Skip to main content

ديزموند توتو : ندائي إلى شعب اسرائيل: حرروا أنفسكم من خلال تحرير فلسطين

ديزموند توتو : ندائي إلى شعب اسرائيل: حرروا أنفسكم من خلال تحرير فلسطين

نشرت يوم
 (photo: )
دعا رئيس الأساقفة الفخري الجنوب إفريقي ديزموند توتو، في مقال حصري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية (ذات التوجه اليساري والمنادية بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 حسب اتفاقيات أوسلو) ، 
دعا إلى مقاطعة عالمية لاسرائيل، وحث الاسرائيليين والفلسطينيين على تجاوز قادتهم والبحث عن حل مستدام للأزمة في الأراضي المقدسة، وقد نشر المقال بتاريخ 14 أغسطس 2014 أثناء الحرب الإسرايلية على غزة، وفيما يلي تنشر "التغيير"  الترجمة العربية للمقال منقولة عن موقع"آفاز" وهو موقع الكتروني تأسس عام 2007 بهدف حشد الرأي العام العالمي لمناصرة قضايا الحقوق والحريات والسلام وغير ذلك،  .
ندائي إلى شعب اسرائيل: حرروا أنفسكم من خلال تحرير فلسطين
ديزموند توتو
شهدت الأسابيع الماضية إجراءات غير مسبوقة من قبل أعضاء المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم ضد رد اسرائيل الظالم وغير المتناسب على إطلاق صورايخ من فلسطين.
إذا قمنا بجمع كل الذين تظاهروا في نهاية الاسبوع الماضي للمطالبة بالعدالة في إسرائيل وفلسطين بدءاً من كيب تاون إلى واشنطن العاصمة ونيويورك ونيودلهي ولندن ودبلن وسيدني، وجميع المدن الأخرى - يمكننا القول إن هذه التظاهرات هي الأكبر من نوعها في التاريخ من حيث توحيدها للمواطنين من جميع أنحاء العالم حول قضية واحدة.
منذ ربع قرن، شاركت في بعض المظاهرات الحاشدة ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. لم أتصور أبدا أن أرى مظاهرات بهذا الحجم مرة أخرى، لكن الاقبال يوم السبت الماضي في كيب تاون بجنوب افريقيا كان على هذا الحجم، إن لم يكن أكبر بكثير. كان هناك مشاركون من جميع الفئات في المظاهرة، صغار وكبار، مسلمين ومسيحيين ويهود وهندوس وبوذيين وملحدين، سود وبيض، ليبراليين ومحافظين… كما هو متوقع من هذه الأمة متعددة الثقافات، والمتسامحة والمتقبلة للآخر.
طلبت من الحشود أن يهتفوا معي: "نحن نعارض الظلم والاحتلال غير الشرعي لفلسطين، نحن نعارض القتل العشوائي في غزة. نحن نعارض الإهانة التي يلقاها الفلسطينيون عند نقاط التفتيش والحواجز. نحن نعارض العنف الذي يرتكبه جميع الأطراف. لكننا لا نعارض اليهود كديانة."
في بداية الأسبوع طالبت الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين والذي كان يعقد اجتماعاً في جنوب افريقيا بتجميد عضوية اسرائيل.
ناشدت الإخوة والأخوات الإسرائيليين الحاضرين للمؤتمر أن ينأوا بانفسهم وبمهنيتهم عن تصميم وبناء أساسيات تتعلق بإدامة الظلم، ومن ضمنها الجدار العازل، الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش، وبناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
قلت لهم: "أرجو أن تأخذوا رسالتي هذه إلى دياركم: أرجوا أن تشاركوا في تحويل دفة الأمور ضد العنف والكراهية من خلال الانضمام إلى الحركة اللاعنفية من أجل تحقيق العدالة لجميع شعوب المنطقة."
خلال الأسابيع القليلة الماضية، قام أكثر من مليون وستمئة ألف شخص من جميع أنحاء العالم بالانضمام إلى هذه الحركة من خلال التوقيع على حملة آفاز لمطالبة الشركات المستفيدة من الاحتلال الإسرائيلي و/أو المتورطة في الاعتداء على الفلسطينيين و قمعهم بسحب استثماراتها من الاحتلال. الحملة تستهدف تحديداً صندوق التقاعد الهولندي ABP، وبنك Barclays، ومزود أنظمة الحماية G4S، وشركة النقل الفرنسية Veolia، وشركة الحواسيب Hewlett-Packard، وشركة الجرافات Caterpillar.
الشهر الماضي, حثت ١٧ حكومة أوروبية مواطنيها على تجنب العمل مع المستوطنات الإسرائيلية اللا شرعية أو الاستثمار فيها.
كما شهدنا مؤخراً سحب صندوق التقاعد الهولندي PGMM لعشرات الملايين من اليوروهات من المصارف الإسرائيلية، وسحب مؤسسة بيل وميليندا غيتس استثماراتها من G4S، وسحب الكنيسة المشيخية الأمريكية استثمارات تقدر بنحو ٢١ مليون دولار من شركات HP و Motorola للحلول وCaterpillar.
إنها حركة تكتسب سرعة وزخماً.
العنف يجلب العنف و الكراهية، مما يجلب عنف وكراهية أكثر فاكثر.
نحن في جنوب إفريقيا نعرف معنى العنف و الكراهية. نعرف ما يعنيه أن ينسانا العالم؛ عندما نشعر أن ليس هناك من يفهم أو حتى يريد أن يستمع إلى وجهة نظرنا.هذا جزء من جذورنا وتجربتنا.
لكننا نعرف أيضاً الفوائد التي حققها الحوار بين قادتنا في نهاية المطاف؛ عندما تم فك الحظر عن منظمات كانت قد وصفت بالإرهابية، وإطلاق سراح قادتها بمن فيهم نلسون مانديلا من السجن أو المنفى.
نعرف أنه عندما بدأ قادتنا في الحوار، تلاشى منطق العنف الذي دمر الذي حطم مجتمعنا. استنكر الجميع تقريباً الأعمال الإرهابية التي كانت ترتكب بعد بدء المحادثات - مثل هجمات على الكنائس والحانات - والأحزاب المسؤولة عن مثل هذه الهجمات لم تحصل على أي دعم شعبي في موسم الانتخابات.
لم تكن النشوة التي أعقبت أول انتخابات مشتركة حكراً على السود في جنوب إفريقيا فقط. كان الانتصار الحقيقي للتسوية السلمية يكمن في أن الجميع شعر أنه مشمول. وعندما كشفنا النقاب لاحقاً عن دستور شامل في غاية التسامح من شأنه أن يجعل الرب فخوراً، شعرنا جميعاً بالتحرر الحقيقي.
بالطبع، ساعدنا وجود كادر من القادة الإستثنائيين.
ولكن في النهاية ما اجبر هؤلاء القادة على الجلوس معا على طاولة المفاوضات هو مزيج من أدوات اللاعنف المقنعة التي طورت لعزل جنوب افريقيا، اقتصادياً وأكاديمياً وثقافياً ونفسياً.
في نقطة معينة - عندما وصلت الحملة إلى أوجها - أدركت الحكومة القائمة وقتها أن تكلفة الحفاظ على نظام الفصل العنصري تفوق بمراحل تلك المكاسب التي يجلبها ذلك النظام.
كان انسحاب الشركات المتعددة الجنسية ذات الضمير من التجارة مع جنوب إفريقيا في الثمانينيات من القرن الماضي أحد المحاور الأساسية في نهاية المطاف لتجثو تلك الدولة العنصرية على ركبتيها دون إراقة الدماء. لقد فهمت تلك الشركات بأنها من خلال مساهمتها في اقتصاد جنوب إنما تساهم في الإبقاء على الوضع الراهن الظالم.
أولئك الذين ما زال لديهم صفقات عمل مع اسرائيل، الذين يساهمون بإعطاء إحساس ب"الحياة الطبيعية" في المجتمع الإسرائيلي، إنما يقدمون خدمة سيئة للشعبين الإسرائيلي و الفلسطيني. إنهم يساهمون في ترسيخ حالة الظلم العميق.
أما من يساهمون بعزلة إسرائيل الحالية فهم يؤمنون بأن الإسرائيليين والفلسطييين لهم الحق في الكرامة و السلام على حد سواء.
في نهاية المطاف، ستصبح الأحداث التي عايشتها غزة على مدار الشهر الماضي اختبارًا حقيقياً لكل من يؤمن بقيمة الإنسان.
يبدو جلياً مع الوقت فشل السياسيين والدبلوماسيين في إيجاد حلول، وأن إيجاد حل دائم للأزمة القائمة في الأراضي المقدسة يقع على عاتق المجتمع المدني والشعبين الفلسطيني والإسرائيلي أنفسهم.
وبالإضافة الى الدمار الذي وقع حديثا في غزة فإن بني البشر حيثما كانوا - بما فيهم العديد من سكان اسرائيل - يعانون أشد المعاناة من انتهاكات الكرامة الإنسانية يوميا ومن انتهاك حرية الحركة للفلسطينيين على نقاط التفتيش والحواجز الطرقية. وسياسات اسرائيل من الاحتلال إلى بناء المستوطنات المعزولة على الأراضي المحتلة تزيد من صعوبة تحقيق اتفاقية في المستقبل تكون مقبولة من الجميع.
تتصرف اسرائيل كما لوكان لا يوجد مستقبل. و لن ينعم شعبها بالحياة الامنة المطمئنة التي يتوقون اليها - والتي هي من حقهم- طالما كان قادتهم يكرسون لأوضاع تغذي الصراع.
لقد قمت بإدانة الأطراف المسؤولة في فلسطين عن اطلاق القذائف والصواريخ على اسرائيل. لانهم يقومون بتأجيج نيران الكراهية. فأنا أعارض كل مظاهر العنف.
لكن يتحتم علينا أن نوضح أن للشعب الفلسطيني كل الحق في النضال من اجل كرامته وحريته. ينال هذا النضال دعم الكثير من الناس حول العالم.
لا توجد مشكلة من صنع الإنسان يستعصي حلها على أناس اجتمعوا وتشاوروا وكانت لهم رغبة صادقة في حلها. لن يستحيل التوصل الي السلام طالما كانت الشعوب مصممة على تحقيقه.
يتطلب السلام من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني أن يستشعرا إنسانيتهما في أنفسهم وفي الطرف الآخر، وأن يتفهما ارتباط المصير القائم بينهما.
الحل لا يكمن في الفذائف والقنابل والإهانات الفجة. ليس هناك حل عسكري.
من الأرجح أن نجد الحل في منهجية اللاعنف، منهجية طورناها في جنوب أفريقيا في حقبة الثمانينات من القرن الماضي، لنحث الحكومة آنذاك على ضرورة تغيير سياساتها.
أثبتت تلك المنهجية التي تتخذ المقاطعة والعقوبات وسحب الاستثمارات أدوات لها بالنتيجة فعاليتها بسبب الدعم الكبير الذي حظيت به في الداخل و الخارج. وها نحن اليوم نشهد على الدعم ذاته التي تحظى به فلسطين من كافة أنحاء العالم.
ندائي إلى الشعب الإسرائيلي هو أن يتجاوز هذه اللحظة، وأن يتغلب على الشعور بالغضب من الحصار الدائم، و أن يرى عالماً يتعايش فيه الاسرائيليون والفلسطينيون، عالم تسود فيه الكرامة والاحترام المتبادلان.
وهذا الأمر يتطلب نقلة في التفكير. نقلة تدرك أن محاولة الاستمرار في الوضع الراهن هو إلقاء الاجيال القادمة في جحيم العنف واللااستقرار. نقلة في التفكير لا تنظر اإلى النقد المشروع لسياسات الدولة على أنه هجوم على الديانة اليهودية. نقلة تبد أفي الوطن وتمتد إلى المجتمعات والأمم - إلى الشتات الممتد في جميع أنحاء هذا العالم الذي نتقاسم ربوعه، والذي لا يوجد لنا عالم غيره نعيش فيه.
إن الناس الذين يسعون متّحدين لتحقيق قضية عادلة لا يمكن وقفهم . والله لا يتدخل في شؤون الناس، لأنه من المفروض أن نكبر ونتعلم من خلال حل مشاكلنا والفوارق فيما بيننا. ولكن الله ليس غافلاً عما نفعله. تقول لنا كتب اليهود المقدسة أن الله يقف إلى جانب الضعفاء، إلى جانب الفقير والأرملة والغريب الذي يحرر العبيد للعودة إلى أرض الميعاد. إن النبي عاموس هو من قال إنه علينا أن ندع الحق يتفق كما يتدفق النهر.
وفي النهاية لا ينتصر الا الحق . إن السعي لتحرير الشعب الفلسطيني من الإذلال والإضطهاد بفعل السياسات التي تتبعها اسرائيل هو قضية عادلة. قضية ينبغي على الشعب الإسرائيلي مساندتها ومؤازرتها.
قال نلسون مانديلا مقولته المأثورة: لن تتحرر جنوب إفريقيا حتى تتحرر فلسطين.
ولربما كان قد أضاف اليوم: إن تحرير فلسطين من شأنه أن يؤدي إلى تحرير اسرائيل.
Aug. 14, 2014 | 9:56 PM

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...