Skip to main content

عثمان ميرغني - حديث المدينــــــــــــــــــــــة · أين أموالنا؟!

أين أموالنا؟!
اليوم بالضبط مضت (15) سنة على تصدير أول شحنة بترول سوداني في 30 أغسطس 1999.. الحلم السوداني في الدخول إلى نادي الأوبك- أي الدول المنتجة للنفط.. وفعلاً بعد ذلك انهمرت علينا الدولارات، وغرقت خزائننا بأكثر من مئة مليار دولار أمريكي في أقل من عشر سنوات، وصار النفط في صدر صادراتنا.
لكن أحلام البترول سرعان ما طارت منها السكرة وجاءت الفكرة.. حينما فقدنا ثلاثة أرباع النفط بعد استقلال دولة جنوب السودان، حيث تتركز معظم حقول آبار النفط، وبعملية جرد سريعة اتضح أننا تصرفنا مثل الابن الضال، الذي ترك له والده ميراثاً ضخماً من الأموال فبدده في الأهواء، والهواء، وأفاق فجر ليلة على شمس الفقر الحارقة.
الحكومة تدافع عن نفسها، وتحاجج بأنها استخدمت أموال النفط في مشروعات التنمية.. ويلتفت الشعب السوداني فيكتشف أن الغالبية العظمى من تلك المشروعات كانت قروضاً أجنبية.. هي دين في عنق الشعب السوداني.. ويعجز أي منطق في تفسير أين بددت أموال البترول.
صحيح قد تظهر بعض آثار العمران في العاصمة، لكنها مجرد قطرة من بحر تلك الأموال الضخمة، ولا تفسر، ولا تقدم إجابة للسؤال الحتمي.. لماذا لم تستخدم أموال البترول في تنمية، وتطوير إنتاجنا الزراعي، والحيواني، ومواردنا الأخرى؟.. وهي موارد لا تحتاج إلى عناء كبير أو خطة معقدة لاستثمارها.. فقط تحتاج إلى عقلية إدارية خالية من الشوائب السياسية.
أموال البترول تبددت في العمل السياسي، وابتلع غول الفساد البقية الباقية منها، فبدلاً من أن تكون تلك الأموال بركة على مشروعات ضخمة مثل مشروع الجزيرة، صارت كارثة أطاحت بالمشروع، وحولته إلى أطلال لا تصلح إلا للبكاء عليها.
وبدلاً من أن تصلح أموال البترول قطاع النقل مثلاً في الجو، والبر، والبحر.. ها هي الخطوط الجوية السودانية- سودانير- تقتات من طائرة واحدة، وهي الشركة التي تأسست قبل 70 عاماً بأربع طائرات.. وسكك حديد السودان التي كانت عماد النقل البري في السودان للركاب، والبضائع، أصبحت أفقر وسيلة نقل في السودان.. أما في البحر فقط (كانت لنا أيام).. كانت لنا شركة خطوط بحرية تجوب كل أنحاء العالم، شرياناً حيوياً لنا، ولكثير من الدول الأخرى، وانتهت الآن إلى فاجعة أليمة بلا بواكي.. عجزت أموال البترول عن تطوير أي من وسائط النقل هذه رغم أن النقل هو عماد أي اقتصاد عصري.
تعملقت الشركات الحكومية على حساب القطاع الخاص، عكس اتجاه الرياح التي تفترض أننا دولة تتبع سياسة الاقتصاد الحر، فعجزت في النهاية الشركات الحكومية عن الاستمرار بعد أن كُشف عنها الغطاء، واتضح أنها مجرد واجهات للاستغلال والفساد، انهارت وجرفت معها أموالاً ضخمة، هي ملك للشعب الذي لا يملك حق الاعتراض على مثل هذه المصائر.
ألم يحن الوقت للمراجعة؟!.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe