ابن عمنا خالد إبراهيم اسماً لروايته التي أقام لها حفل تدشين خلال زيارته السودان..
٭ وهو كذلك شهر الأساطير التي تقترن عادةً بالغيبيات، و(الندّاهات) و(نداءات!) الطبيعة..
٭ وفي قلب تلكم الأساطير الكياحية جلس خالد يكتب روايته هذه مسقطاً بعضها - في إبداعٍ فني - على المحسوس، والملموس، و(المدسوس) كذلك..
٭ ثم لم ينس - كعادته - توظيف جانب من كل الذي ذكرنا هذا في سياقات سياسية هي أشبه بالطفرات في السرد الروائي..
٭ حتى (المدسوس) ذاك وظَّفه الكاتب - سياسياً - مميطاً اللثام عن بعض المسكوت عنه حياءً لاعتبارات اجتماعية..
٭ وشهر كياح هذا هو الذي حدثت فيه وقائع قصتنا التي أشرنا إلى جانب منها - ترميزاً - في كلمة لنا بعنوان (الخرابة)..
٭ خرابة (التكروري) التي مر بجوارها - ليلاً - فتية من البلدة فرأوا بداخلها ما عجزوا عن وصفه بأكثر من الذي وصفته حليمة المجنونة..
٭ وحليمة المجنونة ما كان وصفها إلا ترديداً للذي طفقت تصيح به مذ شوهدت مهرولة من جهة الخرابة (الليلة ووووب، الليلة ووووب)..
٭ ولم تسكت حليمة عن ذياك الصياح إلا حين سكتت إلى الأبد رغم أن روحها - حسبما قيل - لم تسكت..
٭ فقد زُعم أنها كانت تزمجر مع أرواح الموتى كل ليلة بعبارة (الليلة وووب) ..
٭ والذي كان يسيل على ساقيّ حليمة - قبل موتها - هو بخلاف ذاك الذي كان يسيل من عشمانة..
٭ فهما سائلان مختلفان وإن كانت (المُؤثِّرات!) واحدة بفعلٍ أجواء كياح الأسطورية..
٭ والواقع السياسي عموماً - في رواية كياح - هو مثل شهر كياح نفسه من أوجه عدة..
٭ ولعل ذلك ما قصده الكاتب حين جعل سرده السياسي متداخلاً مع سرده القصصي..
٭ ولكن يبقى الفرق أن أجواء كياح (ذات أمد محدود)..
٭ بعكس (كياحاتنا السياسية!!).
Comments
Post a Comment