Skip to main content

رئيس البرلمان وغابة الخرطوم الإدارية-نبيل أديب عبدالله المحامي

رئيس البرلمان وغابة الخرطوم الإدارية

نشرت يوم
 (photo: )
نبيل اديب
جاء في الإنباء أن السيد/ رئيس البرلمان قد إستدعى مسئولي ولاية الخرطوم لإستفسارهم حول معالجات الأوضاع البيئية المترتبة على السيول والأمطار،
ووجه بمراجعة كل السياسيات السابقة خاصة فيما يتعلق بتصريف المياه والمصارف الفرعية والرئيسية ومراجعة الخطط الإسكانية ، ووضع تشريعات وقوانين  ملزمة ، فضلاً عن منع تشييد المباني في المجاري الرئيسية .
مما لا شك فيه أن شاغلي المناصب التنفيذية في ولاية الخرطوم يتبعون الوالي بإعتباره رئيس الهيئة التنفيذية في الولاية، كما ويخضعون للسلطة الرقابية لمجلس تشريعي ولاية الخرطوم، ولا سلطة رقابية عليهم بالنسبة للمجلس الوطني القومي إلا حين يمارسون سلطات تقع من ضمن الإختصاصات المشتركة بين الحكومة القومية والولايات وفقاً للجدول (هـ) من الجداول الملحقة بالدستور وليس من ضمنها المسائل التي أقحم رئيس البرلمان نفسه فيها. هذه السلطة الرقابية يمارسها المجلس الوطني بأن يستدعي المسئول ويطلب منه الإدلاء بشهادة، أو إبداء رأي، وهي سلطة مقررة  للمجلس الوطني أو للجانه المختلفة وليست لرئيس البرلمان بحيث يمارسها بمفرده في مكتبه.
واقع الأمر أن رئيس البرلمان وظيفته الوحيدة هي رئاسة جلسات البرلمان، وحفظ النظام بها، وتمثيل المجلس وهو تمثيل شرفي وليس وظيفي. لذلك فإن إستدعائه لأي من المسئولين سواء في المستوى القومي أو الولائي لاسند له من الدستور، كما أن توجيهاته لذلك المسئول ليس لها أي إلزام. ولكن الأمر يكون أكثر تعقيداً حين لا يتصل بسلطة قومية بل بسلطة ولائية لأن الدستور قد حرص على النظام الفيدرالي حتى أنه لم يجز للمجلس الوطني إستدعاء الوالي، وإنما أعطى الوالي سلطة طلب مخاطبة مجلس الولايات وليس المجلس الوطني.
إذاً فإن ما قام به السيد/ رئيس البرلمان حين إستدعى نائب والي ولاية الخرطوم هو أمر خارج سلطاته، وبالتالي فإن توجيهاته التي عددها للصحفيين بعد المقابلة، هي مجرد نصائح إن شاء أخذ نائب الوالي بها، وإن شاء تركها متحسراً على ما ضاع من زمنه .
 ليس من الإنصاف أن نعزو ما قام به السيد رئيس البرلمان إلى ما عُرِف عنه من عدم التقيد بضوابط منصبه، إذ ربما كان السبب وضع العاصمة القومية في الدستور. فرغم أن ولاية الخرطوم هي ولاية كغيرها من الولايات، إلا أنها تختلط بالعاصمة القومية بشكل مربك. فالمادة (152) من الدستور تنص على أن تكون الخرطوم العاصمة القومية للبلاد، وفي نفس الوقت جعل التشريع من الخرطوم ولاية تتمتع بسلطات ولائية كاملة، وهذا يجعل جميع أجهزة الحكم القومية بما في ذلك رئاسة الجمهورية، تمارس سلطاتها من أرض تخضع لولاية والي الخرطوم وحكومته.
تعالج أغلبية الدساتير ذلك بما هو معروف باسم المقاطعة الفدرالية، بإقتطاع العاصمة من جزء من ولاية وإخضاعها مباشرة للحكومة المركزية، وهو الأمر الذي يحفظ للحكومة القومية استقلالها عن الولايات المختلفة لأن المستوى القومي في الحكم هو أعلى من المستوى الولائي. من أظهر الأمثلة للعواصم التي أفردت لها مقاطعات فدرالية، برازيليا وكانبيرا وكركاس ومكسيكو وواشنطن، وأشهرها واشنطن المعروفة بمقاطعة كولومبيا. منح الدستور الأمريكي الكونغرس السيطرة التشريعية على العاصمة القومية، وقد فوض الكونغرس قدرا محدودا من السلطة المحلية لواشنطن، يمارسها مجلس تشريعي وعمدة منتخبين. بالنسبة للمستوى القومي يمثل واشنطن عضو واحد في مجلس النواب، ليس له حق التصويت، وليس لها تمثيل في مجلس الشيوخ.
كان هم المؤتمر الوطني أثناء مفاوضات السلام هو أن يخضع العاصمة لقوانين الشريعة الإسلامية فخلق هذه الغابة الإدارية التي تجعل الحكومة القومية لا تملك أي إختصاص بالنسبة للمقر الذي تزاول منه سلطاتها. وهذا مثل لعشوائية معالجتنا للمسائل الدستورية الهامة.
نبيل أديب عبدالله
المحامي

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe