Skip to main content

التنازلات المطلوبة من الفلسطينيين ----المصدر:-------------- فريدة الشوباشي*


التنازلات المطلوبة من الفلسطينيين

عادت المشكلة الفلسطينية تتصدر واجهة الأحداث، بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، الذي بدا فخوراً برؤية ترامب لحل أعقد قضية في التاريخ، وكيف لا والرئيس الأميركي الجديد يطالب الفلسطينيين والإسرائيليين بتقديم تنازلات، لتحقيق السلام، وهو ما يوجب سؤاله: أي تنازلات يمكن أن يقدمها الفلسطينيون يا سيد ترامب؟.. لقد داهمهم ملايين اليهود من جميع أنحاء العالم، وبدعم بريطاني في البداية.
ثم تم تسليم الراية لأميركا منذ منتصف القرن الماضي، وقاموا بتشريدهم، بدعوى «أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض؟» في أحقر أكذوبة، أعطى بها من لا يملك وعداً لمن لا يستحق، وكأن ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من أرضهم وطردوا من منازلهم، كانوا يسكنون كوكباً بعيداً عن كوكبنا....
ومن بين الأسئلة، في رأيي، كيف لأكبر دولة في العالم، والتي لا تكف عن تصديع رؤوسنا بالتحدث كحامية للحريات والقانون الدولي وحقوق الإنسان، أن تهدر حرية الفلسطينيين وحقوقهم وتزدري القانون الدولي فلا يشير رئيسها، مجرد إشارة، إلى قرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة القرار 242، الذي طالب إسرائيل بالانسحاب إلى خطوط، ما قبل عدوان يونيو 1967، والذي اعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة، ومع ذلك «وعد» ترامب، وكأننا لا يكفينا وعد بلفور، بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، عاصمة إسرائيل الموحدة، كما هتف بحماس في قلب الكنيست الإسرائيلي سلفه باراك أوباما.
الأدهى والأمر أن حكام إسرائيل ينتهكون حقوق الفلسطينيين يومياً بالتوسع في بناء المستوطنات، فوق أراضيهم وعلى أنقاض منازلهم، التي لا يراها ترامب، ويا للغرابة، عائقاً أمام تحقيق السلام، وإضافة إلى ذلك يطلبون منهم الاعتراف بيهودية الدولة.. أي يعترفون بشرعية نظام عنصري بامتياز، ربما أعتى من نظام جنوب أفريقيا الذي سقط لأن سقوطه كان حتمياً.
مطلوب إذاً من الفلسطيني، المسلم أو المسيحي، أن يقبل بوضع المواطن من الدرجة الثانية، في الدولة اليهودية، فهل ينتظر ترامب أن يُقر الفلسطينيون بأن دولتهم هي دولة «يهودية»؟، وعلى أي أساس قرر الرئيس الأميركي، دون أن يرمش له جفن، التغاضي عن إقامة دولتين واحدة إسرائيلية بما ابتلعت من أراضٍ والأخرى فلسطينية على ما تبقى من أرض فلسطين، والمهدد بدوره للابتلاع بسرطان المستوطنات.
لا يوجد عاقل في الدنيا يتوهم إحلال سلام في المنطقة من دون حل الدولتين، والحقيقة أن أميركا التي قامت على أشلاء، الهنود الحمر، سكان أميركا الأصليين، لا تدرك أن عدد سكان إسرائيل يبلغ نحو خمسة ملايين، بينما العرب يقدرون بأكثر من ثلاثمئة مليون نسمة.
كما قال سميح القاسم، مجنونة هي الجزيرة التي تعادي المحيط، وأيضاً أتمنى أن يقرأ الرئيس الأميركي ما كتبه منذ سنوات جاك أتالي، وهو فرنسي يهودي الديانة، والذي كان من أقرب مستشاري الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، وأوضح فيه أن نهاية الحلم الصهيوني واقعة لا محالة في الاحتمالات الثلاثة المنطقية.
ففي حالة السلام فان إسرائيل ستذوب في المحيط العربي، الاحتمال الثاني هو الحرب، لكن الحرب مستحيلة بسبب تداخل السكان، وفي حالة اللاسلم واللاحرب، سيعود أصحاب رؤوس الأموال، الذين لم يحسبوا حساب مقاطعة الشعوب العربية، إلى أوطانهم أو من حيث أتوا.
في كل الأحوال الحلم الصهيوني بالهيمنة على المنطقة، من الفرات إلى النيل، غير قابل للتحقيق بل هو في سبيله إلى كتابة فصل النهاية.
أما المحزن فعلاً، فهو التشرذم المفزع الذي وصلنا إليه، حيث لا توجد بقعة تقريباً في الوطن العربي، لا يتقاتل فيها أبناء البلد الواحد أصحاب العقيدة الدينية المشتركة، ناهيك عن المختلفين في الدين.
ذروة الحزن هنا، هو ما حدث في فلسطين ذاتها، بعدما انفصلت غزة بقيادة حركة حماس، فشطرت المشطور وفتتت المفتت، فاختفى بالتالي اسم فلسطين تقريباً وبات الحديث عن، الضفة وغزة، وأصبح كل طرف ينعت الآخر بأقسى الأوصاف ويكيل ما تيسر من اتهامات، بالعمالة والخيانة، وكذلك بالكفر.
هنا لنا أن نتساءل، بفرض ظهور معجزة، بوادر حل لقضية هذا الشعب الذي تعرض ولا يزال، لأفدح ظلم في التاريخ، فمع أي جهة يتفاوض.. السلطة الفلسطينية أم حركة حماس، المنشقة عنها؟.. إن المأساة الفلسطينية شارك في صنعها، أجانب، لا شك في ذلك، لكن الأكثر إيلاماً ما ألحقه بها العرب.. والفلسطينيون من ظلم وإجحاف.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe