Skip to main content

السعودية تربح في لبنان... ماذا عن سوريا؟

: السعودية تربح في لبنان... ماذا عن سوريا؟

من الصعب تصور وجود تفاهمات كبرى في المنطقة. الأرجح أن هناك بعض الانفراجات التي أدت الى عودة الحريري إلى لبنان. الصراع مستمر. الضغط سيزيد أكثر على سوريا وحزب الله من السعودية والغرب وتركيا بعد فوز رجب طيب أردوغان. كيف سيكون الضغط المقابل؟
لماذا قدمت السعودية مليار دولار للجيش اللبناني؟
لماذا قدمت السعودية مليار دولار للجيش اللبناني؟
من مفارقات التاريخ والجغرافيا أن جيشاً يصاب بنكسة عسكرية خطيرة، فيتحول في عيون شعبه إلى "بطل". هذه هي حال الجيش اللبناني في عرسال. فوجئ بـ "داعش". إشتبك معها من دون غطاء عسكري أو سياسي فعلي. فقد مجموعة من رجاله بين قتيل وجريح وأسير، فإذا بقائده جان قهوجي يصبح أبرز المرشحين للرئاسة، ويصير الجيش على كل شفة ولسان.
هذا دليل على ثلاثة أمور رئيسة، أولها أن الجيش محبوب فعلاً من قبل الشرائح الكبرى من المجتمع اللبناني. ثانياً إن الناس قلقون جدِّياً من خطر الخلافة الإسلامية. ثالثاً، وهذا هو المقلق، أن الجيش اللبناني صار جزءاً من معركة سياسية إقليمية ودولية قد تحرق أوراق قهوجي، أو تصيب هذه المؤسسة المحترمة المحبوبة من شعبها بنصال الحرب الدائرة في المنطقة.
لنستعد قليلاً مشهد الأيام القليلة الماضية كي نفهم: "داعش" تحتل عرسال فجأة. تُسقط كل مخططات الدولة اللبنانية التي من المفترض أنها تراقب عرسال منذ ثلاث سنوات. يصاب الناس بالهلع. يخرج قائد الجيش، للمرة الأولى، على شعبه بخطاب واضح ومباشر وجريء. يلتهب الإقليم بتهجير مسيحيي العراق وقتل الأزيديين والتقدم باتجاه الأكراد. تسري أخبار فيها كثير من المغالاة حول سقوط اللواء 93 السوري في يد "داعش". تنسحب "داعش" من عرسال بتسوية غريبة. يستقبل السيد حسن نصرالله رئيس جبهة النضال وليد جنبلاط، يتفقان على أن يزور جنبلاط الجنرال ميشال عون. يعود رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى لبنان، وينتخب مفت جديد للجمهورية برعاية سعودية.
هذه كلها خطوط حمراء جرى اختراقها في أسبوع واحد. قابلها تحرك مهم من السعودية وأميركا: الرياض قدّمت مليار دولار للجيش اللبناني (فيما الهبات الاخرى بقيت حبراً على ورق، تماماً كما اوضح بلطشته الذكية وزير الداخلية نهاد المشنوق).
باراك أوباما قرر البدء بمعركته الجوية ضد "داعش" في العراق حين خرجت عن الحدود المقبولة، أي عن الموصل. (تحرك الفاتيكان لعب دوراً ضاغطاً).
بمعنى آخر، جرى وضع خصوم السعودية والولايات المتحدة الأميركية أمام معادلة واضحة: إما "داعش" أو معادلة سياسية مغايرة لا تترك إيران ولا حزب الله ولا سوريا ولا حلفاءهم رابحين.
جاء الدخول إذاً على خط الجيش اللبناني واضح المعالم تماماً. يجب أن يصبح هذا الجيش صاحب القوة الأبرز في لبنان، والأقدر على مواجهة الإرهاب. يجب أن يصبح لاحقاً الأقدر على إنهاء كل الوجود المسلح بما في ذلك حزب الله. هذا شرط دولي وإقليمي معلن ويجري العمل عليه منذ سنوات، حتى ولو أن القيادات العسكرية جميعاً في هذا الجيش أحسنت دائماً التصرف حيال ذلك، لمعرفتها بحساسية الصدام مع الحزب، ثم لأن للحزب وطائفته في الجيش بقدر ما للآخرين.
كلام السفير الاميركي في بيروت واضح. دعوة رئيس كتلة تيار المستقبل فؤاد السنيورة لإغلاق الحدود وتطبيق القرار 1701 أوضح.
الهدف اذاً هو تقريب الجيش اللبناني قدر الإمكان من محور السعودية وأميركا وحلفائهما وإبعاده من المحور الآخر. الأمر نفسه حصل في العراق. فبعد هروب الجيش من الموصل أمام "داعش" بطريقة مذلّة ومثيرة للريبة والشفقة فعلاً، صار رئيس الحكومة نوري المالكي وحلفاؤه أكثر المطالبين بالحضور العسكري الأميركي. إنتهى عصر الجدال حول الاتفاقات الأمنية والدور العسكري الاميركي وغيره.

تفاهمات أم اشتباك؟

السؤال الأول المتعلق بالعراق: هل يجوب الطيران الأميركي سماء العراق بالتفاهم الضمني مع إيران أو من دونه؟ هذه مسألة مفصلية.
السؤال الثاني المتعلق بلبنان: هل تمت عودة الحريري بتنسيق غير مباشر مع حزب الله، وهل لعب رئيس جبهة النضال وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري الدور الأبرز أم لا؟ هذه مسألة مفصلية أيضاً. السؤال الثالث المتعلق بغزة خصوصاً بعد التسريبات الإسرائيلية الكثيرة حول تقارب مع السعودية: بعد التدمير الممنهج للقطاع، هل سينجح الطرف المناهض لحماس والمقاومة وإيران بفرض المعادلة الخطيرة التي تقول "إما أن تقبلوا بحل تكون فيه السعودية ومصر الأساس، أو نترك القطاع مدمراً لتتحمل حماس والجهاد وغيرهما المسؤولية؟". إذا كان كل ما تقدم حصل بناء على تفاهمات أو نتيجة احتدام الصراع، فهذا يعني أن السعودية لا تزال أقوى مما يعتقد خصومها. يعني أيضاً ألا أحد في المنطقة قادر على فرض تسويات عسكرية وسياسية من دون التفاهم مع الطرف الآخر.

ماذا عن سوريا؟

هي تبقى الأساس. السعودية لم تغيّر موقفها حيال الرئيس بشار الأسد. ثمة اعتقاد بأن ضرب "داعش" في العراق، ومساعدة الجيش اللبناني سيعيدان الكرة إلى ملعبها الأساس، أي ترك الجيش السوري يقاتل "داعش" والإرهاب الى ما شاء الله.
سرَّب الاوربيون قبل فترة اقتراحاً بصيغة مغايرة لجنيف تكون إيران جزءاً منها. يعتقدون بأن الصراع الأطلسي مع روسيا لا يترك مجالاً للطلب منها الضغط على النظام السوري. يعتقدون أيضاً بأن طهران يمكن أن تلعب دوراً في إقناع الرئيس بشار الأسد بالجلوس إلى طاولة تفاوض دولي مع المعارضة بحيث يصار إلى وضع دستور جديد وحكومة جامعة. في المقابل يبدو أن الأسد حدّد خطوطه الحمراء. لا شيء للمستقبل أكثر من إشراك بعض معارضي الداخل في حكومة تنطلق فقط من الدستور الحالي. ولا شيء أكثر من تعزيز المصالحات الداخلية. معارضة الخارج بالنسبة إليه قد انتهت (خطابه الأخير واضح).  من الصعب إذاً تصور وجود تفاهمات كبرى في المنطقة. الأرجح أن هناك بعض الانفراجات التي أدت الى عودة الحريري إلى لبنان. الصراع مستمر. الضغط سيزيد أكثر على سوريا وحزب الله من السعودية والغرب وتركيا بعد فوز رجب طيب أردوغان. كيف سيكون الضغط المقابل؟ لا شك في أن المنطقة العربية والشرق أوسطية تمر في مرحلة التدمير المزدوج والاحتواء المزدوج. من مصلحة الدول الكبرى أن تشلّ قدرات الجميع. التدمير الكبير الذي شهدته المنطقة مفيد لها. ظهور "داعش" مفيد رغم خطر الإرهاب. القلق السعودي مهم. إحراج إيران مهم. التعاون الإقليمي والدولي يمكنه القضاء على "داعش" حين يشاء. الأهم هو إشعار الجميع بأن أي تعاون وأي حل سياسي، من دون غطاء أميركي وغربي أطلسي، مستحيل. غير ذلك في هذه الأوقات الحرجة هو من باب الوهم السياسي وليس الواقعية.
المصدر:
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع قناة الميادين الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe