"مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" ينبّه، بعد تجربة
المقاومة الفلسطينية في غزة، صناع القرار في أميركا إلى تراجع أهمية التقدم
التقني "الذي لم يشكل انتصاراً أمام إرادة القتال"، و"معهد ابحاث السياسة
الخارجية" يحذّر من تنامي تهديد التيارات المتشددة داخل الأ
استعرض "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"
بعض العبر والدروس العسكرية التي ينبغي على الولايات المتحدة الأخذ بها بعين
الاعتبار على ضوء تجربة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ومنها "عدم الارتهان
الكلي لمهنية القوات العسكرية والتفوق التقني لخوض حروب تقليدية، بل يتعين عليها
أقلمة قواتها وبرامج تدريباتها للقتال على مستويات غير متماثلة من الحروب
السياسية-العسكرية".
واضاف المركز أنه على الولايات المتحدة "تحسين
قدرتها بالتدرج لشن حرب منتقاة ضد عدوها بأقل قدر من الخسائر بين المدنيين والاضرار
الجانبية. ويتعين عليها تطوير آدائها بدمج النهج المدني والعسكري لشن الحروب،
وتركيز اكبر لجهودها حول نتيجة استراتيجية مستدامة عوضاً عن تحقيق انتصارات
تكتيكية".
ونبّه "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"
صناع القرار الى تراجع أهمية التقدم التقني "الذي لم يشكل انتصاراً أمام إرادة
القتال، كما يتعين على الولايات المتحدة إعداد نفسها للانخراط في صراعات
ايديولوجية وسياسية معقدة لزمن طويل تجري وفق شروط وظروف محلية في مواجهة خليط من
القوى الرسمية وغير الرسمية اشد تعقيدا مما اعتادت على مواجهته في السابق".
سوريا
تناول "معهد الدراسات الحربية" سيطرة
"داعش" على بعض المناطق في سوريا ونمط حكمها المتشدد، مؤكداً ان
"النموذج الاقصائي للآخرين يشكل احد اهم اركان قوته، وفي نفس الوقت قد يثبت
انه مكمن ضعفه الاشد، سيما عند الاخذ بعين الاعتبار تفكيكه لمؤسسات الدولة من دون
توفير بدائل مستدامة". واوضح ان تفاقم أزمة حكم داعش وفشلها الذريع في
التخطيط بعيد الأمد "لا يكمن في تفكيك اسس دولة الخلافة التي اقامها فقط، بل
في الخراب الذي حل بالمدن والاطر المنظمة القائمة في العراق وسورية بحيث لم تعد
لها قائمة".
الأردن
حذر "معهد ابحاث السياسة الخارجية" من
تنامي تهديد التيارات المتشددة داخل الاردن وتعرضه "لهجمات صغيرة الحجم على
الرغم من تطمينات العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني واركان حكومته بعكس ذلك". واوضح
ان "عودة المجاهدين الى الاردن يشكل خطراً مباشراً فضلاً عما يمثلونه من مصدر
الهام للتشدد للعديد السلفيين في البلاد، والمخاوف الداخلية للنار المتقدة تحت
الرماد تغذيها الاضطرابات الداخلية والمظالم المناطقية والنجاحات الميدانية
للمسلحين".
العراق
ناشد "معهد واشنطن" الولايات المتحدة،
"توفير مزيد من سبل الدعم لاكراد العراق" في مواجهاتهم ضد تنظيم "داعش"،
لا سيما عقب "تكبد البشمركة ضربات قوية في الاسبوعين الماضيين"، مؤكداً
ان الميليشيات المسلحة الكردية "لا تزال تمثل الحليف المثالي لاميركا ضد "داعش"،
مطالباً القوات العسكرية الاميركية "استئناف شن غاراتها الجوية لدعم البشمركة،
وتعزيز اوثق للتعاون الأمني الشامل، والذي يتعين عليه الصمود لفترة طويلة تتجاوز
مرحلة انتهاء القتال الجاري ضد "داعش" ويمتد لمديات ابعد من مجرد توفير
الاسلحة الاميركية".
الصراع الطائفي في الإقليم
حمّل "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"
قادة الدول الاقليمية "مسؤولية اندلاع الصراعات الطائفية ورعايتهم للجزء
الاكبر منها، والذين يستغلونها كعنصر انطلاق لبسط السيطرة السياسية" على كافة
فئات المجتمع الاخرى. واوضح ان النظم المحلية "تنصب الحواجز والعوائق واختلاق
التهديدات ورهن مستقبلها على استمرار
وديمومة الصراع والظهور بمظهر الحامي لمواطنيها". واستدرك بالقول إن
"الخلافات الطائفية ليست امراً جديداً او طارئاً في النسيج الاجتماعي، لكن
ايلاءها اهمية قصوى على ما عداها هو الجديد بحد ذاته، ويؤشر على العودة لنمط جديد
واشد عنفاً لرسم ملامح المستقبل".
تركيا
سلط "معهد كارنيغي" الضوء على مستقبل
العلاقات التركية مع الاتحاد الاوروبي، إذ فضّل الأخير "التعامل مع تركيا
بطريقة مجزأة بدلاً من سياسة متكاملة، قابلته تركيا المعاملة المجزأة بالمثل
لقناعتها انها تحقق فوائد اعلى مما لو انتهجت نمطاً مباشراّ".
وأوضح المعهد ان الطرفين "يواجهان بيئة
جيوسياسية متدهورة، اذ ان احداث الشرق الاوسط والبحر الاسود تحمل في طياتها العديد
من اوجه عدم اليقين والمخاطر لكليهما معا". وحث الاتحاد الاوروبي والحكومة
التركية على تكثيف الجهود لعقد حوارات شاملة تسودها الشفافية.
علاقات تركيا مع الاكراد والولايات المتحدة ايضاً
كانت محطة اهتمام "مركز التقدم الاميركي"، الذي طالب بمنح الاكراد دوراً
أكبر في تقرير شؤون المنطقة، سيما وان "التحولات السياسية المتسارعة في سوريا
والعراق تعزز الحاجة للعمل مع شركاء جدد بغية تحقيق الاستقرار في الاقليم"،
وتصميم اعلى "لمحافحة ظاهرة التشدد وحرمان المنظمات الارهابية الفضاء المطلوب
لعملياتها".
المصدر:
مكتب الميادين في واشنطن بالتعاون مع مركز الدراسات الاميركية والعربية
Comments
Post a Comment