في الوقت الذي تزداد فيه مخاوف الأوروبيين بسبب تدفق آلاف المهاجرين غير الشرعيين إلى القارة الأوروبية، اقترح وزير الخارجية النمساوي سيباستسيان كورتس خطة لمعالجة قضية الهجرة.
وقال كورتس في مقابلة مع صحيفة "كورونن تزايتونغ"، في عددها الصادر الأحد 23 أغسطس/آب: "يجب على أوروبا أن تتعامل بجدية مع خطة تشمل خمس نقاط رئيسية كنهج لمواجهة أزمة اللاجئين"... "وأدعو إلى ضرورة أن تعي أوروبا فكرة القوة العظمى، ويطلب منها أن تعمل متحدة مع أزمة اللاجئين".
النقطة الأولى: محاربة "داعش"
وذكر الوزير أن أولى نقاطه الخمس "محاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق، وربما ليبيا قريبا".
AFP
وأشار كورتس في حواره إلى أن ثلثي اللاجئين يأتون من المناطق التي تشهد عنف وإرهاب تنظيم "داعش" الإرهابي.
النقطة الثانية: إقامة مناطق آمنة في أماكن النزاعات
وبخصوص النقطة الثانية، شدد الوزير النمساوي، على ضرورة أن يعمل الاتحاد الأوروبي، على إنشاء مناطق حماية آمنة وعازلة في مناطق النزاع في الشرق الأوسط وإفريقيا، من أجل تقديم مساعدات إنسانية كبيرة، لتقليل أعداد المهاجرين إلى أوروبا، قائلا: "يمكن بأموال الاتحاد الأخذ بأيدي هؤلاء"، حسب تعبيره.
وصرح في تفصيل لهذه النقطة، قائلا: "يجب على الاتحاد التعاون مع وكالات اللاجئين الأممية المعنية بالبناء في مناطق الأزمات الأصلية ومراكز استقبال اللاجئين في دول الجوار، حيث تكون هناك فرص لتقديم طلبات اللجوء خارج الاتحاد الأوروبي"... "وذلك سيحرم المتاجرين بتهريب المهاجرين من كسب الملايين".
النقطة الثالثة: حماية الحدود الأوروبية من المهاجرين
وحول النقطة الثالثة شدد الوزير النمساوي، على ضرورة حماية حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية خاصة في إيطاليا واليونان وبلغاريا، من تدفق المهاجريين غير الشرعيين، مشيرا إلى أهمية تأسيس إدارة مشتركة للحدود الخارجية للاتحاد، وركز على ضرورة بناء مراكز استقبال للاجئين في إيطاليا واليونان.
النقطة الرابعة: تركيز الاهتمام في منطقة البلقان
ورابعا طالب الوزير الاتحاد الأوروبي بتوسيع نطاق التعاون مع شرطة دول غرب البلقان، لافتا إلى أهمية دعم الاتحاد لهذه الدول ومشاركتها بالأفكار، وقال إن "الاتحاد الأوروبي لا يمكنه ترك هذه الدول وحدها".
النقطة الخامسة: توزيع عادل للاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي
وفيما يتعلق بالنقطة الخامسة من الخطة، أكد الوزير النمساوي أخيرا على أن بلاده وألمانيا لن تتوقفا عن الدعوة لتوزيع عادل للاجئين في دول الاتحاد وتبني نظام الحصص.
وفي رد منه عن سؤال حول حياد النمسا ومحاربة الإرهاب قال الوزير، "عند مواجهة الإرهاب لا يمكن أن يكون هناك حياد"، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أهمية تقديم بلاده للمساعدات الإنسانية.
وأكد عدم إمكانية التزام النمسا بأي عمل عسكري مع الولايات المتحدة والدول الأخرى في حربهم ضد "داعش"، إلا أنه طالب بضرورة أن تتقدم النمسا خطوة إلى الأمام لتقديم المعدات العسكرية الواقية للأكراد الذين يعانون من إرهاب تنظيم "داعش"، على حد تعبيره.
خفر السواحل الإيطالية ينقذ 4400 مهاجر في المتوسط يوم السبت
وفيما يفكر السياسيون في خطط للحيلولة دون تدفق المهاجرين إلى أوروبا، تقوم البحرية الإيطالية بإنقاذ المهاجرين القادمين إلى القارة عبر البحر المتوسط على "قوارب الموت".
وأعلن خفر السواحل الإيطالي الأحد عن إنقاذ 4400 مهاجر السبت الماضي، الرقم الذي أصبح من بين الأعلى في السنوات الأخيرة لعمليات الإنقاذ خلال 24 ساعة.
Reuters Darrin Zammit Lupi
ودفع هذا الأمر ببعض الأحزاب المعارضة الإيطالية إلى توجيه انتقادات لرئيس الحكومة ماتيو رينزي، حيث قال ماوريتسيو غاسباري عضو مجلس الشيوخ عن حزب "فورتسا إيطاليا" بقيادة سيلفيو برلوسكوني: "إنها نكتة. نستخدم قواتنا من أجل إنجاز عمل المهربين ونضمن تعرضنا للغزو".
آلاف اللاجئين يقتحمون الحدود اليونانية متجهين إلى مقدونيا
هذا ويواجه المهاجرون تعاملا مختلفا تماما في منطقة البلقان حيث يمنعون من الوصول إلى مقدونيا، وهي النقطة المهمة لهم، إذ أن تجاوز هذا البلد يفتح لهم الطريق إلى باقية دول أوروبا.
وذكرت وكالة "رويترز" السبت أن الشرطة المقدونية استخدمت القنابل الصوتية ضد مئات من المهاجرين غير الشرعيين الذين انسلوا من بين حواجز الشرطة، مشيرة إلى أن إطلاق قنبلتين صوتيتين على الأقل لم يوقف حشود المهاجرين، حيث جرى الآلاف منهم بعد الحادثة متوغلين داخل الأراضي المقدونية.
ووصل منذ يناير/كانون الثاني الماضي إلى جزر بحر إيجة اليونانية من السواحل التركية الغربية القريبة، نحو 160 ألف مهاجر قدموا خصوصا من مناطق الحروب في سوريا وأفغانستان والعراق، وفق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
المصدر: وكالات
Comments
Post a Comment