سفينة بَـــوْح – هيثم الفضل
زنـقـة عـدوك .. !!
لم أرى أحد من أصحاب النفوذ والمتشبثين عنوةً بالسلطة والتحكم في مصائر البشر واقعاً يوماً ما في زنقة ، و الزنقة في موروثنا اللغوي الدارجي تُعادل مصطلح (ورطه) ، هؤلاء المذكورين آنفاً هم ضد الورطات والزنقات لأنهم (مصفحين) بالوقاية عبر تمدد علاقاتهم على المستويات العليا للمناصب النافذة وعلى مستوى منظومة (تطويع الصعاب في إنقاذ الصحاب) وذلك عبر التحايل على القوانين والحماية المباشرة من المساءلة العدلية المتعارف عليها ، ثم أحياناً عبر فقه (الطناش) الذي مفاده أن تسمع وترى ما يبدو من مخالفات وتعديات وفساد وتدعي عدم المعرفة والإنتباه ، يعني بلغة الشارع الحديثة (تعمل رايح) ، وفي ذلك يتنافس المتنافسون من الذين إغتنوا وإكتنزوا الثروات لأنهم إنتموا إلى منظومة مالكي السلطة في البلاد ، وآخرون وهم كثر مجرد نفعيون يقتاتون الفتات الذي يُعتبر بالنسبة إلى عامة الغُبش منتهى ما يمكن أن يطلبه الإنسان من الدِعة في العيش والثراء ، أما (زنقة عدوك) التي كان يتداولها السودانيين قديماً والتي كانت تُطلق على كل شخص يقع في ورطة تُحتم عليه المثول أمام جهة قانونية أو حتى مجتمعية أو أسرية ليلقى جزاءه العادل ، فقد إندثرت شأنها شأن الكثير من القيِّم الأخلاقية الطيبة والموروثات الإجتماعية الثرة التي ضاعت و ُنتهك سترها بمخالب الفقر والجهل والإذلال الذي عانى منه هذا الشعب على مدى سنوات من الحكم الشمولي ، الذي وبطبيعة توجهاته وخصائصة يعتمد في بِنية إستمراره وتأمين نفسة على (دهس) الأفكار المغايرة والمحاولات الثورية السلمية والعسكرية التي تنشد االحرية وسيادة دولة القانون والتداول السلمي للسلطة ، وبذلك فإن (زنقة عدوك) أصبحت قاصرة ومُختصرة في فئة الغبش الشرفاء من أهل هذه البلاد ، اولئك الذين لا ناقة لهم ولاجمل ولا مثقال خردلة مما يُعبأ في بطن الفساد الذي عم وأُبتلي به معظم أصحاب النفوذ والسلطة من (المُتمكنين) ، فمن غير الغبُش يدخل في زنقة العدو إذا أقبل آخر الشهر وأصابه هم سداد الإيجار ، ومن غيرهم شرفاء السودان يقع في زنقة أساسها العجز وقلة الحيلة إزاء مرض أصاب أحد أفراد الأسرة فوقفت الإمكانيات حائلات دون تتطبيبه وجلب دواءه ، من غيرهم يعيشون وجعة (زنقة عدوك) حينما يحل موعد دفع أقساط المدارس ، في بلاد أصبحت مدارسها الحكومية تهدِّد والجها بضياع المستقبل الأكاديمي والأخلاقي ، فضلاً عن إمكانية فقدانه حياته في بئر مرحاض أو إنهيار سقف مهتريء ، من غير الضعفاء والبسطاء يقعون تحت طائلة مصطلح (زنقة عدوك) غير النازحين من قراهم بسبب الحرب والتوترات وإنفلات الأمن في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ، (زنقة عدوك) لايشعر بها إلا من وقف حائراً ومغبوناً في طوابير ماكينات الغسيل الكلوي الذي أصبح وباءاً يهِّد البلاد والعباد و لا وزارةً للصحة تقدم تبريراً أو تنويراً أو دراسة لتحديد أسباب تفشي المرض ، ولا وزارة مالية تعطي عبر ميزانيتها أولوية لحياة الناس وحقن دمائهم قبل الموت بغلاء تكاليف العلاج و الدواء .. اللهم يا فرّاج الهموم.
