Skip to main content

العمود الثامن---- ناصر الظاهري --- الحر مصدر الشر

الحر مصدر الشر

تاريخ النشر: السبت 30 مايو 2015
لو نقلنا شخصاً من الذين لا يصبحون على خير، ولا ينوون من فجرهم الخير، يشتعل مع أقل حديث، ويثور من أي ملاحظة، من مكانه الحار، وشمسه الحارقة، وتلك الرطوبة التي تسبب الكمد إلى منطقة باردة في ضواحي هولندا مثلاً، فستجده فجأة ينهار، ويسيح كالثلج الذائب، ويذهب في الابتسام، وحب المزاح، وسيقترب من الخير، وسيغدو صوته أقل حدة، وأكثر ثقة، لما للطقس من تلك السلطة؟ وللجو ذلك التأثير السريع!

إخواننا في المناطق الحارة، يبكرون منذ صباحهم غير الندي بالسبّ، وما يتعلق بالأنساب والأرحام، وكل ما من شأنه كما يعتقدون أنه سيفرح قلوبهم المثقلة، ويخفف من وطأة نهارهم الذي بلا آخر، لذا تجد المسبات واللعنات على طرف لسانه، لكنه لو سكن في أطراف سويسرا، فسينهض باسماً، وقد لا يصلي الفجر، لكنه بالتأكيد لن يسبّ، ولا الماورائيات، من تلك المسبات التكفيرية، الحر.. والحر، وحده هو من يجعل النفوس تغلي، ويجعل من الزعاف يصعد إلى الرأس، دائماً الجماعة في توتر، وكأنهم أقواس مشدودة، ومستعدة للانطلاق بعشوائية في كل لحظة، حاول أن تدخل في دولنا الساخنة محل جزارة للحم الحلال، وتطلب من الجزار الذي يتسلح بسكين في اليد اليمنى وساطوراً في اليد اليسرى، وتطلب منه من أجل السلامة العامة، والمحافظة على النظافة أن يرتدي معطفاً أبيض، بدلاً من تلك الفانلة أم حمالتين المسوّدة، والمثقبة في جوانبها، والتي تظهر شعر زنديه، وانظر كيف سيتصرف «بلباقة ملحمية»، بلاش ادخل على فران، وهو مواجه بيت النار، ويصّلي ظهره حرّنا الذي يأتي عادة مبكراً كل عام، وحاول أن تستعطفه أن يرتدي قفازين، وهو يحمل الخبز أو وهو يعجن الطحين، لأن كثيراً من الأضرار تدخل بيوتنا من المخابز والمطاعم، وسترى كم سيسعد حينها، وكم سيبتسم في وجه أخيه المؤمن، لأنها صدقة، والدال على الخير كفاعله، وغيرها من الوصايا العشر، في الدول الباردة، المخبز نظيف، والتي تبيع نظيفة، وتلبس قفازات، وتضع طربوشاً على الرأس، وأكماماً على الأنف، ويتقبلون الملاحظة، ولا يسبون، ولا يغضبون، وقد يودعونك بابتسامة، الحر يا جماعة هو مصدر الشر، هو الذي يجعل سائق التاكسي يسب امرأة تعبر الطريق، ويسمعها كلمات ليست كالكلمات، لولا الحر ما ارتشى بعض الموظفين، ولا عطلوا مصالح الناس، ولا كثر الطلاق، وحلت البركة في الأشياء، ولن تجد قاموس الشتائم في شوارعنا، الحر يجعل حتى كلابنا تنبحا أكثر!

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe