«حارة اليهود» يفجر قصة حب عبد الناصر لليهودية ريتا… وأقدم يهودي يساري في مصر يهاجم السادات لتخليه عن الفلسطينيين حسنين كروم
«حارة اليهود» يفجر قصة حب عبد الناصر لليهودية ريتا… وأقدم يهودي يساري في مصر يهاجم السادات لتخليه عن الفلسطينيين
حسنين كروم
القاهرة ـ «القدس العربي»: رغم أن الصحف الصادرة يومي السبت والأحد تصدرتها أنباء وصور العمليات الإرهابية في الكويت ضد أشقائنا الشيعة هناك، وفي مدينة سوسة في تونس، وفي مدينة ليون في فرنسا، فإن الاهتمام الأكبر للغالبية اتجه للعاصفة الترابية التي هبت يوم السبت من بداية اليوم إلى ما قبل مدفع الإفطار، واكتملت بزلزال قوته خمس درجات على مقياس ريختر، ونفت هيئة الأرصاد وجود أي صلة بين العاصفة والزلزال.
وفي المساء نسي الناس العمليات الإرهابية والعاصفة والزلزال، وركزت الغالبية اهتماماتها على المسلسلات والبرامج وأسعار اللحوم والدواجن والأغذية.
كما تواصل الاهتمام بامتحانات الثانوية وإعلان النتائج في الثاني عشر من الشهر المقبل، وبعدها سيتركز الاهتمام على مكاتب التنسيق والالتحاق بالكليات الجامعية. كذلك متابعة الأخبار عن خطط الدولة في توفير عقار سوفالدي لمرضي الكبد، ومباريات كرة القدم، وموافقة الرئيس على أن تكون العلاوة لأصحاب المعاشات عشرة في المئة، بدون حد أدنى وأقصى، والعمل على استكمال مد المرافق إلى المنطقة الصناعية في التجمع الخامس، التي تحتوي على ألف مصنع متوسط وصغير، والاستعدادات للاحتفال بيوم الثلاثين من يونيو/حزيران، وتوعد الإخوان برد قاس إذا حاولوا فعل أي شيء، ونزول وزير الداخلية فجأة قبل مدفع الإفطار لتفقد الحالة المرورية والأكمنة، وزيارة قسم شرطة الوايلي للاطمئنان على حسن معاملة الجمهور. وتبعه رئيس الوزراء بالنزول فجأة بدون حراسة الساعة الثانية عشرة ليلا لتفقد المستشفيات في إمبابة والوراق، وكذلك تسليم خمسين ألف وحدة سكنية في سبع عشرة محافظة في الشهر المقبل، من مجموع الوحدات التي تبنيها الإمارات العربية، والاحتفال بذكرى الانتصار في العاشر من رمضان، وتصفية أحد عشر إرهابيا في شمال سيناء واستمرار الاستعدادات للانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة والموافقة على صرف مبلغ إضافي لصالح معهد القلب القومي. وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا….
وفي المساء نسي الناس العمليات الإرهابية والعاصفة والزلزال، وركزت الغالبية اهتماماتها على المسلسلات والبرامج وأسعار اللحوم والدواجن والأغذية.
كما تواصل الاهتمام بامتحانات الثانوية وإعلان النتائج في الثاني عشر من الشهر المقبل، وبعدها سيتركز الاهتمام على مكاتب التنسيق والالتحاق بالكليات الجامعية. كذلك متابعة الأخبار عن خطط الدولة في توفير عقار سوفالدي لمرضي الكبد، ومباريات كرة القدم، وموافقة الرئيس على أن تكون العلاوة لأصحاب المعاشات عشرة في المئة، بدون حد أدنى وأقصى، والعمل على استكمال مد المرافق إلى المنطقة الصناعية في التجمع الخامس، التي تحتوي على ألف مصنع متوسط وصغير، والاستعدادات للاحتفال بيوم الثلاثين من يونيو/حزيران، وتوعد الإخوان برد قاس إذا حاولوا فعل أي شيء، ونزول وزير الداخلية فجأة قبل مدفع الإفطار لتفقد الحالة المرورية والأكمنة، وزيارة قسم شرطة الوايلي للاطمئنان على حسن معاملة الجمهور. وتبعه رئيس الوزراء بالنزول فجأة بدون حراسة الساعة الثانية عشرة ليلا لتفقد المستشفيات في إمبابة والوراق، وكذلك تسليم خمسين ألف وحدة سكنية في سبع عشرة محافظة في الشهر المقبل، من مجموع الوحدات التي تبنيها الإمارات العربية، والاحتفال بذكرى الانتصار في العاشر من رمضان، وتصفية أحد عشر إرهابيا في شمال سيناء واستمرار الاستعدادات للانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة والموافقة على صرف مبلغ إضافي لصالح معهد القلب القومي. وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا….
عبد الناصر و«حارة اليهود»
ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على المسلسل التلفزيوني «حارة اليهود» لأنها امتدت إلى قضايا سياسية وتاريخية وكذلك علاقة خالد الذكر بالمسلسل، فالبعض أشار إلى أن الضابط الذي أدي دوره إياد نصار، يشير إلى عبد الناصر وليلى اليهودية التي أدت دورها منة شلبي هي الفتاة اليهودية ريتا التي قيل إنه أحبها. والمفاجأة أن الدكتورالكاتب خالد منتصر أيد عصام العريان في ادعائه بأن عبد الناصر طرد اليهود من مصر، وذلك في عموده اليومي في جريدة «المصري اليوم» (خارج النص) يوم الاثنين الموافق 22 يونيو/حزيران الماضي، بقوله وهو يعلق على المسلسل التلفزيوني «حارة اليهود» أن ابنه سأله:
هل هناك يهود في مصر؟
وقال: ابني معذور وجيله معذور، كما كنا، نحن أيضا، جيلا معذورا. جيل حفظ أن اليهودي والصهيوني شيء واحد، وأنهما لا يأتيان إلا بالخراب.. جيل زرعوا في ذهنه أن الفتنة الكبرى في التاريخ الإسلامي من صنع يهودي متخف منافق لعب بعقول الصحابة، وجعلهم يتقاتلون في ما بينهم، بدسائسه ومؤامراته.. جيل تفتحت عيناه على قصة أن جمال عبد الناصر طرد اليهود المرابين الخونة من مصر، لأنهم طابور خامس فرحوا وابتهجوا بمؤامرات الغرب التي انتهت بالعدوان الثلاثي الذي شارك فيه يهود.
وأورد خالد أسماء يهود مصريين لابنه قال عنهم: نعم كان هناك يهود مصريون حتى النخاع، وكان منهم من يعشق مصر أكثر وأصدق من بعض المسلمين الذين يعيشون بيننا الآن، ولا يعترفون بالوطن ويقولون له «طظ»، ثم ذكر عدة أسماء يهود مصريين وطنيين مثل المحامي اليساري يوسف درويش والفنانة ليلى مراد وشقيقها، منير أصلان قطاوي، الذي كان وزيرا للمالية ومن رجال الأعمال، والملحن الموسيقي داود حسني والفنانة نجوى سالم وسلامة الياس».
هل هناك يهود في مصر؟
وقال: ابني معذور وجيله معذور، كما كنا، نحن أيضا، جيلا معذورا. جيل حفظ أن اليهودي والصهيوني شيء واحد، وأنهما لا يأتيان إلا بالخراب.. جيل زرعوا في ذهنه أن الفتنة الكبرى في التاريخ الإسلامي من صنع يهودي متخف منافق لعب بعقول الصحابة، وجعلهم يتقاتلون في ما بينهم، بدسائسه ومؤامراته.. جيل تفتحت عيناه على قصة أن جمال عبد الناصر طرد اليهود المرابين الخونة من مصر، لأنهم طابور خامس فرحوا وابتهجوا بمؤامرات الغرب التي انتهت بالعدوان الثلاثي الذي شارك فيه يهود.
وأورد خالد أسماء يهود مصريين لابنه قال عنهم: نعم كان هناك يهود مصريون حتى النخاع، وكان منهم من يعشق مصر أكثر وأصدق من بعض المسلمين الذين يعيشون بيننا الآن، ولا يعترفون بالوطن ويقولون له «طظ»، ثم ذكر عدة أسماء يهود مصريين وطنيين مثل المحامي اليساري يوسف درويش والفنانة ليلى مراد وشقيقها، منير أصلان قطاوي، الذي كان وزيرا للمالية ومن رجال الأعمال، والملحن الموسيقي داود حسني والفنانة نجوى سالم وسلامة الياس».
ألبير أريه: يهود مصر بلغوا
عبد الناصر خطة العدوان الثلاثي
عبد الناصر خطة العدوان الثلاثي
ويشاء السميع العليم ألا تمر إلا ثلاثة أيام فقط، أي الخميس 25 يونيو/حزيران، إلا وتنشر صحيفة «اليوم السابع» حديثا أجراه زميلانا محمد ثروت ونورهان فتحي مع أحد اليهود المصريين الباقين، وهو ألبير أريه، وهو ماركسي، رد فيه من دون أن يقصد على خالـــد وغـــيره من الذين رددوا أكذوبة أن عبد الناصر طرد اليهود من مصر قال بالنص: «عندما جاء هرتزل مؤسس الصهيونية لمصر محاولا جذب اليهود المصريين والمقيمين في مصر للفكر الصهيوني، ذهب لقطاوي باشا، الرجل الوطني ووزير المالية في وزارة أحمد زيور باشا، وأحد المساهمين في بناء الاقتصاد المصري، فرفض مقابلته، وأرسل له السفرجي النوبي في قصره، وقال لهرتزل «الباشا مشغول ومش حيقدر يقابلك»، ودي طبعاً إهانة مفيش كده، وواحد آخر من مؤسسي الحركة الصهيونية يدعى حاييم وايزمان، جاء لمصر وحاول جذب اليهود للصهيونية، فخرج من مصر فارغ اليدين، وقال «لم أجد يهود مصر يختلفون عن المصريين في شيء، ولا يهتمون لمصيرهم ويعيشون حياتهم بالطول والعرض في مصر»، وبن غوريون، نفسه كتب عن يهود مصر، أن الحركة الصهيونية قدمت لهم عروضا كثيرة، ولكنهم في نهاية الأمر عندما اختاروا الهجرة هاجروا للدول الأوروبية. وحتى من سافر منهم لإسرائيل بقي في داخلهم الحب والحنين لمصر، كما أنهم سافروا لإسرائيل لأنه لم تكن لديهم إمكانيات مادية، ولا يعرفون لغات أجنبية فاضطروا للسفر لتل أبيب.
اليهود الذين عاشوا في بلاد بره وعلموا أولادهم وأصبح عندهم أملاك؟ أنا لا أتصور أنهم سيعودون إلى مصر إلا في زيارة سريعة، وكل اليهود الذين رحلوا وقتها وهم شباب هم الآن فوق الثمانين عاماً، حتى أولادهم وأحفادهم لا يأتون لمصر إلا لرؤية الأماكن التي تربى فيها أجدادهم «الناس دي مش هترجع ولو رجعوا هيرجعوا يعملوا إيه؟». أما حكاية أنهم سيستردون حقوقهم في حارة اليهود، فهذه حملة إسرائيلية، وهم ليسوا جادين فيها، وغرضها ألا تطالب مصر بأي شيء من إسرائيل في المقابل، بس اللي عنده مستندات وعنده أملاك في ناس بتاخد حقها، وأشهرهم القضية بتاعة فندق سيسل في الإسكندرية والحكومة حلت الموضوع وقتها.
يكفى أن أقول، إن هنري كوريل، الناشط السياسي ومؤسس الحزب الشيوعي، أرسل خطة العدوان الثلاثي بالكامل لثروت عكاشة، وسلم كل التفاصيل له ولعبد الناصر، ويهود مصر بلغوه بخطة الحرب، وهو مصدقش وافتكر أن دي لعبة، حتى عبد الناصر عرض على كوريل بعدها أنه يرجعله الجنسية المصرية ولكن ما الفائدة.
عبد الناصر مر بـ3 مراحل مع الشيوعيين «تحالف، صدام، تحالف»، والتحالف انتهى بموت عبد الناصر، وهو الآن جزء من التاريخ، يعني لازم يتقيم زي كل الناس العظماء، بداية من سعد زغلول لغاندي والسادات. له إيجابيات وله سلبيات وأثرى تاريخ مصر وعمل أخطاء برضه، بس اللي عمله لمصر لم يكن قليلا. لا أحب السادات لأنه عمل صلح مع إسرائيل ووقع معاهدة كامب ديفيد 1979، وشاف مصلحة إسرائيل أكثر من مصلحة مصر في المعاهدة التي كسرت الوحدة العربية، مع أنني لست ضد الصلح مع إسرائيل، فعاجلا أو آجلا كنا سنتصالح، ولكن ليس من المعقول أبدا أن نضحي بالفلسطينيين، فالدولة الفلسطينية موجودة غصباً عن أي شخص، والعصابة اللي بتحكم دلوقتي إسرائيل لن تستطيع هضم حقوق الفلسطينيين، إلا لو سمحنا لهم.
المناضل من أصل يهودي يوسف درويش الذي كرمته الجامعة العربية لوقوفه مع القضية الفلسطينية؟ – كنت قريبا من المحامي يوسف درويش في الفترة الأخيرة، وكنا في تنظيمات مختلفة، وزواجه من واحدة يهودية في تنظيم شيوعي مختلف عمل خلافا كبيرا في الحزب الشيوعي، أما ابنته نوله درويش الناشطة النسائية المعروفة، فتزوجت من شخصية مسلمة، وأنجبت الممثلة المعروفة بسمة.
اليهود الذين عاشوا في بلاد بره وعلموا أولادهم وأصبح عندهم أملاك؟ أنا لا أتصور أنهم سيعودون إلى مصر إلا في زيارة سريعة، وكل اليهود الذين رحلوا وقتها وهم شباب هم الآن فوق الثمانين عاماً، حتى أولادهم وأحفادهم لا يأتون لمصر إلا لرؤية الأماكن التي تربى فيها أجدادهم «الناس دي مش هترجع ولو رجعوا هيرجعوا يعملوا إيه؟». أما حكاية أنهم سيستردون حقوقهم في حارة اليهود، فهذه حملة إسرائيلية، وهم ليسوا جادين فيها، وغرضها ألا تطالب مصر بأي شيء من إسرائيل في المقابل، بس اللي عنده مستندات وعنده أملاك في ناس بتاخد حقها، وأشهرهم القضية بتاعة فندق سيسل في الإسكندرية والحكومة حلت الموضوع وقتها.
يكفى أن أقول، إن هنري كوريل، الناشط السياسي ومؤسس الحزب الشيوعي، أرسل خطة العدوان الثلاثي بالكامل لثروت عكاشة، وسلم كل التفاصيل له ولعبد الناصر، ويهود مصر بلغوه بخطة الحرب، وهو مصدقش وافتكر أن دي لعبة، حتى عبد الناصر عرض على كوريل بعدها أنه يرجعله الجنسية المصرية ولكن ما الفائدة.
عبد الناصر مر بـ3 مراحل مع الشيوعيين «تحالف، صدام، تحالف»، والتحالف انتهى بموت عبد الناصر، وهو الآن جزء من التاريخ، يعني لازم يتقيم زي كل الناس العظماء، بداية من سعد زغلول لغاندي والسادات. له إيجابيات وله سلبيات وأثرى تاريخ مصر وعمل أخطاء برضه، بس اللي عمله لمصر لم يكن قليلا. لا أحب السادات لأنه عمل صلح مع إسرائيل ووقع معاهدة كامب ديفيد 1979، وشاف مصلحة إسرائيل أكثر من مصلحة مصر في المعاهدة التي كسرت الوحدة العربية، مع أنني لست ضد الصلح مع إسرائيل، فعاجلا أو آجلا كنا سنتصالح، ولكن ليس من المعقول أبدا أن نضحي بالفلسطينيين، فالدولة الفلسطينية موجودة غصباً عن أي شخص، والعصابة اللي بتحكم دلوقتي إسرائيل لن تستطيع هضم حقوق الفلسطينيين، إلا لو سمحنا لهم.
المناضل من أصل يهودي يوسف درويش الذي كرمته الجامعة العربية لوقوفه مع القضية الفلسطينية؟ – كنت قريبا من المحامي يوسف درويش في الفترة الأخيرة، وكنا في تنظيمات مختلفة، وزواجه من واحدة يهودية في تنظيم شيوعي مختلف عمل خلافا كبيرا في الحزب الشيوعي، أما ابنته نوله درويش الناشطة النسائية المعروفة، فتزوجت من شخصية مسلمة، وأنجبت الممثلة المعروفة بسمة.