زنـقـة عـدوك .. !!
لم أرى أحد من أصحاب النفوذ والمتشبثين عنوةً بالسلطة والتحكم في مصائر البشر واقعاً يوماً ما في زنقة ، و الزنقة في موروثنا اللغوي الدارجي تُعادل مصطلح (ورطه) ، هؤلاء المذكورين آنفاً هم ضد الورطات والزنقات لأنهم (مصفحين) بالوقاية عبر تمدد علاقاتهم على المستويات العليا للمناصب النافذة وعلى مستوى منظومة (تطويع الصعاب في إنقاذ الصحاب) وذلك عبر التحايل على القوانين والحماية المباشرة من المساءلة العدلية المتعارف عليها ، ثم أحياناً عبر فقه (الطناش) الذي مفاده أن تسمع وترى ما يبدو من مخالفات وتعديات وفساد وتدعي عدم المعرفة والإنتباه ، يعني بلغة الشارع الحديثة (تعمل رايح) ، وفي ذلك يتنافس المتنافسون من الذين إغتنوا وإكتنزوا الثروات لأنهم إنتموا إلى منظومة مالكي السلطة في البلاد ، وآخرون وهم كثر مجرد نفعيون يقتاتون الفتات الذي يُعتبر بالنسبة إلى عامة الغُبش منتهى ما يمكن أن يطلبه الإنسان من الدِعة في العيش والثراء ، أما (زنقة عدوك) التي كان يتداولها السودانيين قديماً والتي كانت تُطلق على كل شخص يقع في ورطة تُحتم عليه المثول أمام جهة قانونية أو حتى مجتمعية أو أسرية ليلقى جزاءه العادل ، فقد إندثرت شأنها شأن الكثير من القيِّم الأخلاقية الطيبة والموروثات الإجتماعية الثرة التي ضاعت و ُنتهك سترها بمخالب الفقر والجهل والإذلال الذي عانى منه هذا الشعب على مدى سنوات من الحكم الشمولي ، الذي وبطبيعة توجهاته وخصائصة يعتمد في بِنية إستمراره وتأمين نفسة على (دهس) الأفكار المغايرة والمحاولات الثورية السلمية والعسكرية التي تنشد االحرية وسيادة دولة القانون والتداول السلمي للسلطة ، وبذلك فإن (زنقة عدوك) أصبحت قاصرة ومُختصرة في فئة الغبش الشرفاء من أهل هذه البلاد ، اولئك الذين لا ناقة لهم ولاجمل ولا مثقال خردلة مما يُعبأ في بطن الفساد الذي عم وأُبتلي به معظم أصحاب النفوذ والسلطة من (المُتمكنين) ، فمن غير الغبُش يدخل في زنقة العدو إذا أقبل آخر الشهر وأصابه هم سداد الإيجار ، ومن غيرهم شرفاء السودان يقع في زنقة أساسها العجز وقلة الحيلة إزاء مرض أصاب أحد أفراد الأسرة فوقفت الإمكانيات حائلات دون تتطبيبه وجلب دواءه ، من غيرهم يعيشون وجعة (زنقة عدوك) حينما يحل موعد دفع أقساط المدارس ، في بلاد أصبحت مدارسها الحكومية تهدِّد والجها بضياع المستقبل الأكاديمي والأخلاقي ، فضلاً عن إمكانية فقدانه حياته في بئر مرحاض أو إنهيار سقف مهتريء ، من غير الضعفاء والبسطاء يقعون تحت طائلة مصطلح (زنقة عدوك) غير النازحين من قراهم بسبب الحرب والتوترات وإنفلات الأمن في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ، (زنقة عدوك) لايشعر بها إلا من وقف حائراً ومغبوناً في طوابير ماكينات الغسيل الكلوي الذي أصبح وباءاً يهِّد البلاد والعباد و لا وزارةً للصحة تقدم تبريراً أو تنويراً أو دراسة لتحديد أسباب تفشي المرض ، ولا وزارة مالية تعطي عبر ميزانيتها أولوية لحياة الناس وحقن دمائهم قبل الموت بغلاء تكاليف العلاج و الدواء .. اللهم يا فرّاج الهموم.
Comments
Post a Comment