منطق الجملة في الكتابة النسائية
زهور كرام
الإبداع ليس عبثا، إنه حاجة إنسانية وحضارية. ووظيفته لا تتمثل فقط في كونه يُشخص التصورات والتمثلات، ويُعيد بناء العوالم الممكنة رمزيا، بحثا عن إمكانية السير نحوها، ولكنه، عبارة عن إمكانية تمنحنا فرصة إعادة الانتباه لما ضاع منا، عن غفلة، أو جهل، أو لامبالاة. لهذا، يفترض الاقتراب منه، أو المجيء إليه، استثمار إمكانياته لتفعيل الحياة الاجتماعية والسلوك الفردي.
عندما نتخلى عن وظيفية هذه الحاجة في حياتنا، وتأثيرها الإيجابي على سلوكنا، ونبتعد عن الإبداع باعتباره جسرا ممكنا نحو إحساسنا بالحياة واليومي، بالوردة واللغة، بالإنسان والحضارة، فإننا نساهم في ارتباك المعنى الإنساني، وإفراغ الوجود من عمقه الفلسفي. الإبداع وصلٌ مع الحياة، بما يطرحه على الفرد من إمكانات كثيرة. وفي زمننا المُرتبك، حيث ألقُ الحياة ينفلت من الخطوات السريعة، والحرب أعلنت دمارها على الجغرافيا والتاريخ والحضارة والإنسان، والفوضى عمَت الأمكنة والأزمنة والمشاعر ومواد العالم، فإن الإبداع يصبح ضرورة مُلحة، من أجل إعادة التوازن للأحاسيس والمشاعر من جهة، وإعادة الوصال بين الإنسان وعناصر الحياة من جهة ثانية، وذلك من خلال بناء التواصل بين الإنسان والأشياء الصغيرة عبر الإحساس بها، والانتباه إلى وجودها القريب، القريب جدا من الإنسان. إن فُقْدان الإنسان لمشاعره، يبدأ من سوء التصرف في الجزئيات، ومن عدم الانتباه/الاهتمام للأشياء البسيطة. يستطيع الإبداع أن يوقظ في الإنسان صحو الانتباه، من خلال خطابه، وبنائه ولغته. ولعل الكتابة النسائية تُحقق لنا بعض مظاهر هذا الصحو، عبر تأمل وضعية الجملة، والطريقة التي يتم بها سرد مواد العالم/الحياة. عندما نعود إلى الكتابة النسائية، وفق التحديد المفهومي، الذي يؤكد على خصوصية الدلالة في صياغة الخطاب، انطلاقا من موقع المرأة – الذات في نظام السرد/الحكي، فإننا نعتمد بعض الخصوصيات البنائية في كتابة المرأة، التي تجعلنا نُعيد النظر في الحياة وأشيائها، فيتغير معنى وجودنا، ونتغير تبعا لتغير المعنى. من بين مداخل هذه العلاقة التفاعلية بين مكتسبات الإبداع – الكتابة والحياة المعنى الوجودي، نلتقي بمنطق اشتغال الجملة لدى الكثير من نصوص الكاتبات الروائيات. لا يتعلق الأمر بنماذج قليلة، قد لا تكون لها شرعية تأصيل هذا الأفق ، إنما تكاد تكون خصوصية، تُميز منطق اشتغال الجملة السردية في الكثير من الكتابات النسائية. تحضر الجملة قصيرة، لكنها، مكثفة، ومقتصدة، وتعتمد على التركيز على الجزئيات، والعناصر البسيطة في الحياة، ونستحضر في هذا المقام، رواية «رجل لرواية واحدة» (1985) للكاتبة الليبية فوزية شلابي، حيث نلتقي بجمل قصيرة، وموحية وذات إيقاع شاعري، تتحكم في منطقها مجموعة من المحفزات البسيطة، التي لها قدرة على تصعيد الفعل الدرامي، مثل «المنفضة» التي تعد دعامة للتأمل، ووسيطا حكائيا، شكل عنصر تحريك الذاكرة، مثل، «وهي المنفضة لا تزال في الجانب الأيمن للمنضدة: واضحة، منفردة، مثيرة للاهتمام، وناصعة جدا؟ أتأملها. أمد يدي، أحاول أن ألمسها بحذر، فيدق قلبي بعنف»(ص30). تكتب الساردة بواسطة الإحساس بالأشياء، لتنتج إحساسا بالحالة، « أرفع المنفضة إلى وجهي، ألتقط غلاف قطعة الحلوى، أمرره على أنفي، أستبقيه بين أصابعي زمنا يمتد أطول من عمر اللهب، يلسع البرودة والجفاف»(ص35).