النبرات المتصاعدة ضد الشيعة
ضارة جدا بالدور المصري
ضارة جدا بالدور المصري
ومن الخلافات حول «حارة اليهود» إلى بروز خلافات أخرى حول الشيعة واتهامات لجهات مسؤولة في الدولة بشن الحملات ضدهم، وقد بدأها يوم الثلاثاء الماضي زميلنا وصديقنا في «الأخبار» الأديب جمال الغيطاني بقوله في عموده اليومي «عبور»: «ألاحظ نبرة حادة في الحديث عن الشيعة، خاصة من بعض المتخصصين، هذه النبرة غريبة على وسطية الإسلام المصري، لنفترض أن المصريين جميعا اعتنقوا المذهب وتشيعوا هل نعتبرهم خرجوا بذلك عن الدين الحنيف؟ المؤكد أن المسلمين كافة مسلمون أيا كانت مذاهبهم.. المسلم من ينطق بالشهادتين فلماذا الخوف، خاصة أن مصر منذ خمسة عشر قرنا لم تعرف التمذهب الحدي المنتشر في بعض الأقطار الإسلامية، حيث يعرف الناس من أسمائهم، فالشيعة لا يطلقون أسماء الصحابة عمر وعثمان وأبو بكر على أبنائهم ولا عائشة على بناتهم، والسنة لا يسمون عبد الرضا وكاظم إلى آخر أسماء أئمة الشيعة، لم تعرف مصر ظاهرة الغيتو، أي المنطقة التي يقتصر سكانها على دين معين أو مذهب معين أو طائفة عرقية بعينها، دائما أضرب المثل بالمعابد اليهودية السبعة عشر المنتشرة على خريطة القاهرة، من العباسية شمالا حتى المعادي جنوبا. في جميع مدن العالم يوجد حي معين يسكنه اليهود وتتركز فيه أعمالهم، عدا مصر. إذن لماذا نحاول إلغاء أحدى السمات الرئيسية لتكوين مصر الروحي، لذلك تبدو هذه الآراء والنبرات المتصاعدة ضد الشيعة ضارة جدا بالدور المصري والوجود المصري ذاته، مصر حتى في لحظات ضعفها لا يمكن أن تكون منحازة لطرف أو تابعة».
توحشت الطائفية
مع بداية الثورة الإيرانية
مع بداية الثورة الإيرانية
وفي يوم الثلاثاء نفسه قال زميلنا في «الأهرام» هاني عمارة: «أشعر بأننا كعرب نعيش في غيبوبة، لا نفيق منها ولا نتعلم أو نتعظ من دروس وتجارب التاريخ القريب. عندما أتابع الفرقاء من الأهل في اليمن وسوريا وليبيا، يبحثون عن الحل لصراعاتهم خارج الحدود، وحول طاولة المبعوث الدولي، وحتى لا نظلم الربيع العربي ونحمله أوزار هذه الاضطرابات، علينا أن نعود إلى الجذور التي توحشت فيها الطائفية في المنطقة، والتي ظهرت مع الثورة الإيرانية ذات الصبغة الدينية، والتي باركتها الدول الأوروبية في نهاية سبعينيات القرن الماضي، وأصبحت مصدر الإلهام للشيعة في الدول المجاورة للوصول إلى السلطة عن طريق الثورات. وكانت البداية مع حزب الدعوة في العراق وصراعاته مع صدام حسين، وظهور «حزب الله» في لبنان، ثم الحركات الشيعية في البحرين واليمن، إلى أن وصلنا إلى هذا المشهد المأساوي الذي لا حل له في تقديري إلا بناء جبهة داخلية قوية تشمل الفرقاء على أرضية من العدالة والمساواة، وعدم الإقصاء وتغليب المصالح العليا فوق الطائفية، ومشاركة الجميع في صنع القرار وتحديد مصير البلاد حتى لا يزيد عدد الأعضاء في جامعة الدول العربية».
أحمد الديباوي: كلام شيخ الأزهر
يصب في وعاء المذهبية والطائفية
يصب في وعاء المذهبية والطائفية
وفي يوم الثلاثاء ذاته، إذا انتقلنا إلى جريدة «المقال» اليومية المستقلة سنجد زميلنا أحمد رمضان الديباوي يتهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب النجار بمهاجمة الشيعة بقوله عنه: «قارن عزيزي القارئ بين ما قاله حضرة مولانا الإمام «يحفظه الله» عن الشيعة خلال برنامجه الذي يقدمه قبل أذان المغرب على الفضائية المصرية في رمضان، والوثيقة التي نشرها ويكيليكس عن حضرة مولانا الإمام، ضمن وثائق أخرى تخص المملكة العربية السعودية وسياساتها في المحيطين العربي والإقليمي، قارن بين ذينك الأمرين فستجد ارتباطا وثيقا يصب في وعاء المذهبية والطائفية، بما لا يبشر بالخير قط. ففي برنامجه قال حضرة مولانا الامام: كلام سياسي فج لا أثر فيه لنص ديني ولا أثر فيه لمنهج متماسك رصين، فهو كلام تغلبت عليه السياسة والعاطفة فامتزجتا فيه امتزاجا شائها غير متناسق، كما أنه كلام لا أثر فيه لمنطق، ثم أن حضرة مولانا يضع الشيعة كلهم في كفة واحدة هي الكفة الناقصة دائما، ففي الوقت الذي يدعي فيه أن كل الشيعة يسبون الصحابة يسوق وصفا لامرأة لم يسمها شيعية «معتدلة» ومثقفة تعضد كلامه وتؤيده وهي زعلانة جدا من سب قومها للصحابة دبر كل صلاة، وكأنها هي المعتدلة الوحيدة في الشيعة، وطالما كان المعتدلون موجودين بين الشيعة فلنبن «إذن « يا مولانا على بنائهم، ولندرك أن الشيعة كلهم ليسوا في كفة واحدة، فكما أن من بين أهل السنة من يستحل دماء الآخرين وأعراضهم وأمنهم باسم الخلافة المزعومة، وباسم محاربة الكفر والجاهلية، ويتنطع في دينه أيما تنطع، فكذلك يوجد بين الشيعة من يسب ويكره ويتنطع. لم تضف وثيقة ويكيليكس المسربة عن شيخ الأزهر جديدا مهما حاول وكيل الأزهر الدفاع عن شيخه، فالتقارب بين الأزهر والمملكة والتنسيق بينهما لا يحتاج دليلا ولا يلزمه برهان، ما دامت أموال السعودية تستخدم في تحديد وترميم الجامع الأزهر والمشيخة، رغم أن المشيخة تعتنق فكر الأشاعرة وتروج له، بينما يعتنق السعوديون الفكر الوهابي ويروجون له ثم يطلقون عليه مصطلح « أهل السنة والجماعة».
أحمد راسم النفيس:
لا يوجد عقل شيعي وآخر سني
لا يوجد عقل شيعي وآخر سني
ويوم السبت نشرت «الوطن» حديثا للكاتب الشيعي، أستاذ المسالك البولية والإخواني السابق الدكتور أحمد راسم النفيس، أجرته معه زميلتنا الجميلة إسراء طلعت قال فيه:
«لا يجوز أن نفرق بين الشيعة والسنة، فكل منا له عقل يفكر به ولا يوجد عقل شيعي وآخر سني. الفرق يكون بين عقل يتصرف بطريقة صحيحة، وآخر يتصرف بطريقة خاطئة، والقرآن هو المرجعية عند المسلمين بشقيهم، فأهل السنة يقولون إن المرجعية هي كتاب الله وسنة رسوله، والشيعة يقولون كتاب الله وعترة آل البيت، لذلك لابد من العودة إلى الأصل وهو كتاب الله. ولا نقول شيعة أو سنة، لأن الله خلق الناس تعمل بكل العقليات فلابد من ترك كل العقول تتصرف بالطريقة الصحيحة التي تراها، كما أن الشيعة والسنة لا ينكرون المصادر السنية، ولا بد من أن تتحاكم الآراء حتى نصل إلى نقطة التلاقي، من خلال الحوار. لكننا نرفض في الوقت نفسه ما يتهموننا به، بأننا كفرة وزنادقة وخلافه، والحكومات الفاسدة والفكر الوهابي هما أكبر تهديد لثوابت الدين الإسلامي. وعلى الأزهر وغيره أن يتوقفوا عن ملاحقة المفكرين فلو كان الأمر متعلقا بالأزهر فقط لباتت المشكلة هينة، لكننا أصبحنا الآن أمام سلفيين يتحكمون في الأمور ويكفرون من هو مخالف لآرائهم».
«لا يجوز أن نفرق بين الشيعة والسنة، فكل منا له عقل يفكر به ولا يوجد عقل شيعي وآخر سني. الفرق يكون بين عقل يتصرف بطريقة صحيحة، وآخر يتصرف بطريقة خاطئة، والقرآن هو المرجعية عند المسلمين بشقيهم، فأهل السنة يقولون إن المرجعية هي كتاب الله وسنة رسوله، والشيعة يقولون كتاب الله وعترة آل البيت، لذلك لابد من العودة إلى الأصل وهو كتاب الله. ولا نقول شيعة أو سنة، لأن الله خلق الناس تعمل بكل العقليات فلابد من ترك كل العقول تتصرف بالطريقة الصحيحة التي تراها، كما أن الشيعة والسنة لا ينكرون المصادر السنية، ولا بد من أن تتحاكم الآراء حتى نصل إلى نقطة التلاقي، من خلال الحوار. لكننا نرفض في الوقت نفسه ما يتهموننا به، بأننا كفرة وزنادقة وخلافه، والحكومات الفاسدة والفكر الوهابي هما أكبر تهديد لثوابت الدين الإسلامي. وعلى الأزهر وغيره أن يتوقفوا عن ملاحقة المفكرين فلو كان الأمر متعلقا بالأزهر فقط لباتت المشكلة هينة، لكننا أصبحنا الآن أمام سلفيين يتحكمون في الأمور ويكفرون من هو مخالف لآرائهم».
حديث تصفيد الشياطين
في شهر رمضان
في شهر رمضان
وإلى معارك إخواننا الإسلاميين وأولها من مجلة «آخر ساعة» التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة أخبار اليوم، والحديث الذي أجراه زميلنا وصديقنا وأحد مديري تحريرها حسن علام مع الدكتور سعد الدين هلالي، رئيس قسم الفقه المقارن في جامعة الأزهر وقوله عن «والعياذ بالله» الشياطين وحبسهم في الشهر الكريم: «هناك أحاديث عن تصفيد الشياطين في رمضان، وردت بسند ضعيف، لكن مع ذلك يقول أهل العلم إن الأحاديث حتى لو كان سندها ضعيفا، إذا كانت في فضائل الأعمال فما المانع من العمل بها، والاعتقاد فيها، خاصة أن هذه الأحاديث تشجع على حب شهر رمضان والتفاؤل بقدومه، لكن مع ذلك أيضا هذا لا يمنع أن نرى بأعيننا ناسا لا يعرفون حرمة شهر رمضان ويأتون بالمنكر كأي شهر غير رمضان، أرجو أن نحسن الظن في أنفسنا والذي يجاهر بالفطر إما أن يكون غير مسلم، وهذا حقه، أو كما قلت مريضا وهذا حقه أو يكون مسافرا وحقه، أو يكون عاصيا وهذا يحتاج إلى الرفق لا الغلظة، لأنك لو أغلظت عليه سيجاهر بالمعصية ويكره الرب، لكن لو رفقت به فهو سيشعر بخجل أمام الله عزوجل. أنا لا أوافق ولا أخالف في فتح المطاعم والمقاهي في نهار رمضان، وإنما القضية أمر مجتمعي، بمعني أنه خيار المجتمع وأنا مجرد مواطن من تسعين مليونا، فهل يصح أنا وأمثالي مهما كان عددهم أن يتحكموا في جموع الشعب المصري؟ مسألة فتح المطاعم أو غلقها خاص بالشعب فلا يوجد نص في كتاب الله ولا سنة رسوله «صلى الله عليه وسلم « تمنع غلق المطاعم أو المقاهي في نهار رمضان، بل ستجد قواعد أخرى عامة كالنهي عن الإضرار فلا ضرر ولا ضرار، فأنت ستفسر الضرر هل فتح المطعم يضرك؟ صائم يشكو أنا جائع وعطشان وأرى آخرين يأكلون ويشربون، ثم آخر يعترض على رأيه إنها وجهات نظر وليست دينا».
وزير الأوقاف الجزائري يدعو
لتقليص شهر رمضان إلى 13 يوما!
لتقليص شهر رمضان إلى 13 يوما!
