خسائر فادحة في مؤشرات المصارف الأوروبية
الأسواق العالمية تتهاوى والمستثمرون يهرعون لبيع الأسهم
تهاوت أسواق الأسهم العالمية أمس مع استمرار المخاوف بشأن الأوضاع الاقتصادية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. ودفعت عمليات بيع الأسهم على مستوى العالم مؤشر داكس الألماني إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر عام 2009 مع تراجع المؤشر المؤلف من 30 سهماً إلى 5359.71 نقطة. قال بين بوتر محلل الأسواق لدى شركة آي جي إن المستثمرين عرضوا الأسهم للبيع بأسعار متدنية لخوفهم الشديد من حالة النظام المصرفي الأوروبي فضلاً عن المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي. وسجلت أسهم قطاع المصارف الأوروبية خسائر فادحة. وفقدت الأسواق قوة الدفع رغم تحرك متصيدي الأسهم التي تراجعت أسعارها وإغلاق متعاملي خيارات الأسهم مراكزهم المالية. وكانت أسهم شركات تكنولوجيا المعلومات والسيارات من بين أكبر الخاسرين.
تداولات آسيا
آسيوياً هبطت الأسهم اليابانية 2.5 بالمئة متراجعة لليوم الثالث على التوالي وتراجع مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى إلى 9178.42 نقطة بعد هبوطه إلى 7078.74 نقطة لكنه ظل أعلى من مستوى 6568 نقطة الذي سجله يوم التاسع من أغسطس الجاري. وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 2 بالمئة إلى 157.96 نقطة.
وتراجعت البورصة الهندية بنسبة 2.4%. وانخفض مؤشر بورصة بومباي المؤلف من 30 سهماً بمقدار 407.05 نقاط أو بنسبة 2.44% بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز سي إن إكس نيفتي الأوسع نطاقاً والمؤلف من 50 سهماً ببورصة الهند الوطنية بمقدار 122.1 نقطة أو بنسبة 2.47%.
وهوت الأسهم في بورصة سول وخسر مؤشر كوسبي القياسي 115.7 نقطة من قيمته أو بما يوازي 6.2% ليغلق على 1744.88 نقطة في أكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية منذ الأزمة المالية العالمية أواخر عام 2008. تجاوز عدد الأسهم الخاسرة نظيرتها الرابحة إذ هبط 810 أسهم مقابل ارتفاع 80 سهماً. وانخفض مؤشر كوسداك لأسهم التكنولوجيا 33.15 نقطة إلى 474.65 نقطة.
بورصة استراليا
وأنهت الأسهم في البورصة الأسترالية تعاملاتها على تراجع بنسبة 3.5%. وفقد مؤشر أيه أس أكس 200 نحو 149 نقطة ليغلق عند 4101 نقطة. وحققت شركات تعدين الذهب من بين مجموعة الشركات الثماني المسجلة في البورصة مكاسب بعدما ارتفاع سعر أوقية المعدن الأصفر.
وتراجع سهم المجموعة الأسترالية النيوزيلندية المصرفية المتحدة ايه.إن.زد 4.5% رغم أنها حققت زيادة في الأرباح 16% في الشهور التسعة الأولى المنتهية في 30 يونيو الماضي.
ودعا الرئيس التنفيذي للمجوعة مايك سميث أثناء إعلان نتائج الأعمال صناع السياسة في أوروبا والولايات المتحدة إلى مواجهة مشكلات الديون السيادية التي تؤثر على ثقة المستثمرين.
وتراجع سهم شركة فورتسكيو ميتالز جروب لاستخراج الحديد الخام خمسة بالمائة رغم أنها حققت زيادة 69% في الأرباح الصافية خلال الشهور التسعة الأولى المنتهية في 30 يونيو الماضي. وتراجع سهم شركة بيلابونج للملابس 24% بعدما سجلت انخفاضاً في الأرباح 18% لتكون من أشد المتضررين بين الشركات المدرجة في البورصة.
أسهم المصارف
وسجل سهم مجموعة سوسيتيه جنرال ثاني أكبر مجموعة مصرفية في فرنسا خسارة جسيمة في تعاملات بورصة باريس للأوراق المالية. جاءت هذه الخسارة بعد 8 أيام من فقدان السهم لحوالي 20% من قيمته في إحدى لحظات التداول وكان أكبر تراجع له في يوم واحد في تاريخه بعد أن ترددت تقارير عن تعرضه لأضرار جسيمة بسبب أزمة الديون الأوروبية. وتراجع سهم المجموعة في ختام التعاملات بنسبة 12.34% في الوقت الذي تراجع فيه سهما بي.إن.بي باريبا أكبر بنك في فرنسا وكريدي أجريكول ثالث أكبر بنك في فرنسا بنسبة 6.76% و7.29% على الترتيب. وقال المحلل الاقتصادي فيليب فيشتر إن أسهم البنوك الفرنسية تراجعت بسبب مقال نشرته صحيفة وول ستريت غورنال الأميركية ونقلت فيه مخاوف مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي وتجدد المخاوف بشأن الاقتصاد في أعقاب الانكماش المفاجئ للناتج الصناعي في ولاية فلاديلفيا.
وقال فيشتر إن سوسيتيه جنرال الذي يعد واحداً من أكبر البنوك الأوروبية استثماراً في الديون اليونانية كان مستهدفاً في وقت من الأوقات. وكان سهم بنك سوسيتيه جنرال قد فقد في بعض لحظات التداول يوم 10 أغسطس الحالي 22.5% من قيمته قبل أن يسترد جزءاً من خسائره في ختام التعاملات ليغلق بخسارة نسبتها 14.74%. وأطلقت هيئة سوق المال الفرنسية تحقيقاً حول الشائعات التي ترددت وأدت إلى هذا التراجع الكبير في سعر السهم. ومن بين هذه الشائعات الحديث عن اتجاه مؤسسات التصنيف الائتماني نحو خفض تصنيف فرنسا من أيه أيه أيه وهو أعلى تصنيف في العالم ولا يحظى به إلا عدد قليل من الدول.
Comments
Post a Comment