عادل سعد يوسف --------أُشَكِّلُ هَمْسَهَا مَسَافَاتٍ مِنَ الْوَازَا
------------------------------------
كِتَابَة
****
(1)
بَيْنَنَا لُغَةٌ سَتَنْمُو، لُغَةٌ تَجُبُّ مَا عَدَاهَا مِنْ إشَارَاتٍ وتَقْتَرحُ الْمُؤْوَلَ فِي تَهْيَامِنَا بِصَلْصَلَةِ
الْخَلاخِيلِ، بأيَّامٍ نُلامِسُهَا كَلُؤلُؤَةٍ
سَتَغْفُو عَلى جَبَلٍ عَوَّدَتْهُ اللَّيلَ بِالسُّكْرِ فَجَاشَ فَرَاشَةً فِي بَحْرِهَا
بَيْنَنَا لُغَةٌ سَتَنْمُو
ألْتَقِيهَا الآنَ عَلى أقْدَمِهَا، وأشُّمُهَا عَلى شَجَرٍ يَعُضُّ ثِمَارَهُ، ويَمْنَحُنِي مَشْطَةَ شَعْرِهَا بِشَوْكَةِ
قُنْفِذٍ بَرِّيٍّ، نَارِدِينَ مَجْلِسِهَا، عَمْقَ حَمَامَةٍ خَلَعَتْ عَلَى مَرْآىً مِنَ الْغَابَاتِ رَقْصَتَهَا وأهْدَتْهَا لَهَا.
(2)
كدَبُّوسٍ مِنَ الْبُرْكَانِ، تَصْطَكُّ الظِّباءُ الْحَالِمَاتُ بِنَقْشَةِ الرُّسْغِ، عَلى وَهَنٍ قطِّعْنَ ظَهِيرَةَ الأحْزَانِ
مِنْ وَلَهٍ، وَغَسَّلْنَهَا بِغَيْرَةِ الأنْهَارِ مِنْ صَبَبٍ عَليهَا
أعْرِفُهُنَّ زَبَرْجَدةً وَ أخْرَى
هُنَّ
الرَّابِضَاتُ بِمَدْحِهَا.
(3)
لأقْرَاطِهَا اتَّسَعَتْ خَلايَا النَّحْلِ.
(4)
هِيَ أنْ تَجِئَ كَتَنَفِّسِ الْوَشِمِ عَلى خَجَلِ النَّدَى
هِيَ أنْ تَجِئَ كَنَحْمَةٍ نَحَرَتْ بِخَطِّ الاسْتِوَاءِ بَرِيقَهَا
هِيَ أنْ تَجِئَ لِهَيْكَلِهَا الْمَداريِّ، تَمْشِي لِنَبْتَةِ الأنَنَاس تُحَدِّثُهَا، وَ تَمْلأُ مِنْ زَيْتٍ خَرِيفيٍّ مِئَتَي
زَهْرَةٍ فِي حُضْنِهَا
هِيَ أنْ تَجِئَ، لِكَي تَنْسَى قِلادَتَهَا عَلى صَمْتٍ يُقَدِّسُ وِرْدَهَا اللَّيْلِيَّ، وأنَّ النَّهْرَ مَيْلادُ فِطْرَتِهَا
سَيَجْرِي مِنْ عُذُبَتِهَا، يُعَمِّدُنِي بِهَا.
(5)
عَلى صَدْري أهُشُّ حَفِيفَهَا، أُشَكِّلُ هَمْسَهَا مَسَافَاتٍ مِنَ الْوَازَا، أخَبئُ شَهْوَةَ الإيقَاعِ فِي
دَمِهَا وَأدْخُلُهَا.
.
.
— مع الشاعر السوداني مصعب الرمادي و73 آخرين.
- Get link
- Other Apps
Comments
Post a Comment