ناشطة تكرس وقتها لإنقاذ سوريين تائهين في البحر |
نوال صحبة الصحفي الذي ألف كتابا عن قصتها
|
تاريخ النشر: الأربعاء 27 مايو 2015
أ ف ب
تتلقى الناشطة نوال الصوفي في جزيرة صقلية على هاتفها النقال اتصالات هاتفية من المهاجرين السوريين العالقين في البحر طلبا للنجدة والإغاثة.
تلقت نوال أول اتصال من شخص مذعور صباح أحد أيام صيف 2013. يومها، كان مئات السوريين تائهين في البحر الأبيض المتوسط على مركب مهدد بالغرق بعد أن بدأت تتسرب إليه المياه.
فوجئت الشابة الايطالية، البالغة من العمر 26 عاما، بالاتصال لكنها عمدت فورا إلى إبلاغ خفر السواحل الايطاليين الذين شرحوا لها كيف يمكنها مساعدة المهاجرين على معرفة إحداثيات موقعهم باستخدام نظام جي.بي.اس في هاتف متصل بالأقمار الصناعية، لتوجيه فرق الإغاثة للعثور عليهم.
وقالت الشابة "يمكن أن أتلقى اتصالا في أي وقت. المهاجرون في البحر يصرخون: نحن 500 في المركب، نفدت المياه، نحن في البحر منذ 10 أيام ...".
كان القدر المميز لهذه الشابة، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، موضوع كتاب بعنوان "نوال، ملاك اللاجئين" صدر الأسبوع الماضي في ايطاليا للصحفي دانيال بييلا.
اضطرت نوال الصوفي في إحدى ليالي مايو الحالي إلى بذل جهود استمرت خمس ساعات لتهدئة محدثها والحصول على إحداثيات موقع المركب عبر نظام جي.بي.اس. وهي المعلومة الوحيدة المهمة التي مكنت أخيرا من إنقاذ 345 مهاجرا ثلثهم من الأطفال.
وقالت "نظام إيواء اللاجئين ضعيف في ايطاليا، لكن لديها واحدة من أفضل أنظمة الإغاثة في أوروبا".
وفي مارس 2013، رافقت سيارة إسعاف تحمل أدوية إلى حلب، ووزعت رقم هاتفها على المشاركين في كل لقاء عقدته.
وبات هذا الرقم يتنقل بين اللاجئين السوريين الراغبين في الهجرة إلى أوروبا.
ورغم أنها وضعت رقم خفر السواحل الإيطالي في مكان بارز على صفحتها في "فيس بوك"، فإن هاتفها لا يتوقف عن الرنين.
وعلى هذه الصفحة باللغة العربية، تنشر باستمرار التسجيلات الصوتية لمحادثاتها، وتتلقى غالبا تعليقات تعبر عن الأسى، لأن من يتصلون بها لا يصلون دائما إلى ايطاليا.
وقالت "أشعر بفراغ، لدى حصول كل مأساة، فراغ لا معنى له. كيف لا يزال يمكن التفكير في 2015 أن الحل يكمن في ترحيل الناس على مثل هذه السفن".
وإلى جانب هذه الاتصالات التي لا تتوقف، تضاف اتصالات قلقة يجريها أقارب يريدون أن يعرفوا هل نجا أبناؤهم أو أمهاتهم أو أزواجهم.
حاولت نوال أحيانا أن تعطي هاتفها لأشخاص آخرين لكي ترتاح قليلا، لكنهم أعادوه لها بعد 24 ساعة، لأن القلق الذي يعبر عنه الأهالي يتخطى قدرتهم على التحمل.
Comments
Post a Comment