Skip to main content

سفينة بَـــوْح – هيثم الفضل-------- فقه الإنفراج المُنتكِس .. !!

سفينة بَـــوْح – هيثم الفضل
فقه الإنفراج المُنتكِس .. !!
أعترف أن حكومة المؤتمر الوطني قد خطت خطوات لا بأس بها في مجال وضع حدود ضيقة لإمكانية النقد السياسي عبر الصحف ، وقصدتُ من خلال الجملة السابقة عدم التعرُض لكلمة (حريات النشر) لأن ما يُطرح حالياً من (سماح) غير مُطلق لكتاباتنا التي في أغلب الأحيان لا تخرج عن شائبة الحِدة في النقد السياسي والإشارات الواضحة لأوجه التقصير والفساد والطغيان وغيرها من المشاهد المأساواية التي تشهدها البلاد بما كسبت يد الذين وقفوا على إدارتها بالحديد والنار ، نعم نحن وغيرنا يُفسح لنا بعض مجالٍ لقول ما هو غُصة في حلوق كثيرين ولو كان عبر (شروط) و(محاذير) لا نعرفها نحن في أغلب الأحيان ولكن بالطبع تتابعها وتطبقها الأجهزة الأمنية التي يسعى ناشطون الآن لكبح إختصاصاتها القمعية والتي طالما أضرت بمصالح العباد والبلاد ، لكن في نفس الوقت يتم رسم المعادلة عبر(الإنتكاس) المتوازي مع نسبية إطلاق هذه الحريات (المجزوءة) بكثير من الإشارات والتدابير التكميمية مثل المصادرات المتواترة والمتقطعة لبعض الصحف التي يتنافى خطها التحريري مع توجهات النظام ومصالحه ومكتساباته المؤسسية والشخوصية ، وكنت قد قلت قبل ذلك في مقال سابق أن هذا التوازي أوالتناقض في الموقفين المذكورين أعلاه هو نتاج واقعي ومتوقع لطبيعة ما تتسم به الأنظمة الشمولية من سمات أهمها المبدأ المنطقي الذي يقول (أن ما أُخذ بالقوة لا يمكن حمايته إلا بالقوة) ، وطبعاً من أفظع وأوجع أنواع القوة والعنف السياسي هو إنعدام أو (تقلُّص) مساحة الحريات الصحفية والإعلامية على العموم ، فأن (تُجازف) حكومة الحزب الواحد بترك فعاليات العمل الإعلامي والصحفي بالخصوص خارج دائرة السيطرة المباشرة ، من شأنه أن يودي إلى كوارث مهلكة تبدأ بإنكشاف الحقائق المخبوءة وتنتهي بتحديد المتسببين وتحمل المسئوليات السياسية والإدارية والقانونية ، وفي كل ذلك أسباباً عُدة كفيلة بهدم أيي نظام سياسي مهما بلغت قوة بطشه وطغيانه ، ومن أمثلة التناقض التخطيطي للحكومة فيما يتعلّق بمسألة حريات النشر والتعبير إيقاف الكثير من الكتاب الصحفيين لأن أفكارهم وأنماطهم في الكتابة لا (تتسق) مع المستوى المحدد لنسبية الإنفراج الذي طرأ في هذا مجال ، هذا فضلاً عن المساءلات والإنذارات والمضايقات التي تترى من حين لآخر في حق الصحفيين الذي يغرِّدون خارج سرب المطبلين من النفعيين الجُدد ، وبعد كل هذا في إعتقادي أن لا حياة لمن تنادي ، فإذا إستفدنا من هذ الإنفراج النسبي وقلنا عبر مقالاتنا ما لم يكن مستساغاً ولا مسموحاً من قبل ، فإن السياسة الجديدة التي سادت الآن هي عدم الإلتفات و(الطناش) التكتيكي ، بمعنى (الكلاب تنبح والجمل ماشي) ، إذاً ما الفائدة من حرية الصحافة والنشر إذا كانت الحكومة لا تلتفت ولا تستجيب ولا يطرف لها جفن ، وأيضاً الشعب لا يهتم ولا يتفاعل إلا في حدود إستمتاعه بفكرة أن الحقيقة أصبحت بين يديه لتغرق بعد حين في مستنقع النسيان ، إن كل فكرة مُتفق عليها ومُقدسة إن أُفرغت من مضمونها و شابها زيف ( المظاهرالشكلية ) أصبحت نقمة بعد أن كانت نعمة.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe