قبل الخوض في تفاصيل الموضوع ومدى مساهمته في التقهقر الحضاري للمجتمع الشيعي العراقي , نمر بعجالة على ن مفهوم واسس الخطابة بشكل عام , فالخطابة لغة :هي مصدر فعله (خطب) والجمع (خطباء) وتعني الكلام المنثور المسجوع ونحوه اما الاصطلاح فليس هناك تعريف نهائي للخطاب انما يمكن تحديدها بشكل عام على انها كلام منثور يكون وسيلة للتواصل بين شخص ومجموعة من الناس (جمهور) بهدف اقناعهم بوجهة نضر يتبناها الخطيب.
تحتاج الخطبة الى عدة عناصر اهمها:
1- جمهور متلقي فبدون وجود الطرف الثاني من المعادلة تنتفي الغاية من الخطبة اصلاً وتتحول الى حديث شخصي
2- تتم بطريقة ارتجالية فالقراءة من نص مكتوب يفقد صلة الوصل الضرورية بين الخطيب وجمهوره
3- يجب ان تحتوي الخطبة على مجموعة من البراهين والحجج لاثبات وجهة نضر الخطيب وقد يصاحبها انفعالات جسدية كاثارة نوع من الاحاسيس لدى الجمهور المستهدف
وهناك خصائص اضافية يجب على الخطيب مراعاتها بشكل عام منها استيعاب مقامات الخطابة ونوع الجمهور وعلى الخطيب ان يتمتع بصفات معينة كالعلم والمعرفة بموضوع البحث والمهارة اللغوية والقدرة على التلاعب بالكلمات بالاضافة الى الهدف والرسائل المرجو تمريرها .
يجب الاعتراف ان المدرسة الفقهية الشيعية قد استطاعت تخريج مجموعة من الخطباء البارزين وهي تعول عليهم اكثر من الوسائل التعليمية التقليدية ( الدراسة الدينية في الحوزة ) في نشر المذهب الشيعي معتمدة على سمات بارزة لخطباء المبر الحسيني ( وهو المصطلح الدارج للدلالة عليهم في الوسط الشيعي) اهمها التركيز على مأساة كربلاء ومحورها الامام الحسين بن علي سبط النبي محمد ومجموعة من ذريته اللذين قضوا في تلك المعركة ولاسيما اخوه العباس واخته زينب , وتمثل تلك الحادثة ورموزها محور جامع لكل الخطب مهما اختلف مضمونها وهي ميزة مهمة لجلب انتباه المتلقي عبر العزف على اوتار عاطفة جياشة متعلقة اصلاً بحب النبي واهل بيته يزيد من حرارة تفاعلها مجموعة من المبالغات التاريخية والمعجزات المفترضة التي تجعل من الشخص محط سخرية في الاحوال العادية , لكن امتلاك خطيب المنبر الحسيني ادوات تاثير فعالة تصل لدرجة التنويم المغناطيسي تجعل كل ما يصدر منه غير قابل للتشكيك.
يختلف اسلوب الطرح من خطيب لاَخر حيث تلعب السمات الشخصية والكفاءة المعرفية دوراً مهماً في نوعية هذا الخطاب ففي حين يحاول البعض التعويل على المنطق والاسلوب الهادئ كالشيخ احمد الوائلي وجعفر الابراهيمي يميل اخرون الى زيادة نسبة الشحن العاطفي للتعويض عن القدرة البلاغية كالشيخ الفالي والشيخ عبد الحميد المهاجر اللذان يفضلان الخوض في احاديث اسطورية لتعضيد حججهم , في حين يتكأ اخرون بشكل شبه كامل على عملية التاثيرالعاطفي عبر مجموعة من المراثي باللغة الشعبية ( النعاوي باللهجة العراقية) , أما من يحاول الاعتماد على المنطق فقط فلن تجد له شعبية تذكر لكن الجميع تقريباً يسقطون في فخ المبالغة والتضاد الذي يجبرهم عليه قولبة الخطبة في محور واحد تم الحديث عنه ملايين المرات ( الرقم حقيقي وليس تعبيراً مجازياً) , فالخطبة تبدأ بقراءة اية واحياناً جزء من اية لاتتعدى بضع كلمات من القران متبوعة بتفسير قصير قد يشمل اسباب النزول وحديث عقائدي لمدة (5-10) دقائق ثم قصص واشعر من التراث تتمحور غالباً حول سيرة اهل البيت ونكبتهم لمدة (20-25 دقيقة) وبعدها يتم ربط الحديث بمواضيع معاصرة تشمل غالباً مواقف سياسية واجتماعية متفق عليها بين الشيعة واحياناً تتضمن مواقف صريحة يتجنب المرجع الاعلى الاعلان عنها فيتم ايكال هذه المهمة الى الخطباء وفي هذه الفقرة يتم تمرير الرسائل الاساسية التي يرغب الخطيب في ايصالها الى جمهوره (10-20 دقيقة) بعدها يتم ربط الموضوع بكربلاء غبر موقف اوحادثة تسكن ثنايا هذه الماساة وفي معظم الاحيان يكون الربط قسرياً غير متوافق مع متن الخطاب وعسير على الارتباط به لكن الجمهور المتعطش لبكائيات اعتاد تفرغ حزنه ومعاناته اليومية بين سطورها خارج معادلة الفهم بسبب الاستلاب الفكري لصالح الهيجان العاطفي الذي مهد له الخطيب ببلاغة متناهية وقدرة تعبيرية بالصوت درجة ونوعاً وبحركات متقنة يساهم فيها كل اعضاء الجسد لايصال الجمهور الى حالة من سلوك جمعي يمثل الحزن والبكاء محوره الرئيسي , ثم يختم الخطيب خطبته بمجموعة من (النعاوي) والمراثي مازجاً بحرفية عالية بين اللهجة العامية واللغة الفصحى ليخرج المستمع وهومشدود الوثاق الى خطيب عرف كيف يجلبه الى صفه بمهارة كبيرة تعد احدى اسرار الحوزة
تحتاج الخطبة الى عدة عناصر اهمها:
1- جمهور متلقي فبدون وجود الطرف الثاني من المعادلة تنتفي الغاية من الخطبة اصلاً وتتحول الى حديث شخصي
2- تتم بطريقة ارتجالية فالقراءة من نص مكتوب يفقد صلة الوصل الضرورية بين الخطيب وجمهوره
3- يجب ان تحتوي الخطبة على مجموعة من البراهين والحجج لاثبات وجهة نضر الخطيب وقد يصاحبها انفعالات جسدية كاثارة نوع من الاحاسيس لدى الجمهور المستهدف
وهناك خصائص اضافية يجب على الخطيب مراعاتها بشكل عام منها استيعاب مقامات الخطابة ونوع الجمهور وعلى الخطيب ان يتمتع بصفات معينة كالعلم والمعرفة بموضوع البحث والمهارة اللغوية والقدرة على التلاعب بالكلمات بالاضافة الى الهدف والرسائل المرجو تمريرها .
يجب الاعتراف ان المدرسة الفقهية الشيعية قد استطاعت تخريج مجموعة من الخطباء البارزين وهي تعول عليهم اكثر من الوسائل التعليمية التقليدية ( الدراسة الدينية في الحوزة ) في نشر المذهب الشيعي معتمدة على سمات بارزة لخطباء المبر الحسيني ( وهو المصطلح الدارج للدلالة عليهم في الوسط الشيعي) اهمها التركيز على مأساة كربلاء ومحورها الامام الحسين بن علي سبط النبي محمد ومجموعة من ذريته اللذين قضوا في تلك المعركة ولاسيما اخوه العباس واخته زينب , وتمثل تلك الحادثة ورموزها محور جامع لكل الخطب مهما اختلف مضمونها وهي ميزة مهمة لجلب انتباه المتلقي عبر العزف على اوتار عاطفة جياشة متعلقة اصلاً بحب النبي واهل بيته يزيد من حرارة تفاعلها مجموعة من المبالغات التاريخية والمعجزات المفترضة التي تجعل من الشخص محط سخرية في الاحوال العادية , لكن امتلاك خطيب المنبر الحسيني ادوات تاثير فعالة تصل لدرجة التنويم المغناطيسي تجعل كل ما يصدر منه غير قابل للتشكيك.
يختلف اسلوب الطرح من خطيب لاَخر حيث تلعب السمات الشخصية والكفاءة المعرفية دوراً مهماً في نوعية هذا الخطاب ففي حين يحاول البعض التعويل على المنطق والاسلوب الهادئ كالشيخ احمد الوائلي وجعفر الابراهيمي يميل اخرون الى زيادة نسبة الشحن العاطفي للتعويض عن القدرة البلاغية كالشيخ الفالي والشيخ عبد الحميد المهاجر اللذان يفضلان الخوض في احاديث اسطورية لتعضيد حججهم , في حين يتكأ اخرون بشكل شبه كامل على عملية التاثيرالعاطفي عبر مجموعة من المراثي باللغة الشعبية ( النعاوي باللهجة العراقية) , أما من يحاول الاعتماد على المنطق فقط فلن تجد له شعبية تذكر لكن الجميع تقريباً يسقطون في فخ المبالغة والتضاد الذي يجبرهم عليه قولبة الخطبة في محور واحد تم الحديث عنه ملايين المرات ( الرقم حقيقي وليس تعبيراً مجازياً) , فالخطبة تبدأ بقراءة اية واحياناً جزء من اية لاتتعدى بضع كلمات من القران متبوعة بتفسير قصير قد يشمل اسباب النزول وحديث عقائدي لمدة (5-10) دقائق ثم قصص واشعر من التراث تتمحور غالباً حول سيرة اهل البيت ونكبتهم لمدة (20-25 دقيقة) وبعدها يتم ربط الحديث بمواضيع معاصرة تشمل غالباً مواقف سياسية واجتماعية متفق عليها بين الشيعة واحياناً تتضمن مواقف صريحة يتجنب المرجع الاعلى الاعلان عنها فيتم ايكال هذه المهمة الى الخطباء وفي هذه الفقرة يتم تمرير الرسائل الاساسية التي يرغب الخطيب في ايصالها الى جمهوره (10-20 دقيقة) بعدها يتم ربط الموضوع بكربلاء غبر موقف اوحادثة تسكن ثنايا هذه الماساة وفي معظم الاحيان يكون الربط قسرياً غير متوافق مع متن الخطاب وعسير على الارتباط به لكن الجمهور المتعطش لبكائيات اعتاد تفرغ حزنه ومعاناته اليومية بين سطورها خارج معادلة الفهم بسبب الاستلاب الفكري لصالح الهيجان العاطفي الذي مهد له الخطيب ببلاغة متناهية وقدرة تعبيرية بالصوت درجة ونوعاً وبحركات متقنة يساهم فيها كل اعضاء الجسد لايصال الجمهور الى حالة من سلوك جمعي يمثل الحزن والبكاء محوره الرئيسي , ثم يختم الخطيب خطبته بمجموعة من (النعاوي) والمراثي مازجاً بحرفية عالية بين اللهجة العامية واللغة الفصحى ليخرج المستمع وهومشدود الوثاق الى خطيب عرف كيف يجلبه الى صفه بمهارة كبيرة تعد احدى اسرار الحوزة
Comments
Post a Comment