إن السرد باعتماد الإحساس بالأشياء البسيطة، والعمل على الدفع بها لخلق حبكة فنية، قد وجدناه مهيمنا- تقريبا- في معظم النصوص النسائية. لا يتعلق الأمر بمجرد ضخ فعل الإحساس في العناصر التي تبدو بسيطة في الحياة، ولكن الكتابة النسائية تختار- في نماذج كثيرة- مدخلا مُغايرا لسرد القضايا الكبرى مثل الحرب التي حين تحكيها المرأة، انطلاقا من موقعها ولغتها، فإن ذلك لا يتم عبر مسافة بين الكتابة/السرد وموضوع الحرب، إنما تحضر الحرب باعتبارها انعكاسا ونتيجة، وليس موضوعا كما ورد في أغلب الروايات العربية. ولعل هذا المنظور السردي للحرب، من شأنه أن يُنتج حالة الإحساس بها كحالة دمار وجداني ونفسي وجغرافي وتاريخي. نلتقي بهذا النموذج مع الروائية اللبنانية هدى بركات في روايتها» حجر الضحك» (1990)، فمن جهة، تبتعد الكتابة السردية عند هدى بركات عن البناء الانفعالي، ذي الطابع التعاطفي مع المدينة التي تشهد الحرب، وتُقيم تنافرا مع لغة البكاء، ثم تُعلن الضحك باعتباره فعلا تمجيديا للحياة في زمن المدينة، ومن جهة ثانية، يتم سرد الحرب عبر التركيز على انعكاسها على الشخصية والمكان والزمن.
لا يتحقق هذا التوظيف للحرب في الرواية فقط، إنما عرفت القصة القصيرة الاستعمال الوظيفي نفسه، مثلما نجد في المجموعة القصصية «خبزنا اليومي» للكاتبة اللبنانية إميلي نصر الله، حين تعيد سرد خبر صحافي (انفجار… إصابة…جريح)، فتعمل على شحنه بالعاطفة وتؤنسنه، فيحدث تأثيرا خاصا في المتلقي، وتوصل لنا- كما عبَرت عن ذلك الكاتبة فريال جبور غزول، في قراءتها للمجموعة – ماذا يعني الخبر إنسانيا.
تشتغل الروائية المغربية ليلى أبو زيد بالرؤية السردية نفسها عندما تتناول القضايا الكبرى مثل الاستعمار والمقاومة. ففي نصها السردي «رجوع إلى الطفولة»، وفي معرض حديثها عن طفولتها، يحضر والدها المُقاوم للاستعمار الفرنسي، ضمن فترة الطفولة، غير أنها تنزاح عن حكي الأب- البطل الذي دخل السجن إبان الاستعمار، وتسرد تاريخ ذات أهملتها حكاية النص، وغيَبها توثيق المقاومة، وأخرجها من البطولة، جاعلا من المُقاومة فعلا ذكوريا بامتياز.
لقد أخرجت ساردة نص ليلى أبو زيد المرأة – الأم من الصمت التاريخي، وأحيتها سرديا، عندما انتقلت بها من موضوع للحكي، إلى ذات للسرد، فدخول الزوج/ والد الساردة – الكاتبة» أحمد أبوزيد إلى السجن، جعل الأم، تتحرك في الجغرافية، وتنتقل من القصيبة إلى الرباط حيث الزوج، وتتعرض لمشاكل اجتماعية مع عائلة زوجها، وتعيش تجارب في زيارتها لزوجها بالسجن، وعندما تسرد الأم انتقالاتها في الأمكنة والأزمنة، وتحكي علاقاتها بالآخرين، فإنها تكتب حكاية المقاومة اجتماعيا وسياسيا، وتقترح علينا مفهوما لنوع آخر من المقاومة الاجتماعية، التي تعد من الدعامات الأساسية لنجاح المقاومة السياسية، وهي مقاومة ثبات المكان/الزمن، وخروج المرأة عن التعاقدات الاجتماعية المألوفة من أجل دعم الزوج – المقاوم، وحضانة الأولاد في غياب الزوج، ولعل هذا المستوى من المقاومة لا يتم توثيقه في غالب الأحيان- في سجلات المقاومة في التجارب العربية، التي تتبنى مفهوما مباشرا للمقاومة باعتباره فعل الدفاع/ المواجهة بالسلاح. بفعل هذا التصور، ضاع حضور المرأة في تاريخ المقاومة، وغابت عن التأريخ والتوثيق، ولذا فهي تعيد حضورها المُغيَب في الحكاية، عبر السرد، وبناء الجملة، فينتقل رهان السيرة الذاتية في «رجوع إلى الطفولة» من الحكي عن البطولة/ المقاومة الفردية إلى الحكي عن البطولة الجماعية، وعن الأم والتاريخ، ودور المرأة في المقاومة. جاءت الجملة في نص ليلى أبو زيد قصيرة، ومكثفة، كما اعتمدت التحديد المُفصَل للجزئيات، والتدقيق في الوصف.
عندما تحقق الكتابة النسائية مثل هذا التواصل الممكن بين الإبداع/السرد والحياة باعتماد اللغة والرؤية السردية، وتجعلنا نُعيد التفكير سواء في علاقتنا بما حولنا، من مواد العالم البسيطة، أو المركبة، أو فيما توارثناه من تصورات أصبحت بحكم تداولها معطيات جاهزة، فإننا نتحرر من ثبات التفكير، وفي الوقت نفسه نعمل على تحرير الحياة من أحادية الرؤية. الإبداع يُغيرنا، حين ينزاح بنا عن موقعنا، ويقترح علينا تجريب الحركة في مساحات أخرى، وبلغة أخرى. الإبداع مع الكتابة النسائية، واجهة رمزية تُحرر المجتمعات من أفقية المنظور، كما تحرر اللغة حين تجعلها تسرد الخصوصية، تمثلا وتحليلا ورؤية.
عندما نتخلى عن وظيفية هذه الحاجة في حياتنا، وتأثيرها الإيجابي على سلوكنا، ونبتعد عن الإبداع باعتباره جسرا ممكنا نحو إحساسنا بالحياة واليومي، بالوردة واللغة، بالإنسان والحضارة، فإننا نساهم في ارتباك المعنى الإنساني، وإفراغ الوجود من عمقه الفلسفي. الإبداع وصلٌ مع الحياة، بما يطرحه على الفرد من إمكانات كثيرة. وفي زمننا المُرتبك، حيث ألقُ الحياة ينفلت من الخطوات السريعة، والحرب أعلنت دمارها على الجغرافيا والتاريخ والحضارة والإنسان، والفوضى عمَت الأمكنة والأزمنة والمشاعر ومواد العالم، فإن الإبداع يصبح ضرورة مُلحة، من أجل إعادة التوازن للأحاسيس والمشاعر من جهة، وإعادة الوصال بين الإنسان وعناصر الحياة من جهة ثانية، وذلك من خلال بناء التواصل بين الإنسان والأشياء الصغيرة عبر الإحساس بها، والانتباه إلى وجودها القريب، القريب جدا من الإنسان. إن فُقْدان الإنسان لمشاعره، يبدأ من سوء التصرف في الجزئيات، ومن عدم الانتباه/الاهتمام للأشياء البسيطة. يستطيع الإبداع أن يوقظ في الإنسان صحو الانتباه، من خلال خطابه، وبنائه ولغته. ولعل الكتابة النسائية تُحقق لنا بعض مظاهر هذا الصحو، عبر تأمل وضعية الجملة، والطريقة التي يتم بها سرد مواد العالم/الحياة. عندما نعود إلى الكتابة النسائية، وفق التحديد المفهومي، الذي يؤكد على خصوصية الدلالة في صياغة الخطاب، انطلاقا من موقع المرأة – الذات في نظام السرد/الحكي، فإننا نعتمد بعض الخصوصيات البنائية في كتابة المرأة، التي تجعلنا نُعيد النظر في الحياة وأشيائها، فيتغير معنى وجودنا، ونتغير تبعا لتغير المعنى. من بين مداخل هذه العلاقة التفاعلية بين مكتسبات الإبداع – الكتابة والحياة المعنى الوجودي، نلتقي بمنطق اشتغال الجملة لدى الكثير من نصوص الكاتبات الروائيات. لا يتعلق الأمر بنماذج قليلة، قد لا تكون لها شرعية تأصيل هذا الأفق ، إنما تكاد تكون خصوصية، تُميز منطق اشتغال الجملة السردية في الكثير من الكتابات النسائية. تحضر الجملة قصيرة، لكنها، مكثفة، ومقتصدة، وتعتمد على التركيز على الجزئيات، والعناصر البسيطة في الحياة، ونستحضر في هذا المقام، رواية «رجل لرواية واحدة» (1985) للكاتبة الليبية فوزية شلابي، حيث نلتقي بجمل قصيرة، وموحية وذات إيقاع شاعري، تتحكم في منطقها مجموعة من المحفزات البسيطة، التي لها قدرة على تصعيد الفعل الدرامي، مثل «المنفضة» التي تعد دعامة للتأمل، ووسيطا حكائيا، شكل عنصر تحريك الذاكرة، مثل، «وهي المنفضة لا تزال في الجانب الأيمن للمنضدة: واضحة، منفردة، مثيرة للاهتمام، وناصعة جدا؟ أتأملها. أمد يدي، أحاول أن ألمسها بحذر، فيدق قلبي بعنف»(ص30). تكتب الساردة بواسطة الإحساس بالأشياء، لتنتج إحساسا بالحالة، « أرفع المنفضة إلى وجهي، ألتقط غلاف قطعة الحلوى، أمرره على أنفي، أستبقيه بين أصابعي زمنا يمتد أطول من عمر اللهب، يلسع البرودة والجفاف»(ص35).
إن السرد باعتماد الإحساس بالأشياء البسيطة، والعمل على الدفع بها لخلق حبكة فنية، قد وجدناه مهيمنا- تقريبا- في معظم النصوص النسائية. لا يتعلق الأمر بمجرد ضخ فعل الإحساس في العناصر التي تبدو بسيطة في الحياة، ولكن الكتابة النسائية تختار- في نماذج كثيرة- مدخلا مُغايرا لسرد القضايا الكبرى مثل الحرب التي حين تحكيها المرأة، انطلاقا من موقعها ولغتها، فإن ذلك لا يتم عبر مسافة بين الكتابة/السرد وموضوع الحرب، إنما تحضر الحرب باعتبارها انعكاسا ونتيجة، وليس موضوعا كما ورد في أغلب الروايات العربية. ولعل هذا المنظور السردي للحرب، من شأنه أن يُنتج حالة الإحساس بها كحالة دمار وجداني ونفسي وجغرافي وتاريخي. نلتقي بهذا النموذج مع الروائية اللبنانية هدى بركات في روايتها» حجر الضحك» (1990)، فمن جهة، تبتعد الكتابة السردية عند هدى بركات عن البناء الانفعالي، ذي الطابع التعاطفي مع المدينة التي تشهد الحرب، وتُقيم تنافرا مع لغة البكاء، ثم تُعلن الضحك باعتباره فعلا تمجيديا للحياة في زمن المدينة، ومن جهة ثانية، يتم سرد الحرب عبر التركيز على انعكاسها على الشخصية والمكان والزمن.
لا يتحقق هذا التوظيف للحرب في الرواية فقط، إنما عرفت القصة القصيرة الاستعمال الوظيفي نفسه، مثلما نجد في المجموعة القصصية «خبزنا اليومي» للكاتبة اللبنانية إميلي نصر الله، حين تعيد سرد خبر صحافي (انفجار… إصابة…جريح)، فتعمل على شحنه بالعاطفة وتؤنسنه، فيحدث تأثيرا خاصا في المتلقي، وتوصل لنا- كما عبَرت عن ذلك الكاتبة فريال جبور غزول، في قراءتها للمجموعة – ماذا يعني الخبر إنسانيا.
تشتغل الروائية المغربية ليلى أبو زيد بالرؤية السردية نفسها عندما تتناول القضايا الكبرى مثل الاستعمار والمقاومة. ففي نصها السردي «رجوع إلى الطفولة»، وفي معرض حديثها عن طفولتها، يحضر والدها المُقاوم للاستعمار الفرنسي، ضمن فترة الطفولة، غير أنها تنزاح عن حكي الأب- البطل الذي دخل السجن إبان الاستعمار، وتسرد تاريخ ذات أهملتها حكاية النص، وغيَبها توثيق المقاومة، وأخرجها من البطولة، جاعلا من المُقاومة فعلا ذكوريا بامتياز.
لقد أخرجت ساردة نص ليلى أبو زيد المرأة – الأم من الصمت التاريخي، وأحيتها سرديا، عندما انتقلت بها من موضوع للحكي، إلى ذات للسرد، فدخول الزوج/ والد الساردة – الكاتبة» أحمد أبوزيد إلى السجن، جعل الأم، تتحرك في الجغرافية، وتنتقل من القصيبة إلى الرباط حيث الزوج، وتتعرض لمشاكل اجتماعية مع عائلة زوجها، وتعيش تجارب في زيارتها لزوجها بالسجن، وعندما تسرد الأم انتقالاتها في الأمكنة والأزمنة، وتحكي علاقاتها بالآخرين، فإنها تكتب حكاية المقاومة اجتماعيا وسياسيا، وتقترح علينا مفهوما لنوع آخر من المقاومة الاجتماعية، التي تعد من الدعامات الأساسية لنجاح المقاومة السياسية، وهي مقاومة ثبات المكان/الزمن، وخروج المرأة عن التعاقدات الاجتماعية المألوفة من أجل دعم الزوج – المقاوم، وحضانة الأولاد في غياب الزوج، ولعل هذا المستوى من المقاومة لا يتم توثيقه في غالب الأحيان- في سجلات المقاومة في التجارب العربية، التي تتبنى مفهوما مباشرا للمقاومة باعتباره فعل الدفاع/ المواجهة بالسلاح. بفعل هذا التصور، ضاع حضور المرأة في تاريخ المقاومة، وغابت عن التأريخ والتوثيق، ولذا فهي تعيد حضورها المُغيَب في الحكاية، عبر السرد، وبناء الجملة، فينتقل رهان السيرة الذاتية في «رجوع إلى الطفولة» من الحكي عن البطولة/ المقاومة الفردية إلى الحكي عن البطولة الجماعية، وعن الأم والتاريخ، ودور المرأة في المقاومة. جاءت الجملة في نص ليلى أبو زيد قصيرة، ومكثفة، كما اعتمدت التحديد المُفصَل للجزئيات، والتدقيق في الوصف.
عندما تحقق الكتابة النسائية مثل هذا التواصل الممكن بين الإبداع/السرد والحياة باعتماد اللغة والرؤية السردية، وتجعلنا نُعيد التفكير سواء في علاقتنا بما حولنا، من مواد العالم البسيطة، أو المركبة، أو فيما توارثناه من تصورات أصبحت بحكم تداولها معطيات جاهزة، فإننا نتحرر من ثبات التفكير، وفي الوقت نفسه نعمل على تحرير الحياة من أحادية الرؤية. الإبداع يُغيرنا، حين ينزاح بنا عن موقعنا، ويقترح علينا تجريب الحركة في مساحات أخرى، وبلغة أخرى. الإبداع مع الكتابة النسائية، واجهة رمزية تُحرر المجتمعات من أفقية المنظور، كما تحرر اللغة حين تجعلها تسرد الخصوصية، تمثلا وتحليلا ورؤية.
كاتبة مغربية
زهور كرام
- Get link
- Other Apps
Comments
Post a Comment