وفي يوم الثلاثاء ذاته فجّر زميلنا في «عقيدتي» التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة دار التحرير التي تصدر «الجمهورية» و«المساء»، إسلام أبو العطا معركة أخرى نسبها إلى وزير الأوقاف الجزائري بقوله عنه: «فجّر وزير الأوقاف الجزائري سعيد السعدي عاصفة من الجدل، بعد أن دعا المسلمين لـ«صيام الذكي»، وتقليص أيام شهر رمضان خلال الصيف إلى 13 يوما فقط، عوض الصيام شهرا كاملا يمكن للمسلمين الاعتماد على الوحدة الرمضانية التي توازي 8 ساعات، أنه بهذه الطريقة يمكن للصائم أن يؤدي ما افترض عليه، من دون أن يخل بنظام حياته اليومية. علماء الدين والدعاة الجزائريون ثاروا ضد مقترح السعدي وقالوا: إن فكرة الزعيم الحزبي بتقليص شهر رمضان إلى ثلاثة عشر يوما في فصل الصيف، لا رأس لها ولا رجل. وفي مصر رفض عدد من علماء الدين هذا الطرح ووصفوه بالغريب وغير الصحيح تماما وقالوا: إن الصيام من طلوع الفجر حتى المغرب ولا علاقة هنا بطول ساعات النهار أو قصرها وأكدوا أنه لا يجوز لغير المتخصصين إقحام أنفسهم في مثل هذه القضايا الفقهية».
تمهلوا.. ودققوا ولا تعلنوا
عن أي مشروع إلا بعد أن تقتلوه بحثا
عن أي مشروع إلا بعد أن تقتلوه بحثا
ومن «عقيدتي» إلى «الشروق» عدد أمس الأحد ومقال رئيس تحريرها عماد الدين حسين الذي يطالب فيه بقتل الموضوعات «ليس نحرا» بل بحثا: «ليس عيبا أن تخطئ الحكومة، لكن الكارثة أن تكرر الخطأ نفسه في كل مرة، بل وتصر على أنه إنجاز.
قبل أكثر من عامين وقعنا معظمنا في مصيدة الدكتور عبدالعاطي الشهير بكفتة. وقتها كانت النوايا سليمة، وغالبية المسؤولين صدقوا الرجل، بل أن أطباء كبارا متخصصين في الكبد وقعوا في الفخ نفسه. والمؤكد أكثر أن كبار المسؤولين وقتها تلقوا معلومات محددة من متخصصين بأن هذا اختراع حقيقي. حصل ما حصل وتم التأكد من الخديعة ومعاقبة البعض سرا. الإنسان يستفيد من الخطأ، أو هكذا ينبغي، لكن بعض القضايا الأخيرة تفيد بأننا لم نفعل ذلك على الوجه الأكمل.
جاء موضوع شركة أرابتك الإماراتية، وتفاءل البعض بأن الشركة سوف تبني فعلا مليون وحدة سكنية، وظن البعض وقتها أن هذا المشروع سوف ينهي أزمة الإسكان في مصر بصورة جذرية. ظل الموضوع يتأرجح، حتى اكتشفنا أن الشركة تريد اقتراض الأموال من البنوك المصرية! طيب إذا كان ذلك يصح، فلماذا اللجوء إلى شركة من خارج مصر من الأساس؟ تعثر الموضوع تماما لأننا لم ندقق في كل التفاصيل بصورة واضحة وشاملة.
بعد ذلك جاء موضوع العاصمة الجديدة أو الإدارية لمصر واحتلت هذه القضية الواجهة خلال المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري في شرم الشيخ في مارس/آذار الماضي.
الموضوع كان مفاجأة شبه كاملة للجميع، وتم التوقيع المبدئي في حضور رئيس الجمهورية. عندما تحدث البعض عن ضرورة التمهل خرج كل المسؤولين يؤكدون أن كل شيء تمام وتحت السيطرة. ثم فوجئنا قبل أيام بأن هناك خلافا جوهريا حول نسب التملك في المشروع، وهل حصة الأرض للجانب المصري والمقيمة بـ24٪ من المشروع ستكون في امتلاك الأصول بالقيمة نفسها، أم لا، ومن الذي يفترض أن يتحمل تكلفة المرافق، وصار الموضوع بأكمله في مهب الريح.
النتيجة المنطقية التي يمكن الخروج بها من كل المشروعات الكبرى التي أشرنا اليها ــ ربما باستثناء مشروع قناة السويس الجديدة ــ تشير إلى صفة التعجل الشديد وعدم التروي والتمهل للدراسة الكاملة للموضوع، مما يلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الوطني وصورة مصر وحكومتها، والأخطر أنه يشكك المواطنين في الحديث عن أي مشروعات كبرى مقبلة.. علينا بالدراسة الجادة وعدم الإعلان عن أي مشروع قبل دراسته جيدا ثم مناقشته بعد ذلك مجتمعيا، وليس مجرد مناقشته في بعض الصحف وبرامج الفضائيات لمدة يومين وينتهي الأمر. تمهلوا، ودققوا وراجعوا، ولا تعلنوا عن أي مشروع إلا بعد أن تقتلوه بحثا».
قبل أكثر من عامين وقعنا معظمنا في مصيدة الدكتور عبدالعاطي الشهير بكفتة. وقتها كانت النوايا سليمة، وغالبية المسؤولين صدقوا الرجل، بل أن أطباء كبارا متخصصين في الكبد وقعوا في الفخ نفسه. والمؤكد أكثر أن كبار المسؤولين وقتها تلقوا معلومات محددة من متخصصين بأن هذا اختراع حقيقي. حصل ما حصل وتم التأكد من الخديعة ومعاقبة البعض سرا. الإنسان يستفيد من الخطأ، أو هكذا ينبغي، لكن بعض القضايا الأخيرة تفيد بأننا لم نفعل ذلك على الوجه الأكمل.
جاء موضوع شركة أرابتك الإماراتية، وتفاءل البعض بأن الشركة سوف تبني فعلا مليون وحدة سكنية، وظن البعض وقتها أن هذا المشروع سوف ينهي أزمة الإسكان في مصر بصورة جذرية. ظل الموضوع يتأرجح، حتى اكتشفنا أن الشركة تريد اقتراض الأموال من البنوك المصرية! طيب إذا كان ذلك يصح، فلماذا اللجوء إلى شركة من خارج مصر من الأساس؟ تعثر الموضوع تماما لأننا لم ندقق في كل التفاصيل بصورة واضحة وشاملة.
بعد ذلك جاء موضوع العاصمة الجديدة أو الإدارية لمصر واحتلت هذه القضية الواجهة خلال المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري في شرم الشيخ في مارس/آذار الماضي.
الموضوع كان مفاجأة شبه كاملة للجميع، وتم التوقيع المبدئي في حضور رئيس الجمهورية. عندما تحدث البعض عن ضرورة التمهل خرج كل المسؤولين يؤكدون أن كل شيء تمام وتحت السيطرة. ثم فوجئنا قبل أيام بأن هناك خلافا جوهريا حول نسب التملك في المشروع، وهل حصة الأرض للجانب المصري والمقيمة بـ24٪ من المشروع ستكون في امتلاك الأصول بالقيمة نفسها، أم لا، ومن الذي يفترض أن يتحمل تكلفة المرافق، وصار الموضوع بأكمله في مهب الريح.
النتيجة المنطقية التي يمكن الخروج بها من كل المشروعات الكبرى التي أشرنا اليها ــ ربما باستثناء مشروع قناة السويس الجديدة ــ تشير إلى صفة التعجل الشديد وعدم التروي والتمهل للدراسة الكاملة للموضوع، مما يلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الوطني وصورة مصر وحكومتها، والأخطر أنه يشكك المواطنين في الحديث عن أي مشروعات كبرى مقبلة.. علينا بالدراسة الجادة وعدم الإعلان عن أي مشروع قبل دراسته جيدا ثم مناقشته بعد ذلك مجتمعيا، وليس مجرد مناقشته في بعض الصحف وبرامج الفضائيات لمدة يومين وينتهي الأمر. تمهلوا، ودققوا وراجعوا، ولا تعلنوا عن أي مشروع إلا بعد أن تقتلوه بحثا».
لم يكن الوطن حضنا
للعشرات من الضحايا
للعشرات من الضحايا
ونبقى في العدد نفسه من «الشروق» لنقرأ مقال حسام السكري الذي عنونه بـ«وطن يعني حزنا»، ومما جاء فيه: «اختفت د. نائلة عمارة من شاشات التلفزيون في ظروف لا تقل غموضا عن ظروف ظهورها، رغم الخدمات التي قدمها برنامجها «حزب الكنبة» لصناعة الأثاث. اختفت المذيعة دونما أثر، باستثناء ومضة عابرة في حوار شاركت في إجرائه مع المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي منذ أكثر من عام. ومضة لمعت في سؤال «عفوي» وإجابة «تلقائية» يتذكرها كل من تابعوا الحوار:
يعني إيه كلمة وطن؟
«وطن يعني حضن!»
كانت هذه الإجابة ربما، ترجمة لبيان 30 يونيو/حزيران، الذي أعلن فيه الجيش أن «هذا الشعب عانى ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه» وهو ما يلقي «بعبء نفسي على القوات المسلحة».
بعدها، فتح الوطن ذراعيه ليخفف العبء النفسي، فاحتضن مبارك وولديه بعد أن احتضن قبلهما سوزان، التي غابت في حضنه فلم يسمع عنها أو بها أحد منذ قامت ثورة يناير/كانون الثاني. كما احتضن أحمد عز، وحبيب العادلي وغيرهم كثيرون.
ولكن الوطن الكريم بأحضانه أحيانا، كان ضنينا على 269 مصريا وثقت حالاتهم المفوضية المصرية للحقوق والحريات، التي أعلنت أمس الأول أنهم حصيلة القتلى في أماكن الاحتجاز على مدى عامين منذ الثلاثين من يونيو عام 2013. قتل هؤلاء في «الحجز» في أقسام الشرطة، بالرصاص، أو الغاز أو بالإهمال الطبي.
لم يكن الوطن حضنا للعشرات من الضحايا الذين وثق حالاتهم مركز النديم لمكافحة التعذيب، ولا للمواطن المسكين الذي كتبت الصحف أن ضابطا صعقه بالكهرباء في مؤخرته، رغم أنه، أي الوطن، كان حضنا للضابط الذي تمت ترقيته إلى منصب مأمور بعد الحادث (مع خصم شهر من مرتبه). ضاق الحضن عن البائع المتجول الذي انتشر مقطع فيديو له وهو يحاول أن يدافع عن رزقه ويتشبث بالعربة التي يتجول بها، فيما أوسعه المخبرون ضربا وإهانة وهم يحطمون مصدر رزقه الوحيد.
لم يتسع الحضن للطالب بيتر جلال الذي بدأ يفقد نور عينيه داخل السجن في ما تصم الداخلية الآذان عن نداءات المطالبين بعلاجه، التي تعالت حتى وجدت طريقها إلى مقال كتبه شريف أسعد مخاطبا الرئيس السيسي، من دون سامع أو مجيب.
لم يكن الوطن أيضا حضنا للشاب محمود حسين الذي لم يتجاوز عمره تسعة عشر عاما قضى نحو عامين منها في السجون، عانى خلالها من التعذيب، لا لشيء إلا لأنه جرؤ على ارتداء تي شيرت يحمل عبارة «وطن بلا تعذيب».
«كان لازم نقبض على ناس علشان الباقين يعيشوا». هذا ما قاله الرئيس في إفطــاره مع الشعب مبررا سجن سناء سيف، وماهينور، ويارا، وعلاء ودومة، وماهر وأكثر من أربعين ألفا غابوا خلــف قضبان السجون من أجل أن يعيش أولئك الذين ثار ضدهم الشعب، وقرر الوطن احتضانهم في المنتجعات والكومباوندات وعلى شاشات الفضائيات. لو قدر للزمن أن يعود ولنائلة عمارة أن تكرر سؤالها: يعنى إيه كلمة وطن، فربما تكون الإجابة الأدق:
ــ «وطن يعني حزن».
رمضانكم كريم، ورمضانهم في السجون.
يعني إيه كلمة وطن؟
«وطن يعني حضن!»
كانت هذه الإجابة ربما، ترجمة لبيان 30 يونيو/حزيران، الذي أعلن فيه الجيش أن «هذا الشعب عانى ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه» وهو ما يلقي «بعبء نفسي على القوات المسلحة».
بعدها، فتح الوطن ذراعيه ليخفف العبء النفسي، فاحتضن مبارك وولديه بعد أن احتضن قبلهما سوزان، التي غابت في حضنه فلم يسمع عنها أو بها أحد منذ قامت ثورة يناير/كانون الثاني. كما احتضن أحمد عز، وحبيب العادلي وغيرهم كثيرون.
ولكن الوطن الكريم بأحضانه أحيانا، كان ضنينا على 269 مصريا وثقت حالاتهم المفوضية المصرية للحقوق والحريات، التي أعلنت أمس الأول أنهم حصيلة القتلى في أماكن الاحتجاز على مدى عامين منذ الثلاثين من يونيو عام 2013. قتل هؤلاء في «الحجز» في أقسام الشرطة، بالرصاص، أو الغاز أو بالإهمال الطبي.
لم يكن الوطن حضنا للعشرات من الضحايا الذين وثق حالاتهم مركز النديم لمكافحة التعذيب، ولا للمواطن المسكين الذي كتبت الصحف أن ضابطا صعقه بالكهرباء في مؤخرته، رغم أنه، أي الوطن، كان حضنا للضابط الذي تمت ترقيته إلى منصب مأمور بعد الحادث (مع خصم شهر من مرتبه). ضاق الحضن عن البائع المتجول الذي انتشر مقطع فيديو له وهو يحاول أن يدافع عن رزقه ويتشبث بالعربة التي يتجول بها، فيما أوسعه المخبرون ضربا وإهانة وهم يحطمون مصدر رزقه الوحيد.
لم يتسع الحضن للطالب بيتر جلال الذي بدأ يفقد نور عينيه داخل السجن في ما تصم الداخلية الآذان عن نداءات المطالبين بعلاجه، التي تعالت حتى وجدت طريقها إلى مقال كتبه شريف أسعد مخاطبا الرئيس السيسي، من دون سامع أو مجيب.
لم يكن الوطن أيضا حضنا للشاب محمود حسين الذي لم يتجاوز عمره تسعة عشر عاما قضى نحو عامين منها في السجون، عانى خلالها من التعذيب، لا لشيء إلا لأنه جرؤ على ارتداء تي شيرت يحمل عبارة «وطن بلا تعذيب».
«كان لازم نقبض على ناس علشان الباقين يعيشوا». هذا ما قاله الرئيس في إفطــاره مع الشعب مبررا سجن سناء سيف، وماهينور، ويارا، وعلاء ودومة، وماهر وأكثر من أربعين ألفا غابوا خلــف قضبان السجون من أجل أن يعيش أولئك الذين ثار ضدهم الشعب، وقرر الوطن احتضانهم في المنتجعات والكومباوندات وعلى شاشات الفضائيات. لو قدر للزمن أن يعود ولنائلة عمارة أن تكرر سؤالها: يعنى إيه كلمة وطن، فربما تكون الإجابة الأدق:
ــ «وطن يعني حزن».
رمضانكم كريم، ورمضانهم في السجون.
الإرهاب في تونس
علامات استفهام وتعجب
علامات استفهام وتعجب
ومن «الشروق» إلى «المصريون» ومقال رئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها جمال سلطان: «أفهم أن إرهابيا يمكن أن يزرع قنبلة خفية لتنفجر في لحظة مخلفة ضحايا، وأفهم أنه يتزنر بحزام ناسف ويندس فيقتل نفسه وآخرين يتصادف وجودهم في مكانه، أما أن يتجول بسلاحه الآلي وسط السياح ويظل نصف ساعة كاملة في رحلة صيد، كأنه يصطاد حماما، ثم يتمخطر على الشاطئ وكأنه في نزهة، من دون أن تطلق عليه رصاصة واحدة ولا حتى طوبة، فهذا ما كان عصيا على فهمي وتقديري لهذا المشهد. وإذا كان رئيس الوزراء التونسي قد عزل عددا من القادة الأمنيين قبل ثلاثة أشهر بتهمة التقصير والإهمال، فهل يمكن أن نقول هذه المرة إنه «الإهمال»؟! في أعقاب العملية الإجرامية، وقبل أن يتم أي تحقيق، انطلقت أصوات تهاجم الأحزاب الإسلامية، والمساجد والجمعيات الخيرية، وقامت الحكومة بغلق عشرات المساجد، وكأنها محلات بقالة خالفت التسعيرة، كما هدد رئيس الجمهورية بحل عدد من الأحزاب والجمعيات الإسلامية، من دون أن تكون هناك أي صلة بينها وبين العملية الإرهابية، وقبل إجراء التحقيقات أساسا في العملية، وألقى قطاع من الإعلام الموالي للنظام القديم والدولة العميقة باللوم على حزب النهضة وزعيمه الشيخ راشد الغنوشي، المنافس الأهم لحزب السبسي وفلول نظام بن علي، المسألة بدت وكأنها نكتة سخيفة، وبدا المشهد كله وكأنه سيناريو تم إعداده مسبقا بخطوات جاهزة ومدروسة. يؤلمنا ـ بكل تأكيد ـ مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة، ويلزمنا ـ أخلاقيا وإنسانيا ودينيا ـ أن ندينها بأقسى عبارات الإدانة، ولكن ذلك لا ينبغي أن يحول بين عقولنا وبين وضع علامات الاستفهام والتعجب الضرورية، لأن ما حدث خارج حدود التصور المنطقي، الذي يحتم علينا التساؤل: هل داعش وحدها المتورطة في هذه العمليات المتكررة؟!».
حسنين كروم
- Get link
- X
- Other Apps
Comments
Post a Comment