بعد ربع قرن من القطيعة تبادر العربية السعودية بايفاد السيد عادل الجبير وزير خارجيتها لزيارة بغداد فما هي المتغيرات التي دفعت الجبير لزيارة العراق ؟
بغض النضر عن المجاملات الاعلامية التي ظهرت في تصريحات الجبير فانه بالتاكيد يحمل بحقيبته ملفات دولية منقوش على غلاف بعضها جزرة خليجية واخرى عصا امريكية واخرى اقليمية ومحلية تحمل ذات المغزى , اذا بدأنا بالملفات الاقليمية وهي الاهم بسبب توقيع ترامب عليها وشكر السيد هوشيار زيباري الولايات المتحدة في معرض تقييمه لهذه الزيارة يوضح بشكل غير مباشر أن هذه الزيارة تمت برغبة امريكية وربما تحمل افكار وتصورات وتحذيرات امريكية للحكومة العراقية فيما يخص مرحلة مابعد داعش والتي تحمل في طياتها بوادر مواجهة ساخنة بين الولايات المتحدة وايران ومن مصلحتة امريكا وحلفائها تجريد ايران من اوراق يمكن ان تلعبها في هذه المواجهة ولعل اكثر هذه الاوراق قوة هو نفوذها المتسع في العراق والذي يمكن لها ان تستخدم فيه ادواتها في تهديد المصالح الامريكية في دول الخليج والاردن المجاورة للعراق , فالميليشيات العراقية المرتبطة بالحرس الثوري ستسبب نقطة ضعف كبيرة لأي تحرك جدي ضد ايران وقد تشمل الاجندة الامريكية دوراً للعراق في الملف السوري كجائزة ترضية للعبادي في حال قبوله بالتحول من المحور الايراني الى الخليجي او على الاقل اتخاذه موقفاً حيادياً من الصراع المرتقب وما سماح القوات الامريكية للطائرات العراقية بضرب مواقع داعش داخل الاراضي السورية سوى بادرة حسن نية في هذا الاتجاه, أما ماتحتويه جعبة الجبير على المستوى الاقليمي فهو لايقل تعقيداً , فالعربية السعودية تلاحظ انكماش دورها في الازمة السورية رغم حجم الاستثمار الكبير فيها ناهيك عن المستنقع اليمني حيث ماتزال تصارع لايجاد مخرج لحفظ ماء الوجه بعد ان كانت تضن انه المكان الانسب لضرب النفوذ الايراني وربما وجدت اخيراً ان الحوار قد يحقق لها اهداف اكثر من التدخل العسكري وهكذا تحاول تأمين مصالحها في العراق من خلال التفاهم مع حكومة بغداد في مقابل نجاح تركي ايراني في التواجد الفعال على الساحة العراقية والسبيل الى ذالك هو التعهد باعادة اعمار المناطق المحررة من داعش , كما أن موقف بغداد في توفير النفط للقاهرة بعد امتناع الرياض عن تزويدها به على خلفية مواقف سياسية وجدت انها غير ودية من مصر وجه جرس الانذار بأن لدى العراق رغم ضعفه القدرة على مساعدة بلدان تحاول الافلات من السرب الخليجي , وربما بناء تحالفات عربية جديدة تطيح بالهيمنة السعودية على القرار العربي منذ سقوط بغداد , ويبقى الهم المحلي في ملفات الجبير حاضراً بقوة بعد ضهور تقارير اعلامية عن نشاط مكثف لتنظيم داعش في صحراء الانبار المحاذية للحدود الاردنية والسعودية وامكانية تحول هذا الانتشار الى تهديد حقيقي للمملكة , كذالك انخفاض اسعار النفط يشكل عامل ضغط على متخذ القرار السعودي في ايجاد حلول سريعة لهذه المشكلة ويمثل التنسيق مع بغداد في سياسات الطاقة وفتح الاسواق العراقية امام المنتجات السعودية احد اوجه الحلول للازمة الاقتصادية الناتجة عن تراجع عائدات النفط , هذا هو الجديد من متغيرات الساحتين الاقليمية والدولية التي دعت الجبير لزيارة بغداد
بغض النضر عن المجاملات الاعلامية التي ظهرت في تصريحات الجبير فانه بالتاكيد يحمل بحقيبته ملفات دولية منقوش على غلاف بعضها جزرة خليجية واخرى عصا امريكية واخرى اقليمية ومحلية تحمل ذات المغزى , اذا بدأنا بالملفات الاقليمية وهي الاهم بسبب توقيع ترامب عليها وشكر السيد هوشيار زيباري الولايات المتحدة في معرض تقييمه لهذه الزيارة يوضح بشكل غير مباشر أن هذه الزيارة تمت برغبة امريكية وربما تحمل افكار وتصورات وتحذيرات امريكية للحكومة العراقية فيما يخص مرحلة مابعد داعش والتي تحمل في طياتها بوادر مواجهة ساخنة بين الولايات المتحدة وايران ومن مصلحتة امريكا وحلفائها تجريد ايران من اوراق يمكن ان تلعبها في هذه المواجهة ولعل اكثر هذه الاوراق قوة هو نفوذها المتسع في العراق والذي يمكن لها ان تستخدم فيه ادواتها في تهديد المصالح الامريكية في دول الخليج والاردن المجاورة للعراق , فالميليشيات العراقية المرتبطة بالحرس الثوري ستسبب نقطة ضعف كبيرة لأي تحرك جدي ضد ايران وقد تشمل الاجندة الامريكية دوراً للعراق في الملف السوري كجائزة ترضية للعبادي في حال قبوله بالتحول من المحور الايراني الى الخليجي او على الاقل اتخاذه موقفاً حيادياً من الصراع المرتقب وما سماح القوات الامريكية للطائرات العراقية بضرب مواقع داعش داخل الاراضي السورية سوى بادرة حسن نية في هذا الاتجاه, أما ماتحتويه جعبة الجبير على المستوى الاقليمي فهو لايقل تعقيداً , فالعربية السعودية تلاحظ انكماش دورها في الازمة السورية رغم حجم الاستثمار الكبير فيها ناهيك عن المستنقع اليمني حيث ماتزال تصارع لايجاد مخرج لحفظ ماء الوجه بعد ان كانت تضن انه المكان الانسب لضرب النفوذ الايراني وربما وجدت اخيراً ان الحوار قد يحقق لها اهداف اكثر من التدخل العسكري وهكذا تحاول تأمين مصالحها في العراق من خلال التفاهم مع حكومة بغداد في مقابل نجاح تركي ايراني في التواجد الفعال على الساحة العراقية والسبيل الى ذالك هو التعهد باعادة اعمار المناطق المحررة من داعش , كما أن موقف بغداد في توفير النفط للقاهرة بعد امتناع الرياض عن تزويدها به على خلفية مواقف سياسية وجدت انها غير ودية من مصر وجه جرس الانذار بأن لدى العراق رغم ضعفه القدرة على مساعدة بلدان تحاول الافلات من السرب الخليجي , وربما بناء تحالفات عربية جديدة تطيح بالهيمنة السعودية على القرار العربي منذ سقوط بغداد , ويبقى الهم المحلي في ملفات الجبير حاضراً بقوة بعد ضهور تقارير اعلامية عن نشاط مكثف لتنظيم داعش في صحراء الانبار المحاذية للحدود الاردنية والسعودية وامكانية تحول هذا الانتشار الى تهديد حقيقي للمملكة , كذالك انخفاض اسعار النفط يشكل عامل ضغط على متخذ القرار السعودي في ايجاد حلول سريعة لهذه المشكلة ويمثل التنسيق مع بغداد في سياسات الطاقة وفتح الاسواق العراقية امام المنتجات السعودية احد اوجه الحلول للازمة الاقتصادية الناتجة عن تراجع عائدات النفط , هذا هو الجديد من متغيرات الساحتين الاقليمية والدولية التي دعت الجبير لزيارة بغداد
Comments
Post a Comment