Skip to main content

الطريق السرية التي كان المتظاهرون سيدخلون من خلالها الى السراي---------

المصدر: "النهار"
لعلّ اللبنانيون اعتادوا منذ زمنٍ على قلب الصفحة والبدء من جديد. ثقافة الحياة لديهم، أقوى من كل مظاهر الدراما. لكن ما حصل ليلة امس من افتعالٍ لأعمال شغب مفترسة في ساحة رياض الصلح، ألقى بثقله على وسط بيروت التي استفاقت اليوم مجروحة الجسد والروح. الحديد و"بلوكات الباطون" لم يسلموا من ايادي البطش المؤتمرة بدورها من عقولها المجنونة. الزجاج "المطحون" على الارصفة، لا يحتاج الى دماءٍ كي يعبّر عن جريمة. مجرّد تشرّده في الشوارع يوحي بمعركة حرب. لكن ما لم يكن بالحسبان، المحاولات السرية للوصول الى السرايا، من وجهةٍ ثانية خالية من التواجد الامني الظاهري، فماذا كان ينوي محبذو اعمال الشغب سراً؟

مشروع BEIRUT GARDEN
حين ساد الهرج والمرج في ساحة رياض الصلح، انتقل قسمٌ من مفتعلي الشغب في #ساحة_رياض_الصلح الى ساحة الشهداء حيث حاولوا تحطيم باب مشروع "بيروت غاردن" الذي لا يزال قيد الانشاء، رغبةً منهم في اقتاحمه والتسلل الى السرايا من هناك، نظراً الى اعتقادهم ان الوجهة التي قصدوها مفتوحة وخالية من التواجد الامني. معاينة المبنى تظهر انه وجهته المقابلة غير مقفلة بل يمكن العبور منها الى المقلب الآخر حيث تتواجد حفرة عميقة واسوار كنائس قد تعيقهم في حال اقتحموا المكان.
يروي سمير احد شهود العيان ما حصل: "وصلوا الى الباب الامامي للمشروع، واستمروا في محاولتهم الهادفة إلى تحطيم الواجهة مدى أكثر من ساعة. اعتقد ان حالتهم النفسية لم تكن على ما يرام، نتيجةً لاستخدامهم المفرط للقوة، في تحطيم "بلوكات الباطون" بعد نزعها واقتلاعها باصرار. كانوا شبه عراة لكنهم لم يأبهوا لمظهرهم واستمروا في عملية التحطيم، لانهم اعتقدوا انه المكان المثالي للوصول الى السرايا خفيةً". ويضيف: "الجدير ذكره ان القوى الامنية كانت متنبهة للموضوع، نظراً لوجود #قاعدة_عسكرية على المقلب الآخر من المبنى وقد اعطوني علماً في حال استمرار اعمال الشغب باللجوء اليهم واخبارهم. لذلك اعتقد ان عملية #اقتحام_السرايا من هذه النقطة بالتحديد صعبة للغاية نظراً لوجود حفرة عميقة واسوار ضخمة كعائق اول، وتواجد القوى الامنية بالقرب من الكنائس كعامل ردعٍ آخر لم يتنبه اليه المتظاهرون، رغم ان حالتهم الهستيرية كانت تنذر بتفاقم الوضع نحو الأسوأ، لكن لحسن الحظ انهم لم يستطيعوا خلع الباب الامامي". ويعتبر ان "الخوف يكمن ايضاً على مقتنيات المشروع نفسه، ففي حال تمت عملية الاقتحام لا احد يعلم حجم الضرر الذي يمكن ان يتسببوا به خصوصاً في حال اضرام النيران".معلومات متضاربة
يؤكّد سمير "ان عملية الاقتحام كانت مقرّرة ومخططًا لها مسبقاً، فقد تلقيت تحذيراً قبل الساعة السادسة من قبل احد المتظاهرين ينذر بامكانية اقتحام المبنى ونصحني باخلائه من العمال قبل التوقيت المذكور، وهكذا حصل حيث تم تدعيم الباب الامامي، الا ان رهبة التحطيم من الخارج كانت مجنونة وتخوفت من العواقب". ويعتبر ان "المسؤولين عن المشروع قرّروا اقفال الورشة اليوم ايضاً في تمام الرابعة خوفاً من تكرار مشهد الامس، بعد ان تلقوا معلومات متضاربة بامكانية الاقتحام ايضاً في حال توافرت الجهود والاجواء المشجعة لذلك".
العودة الى زمن الحرب
المعاينة الميدانية لساحة الشهداء، تظهر مدى الشراسة المعتمدة في المواجهات ليلة امس. آليات #القوى_الامنيةالمحطمة منها والمحترقة، تتنافس وتمثال #ساحة_الشهداء على جذب عيون المارة، ولعلّها سبقته شهرةً اليوم مع تسابق عدسات الكاميرات على التقاط الصورة الفنية الاجمل لها. مجرّد تواجد هذه الآليات هناك، يطلق العنان للسخط والتعاطف مع القوى الامنية التي كانت "الجريح" الاكبر في احداث "الفلتان". وكأن المشهد يعكس هزيمةً وطنيةً معيّنة. عيون الناس المترقّبة، نسيت #ازمة_النفايات المستشرية. باتت تتخوّف اليوم من ازمةٍ اخطر، عنوانها: "فوضى الزعران". التجوّل في شوارع وسط المدينة، هو الآخر تحوّل حكراً على من لا يريد التأخر على لقمة العيش. المحال التجارية ساكنة، لا حياة فيها سوى لمغازلةٍ خجولة بين غبار المواد المحترقة الاسود، وفتات زجاج الواجهات.
يروي نزيه، احد سائقي التاكسي في #وسط_بيروت ما حصل: "ساهمت خراطيم المياه بدايةً في انسحاب العدد الاكبر من #المتظاهرين، خصوصاً النساء والاطفال منهم، وقد انعكس ذلك ايجاباً على قطاع سائقي التاكسي، فلاحظنا ان جزءاً كبيراً منهم لا يمتلك سيارة بل دفعتهم حماستهم الى النزول الى الشارع بأي طريقة، ثم داهمهم الوقت دون علمهم". ويعتبر ان "المشهد أمس ذكّرني بايام الحرب في الثمانينات، حيث كنا ننقل الركاب تحت القصف، من امام الحانات ومرابع السهر ونخاطر كي نكسب المال. امس كان المشهد يعيدنا الى تلك الحقبة، رغم انه مصغّر، الا ان عدّة شبان، يظهر عليهم حالات السكر والشغب، اعترضونا امام مسجد محمد الامين، ما دفعني الى الخوف على سيارتي وامني الشخصي".
لا احد يأمل بالعودة الى زمن الفوضى. الطريق الى اقتحام #السرايا مقطوعة. ما يستحيل الوصول اليه انه العرين الاخير للجمهورية. ازمة النفايات بحاجة الى ايجاد حل جذري. لكن على النظام ان يبقى. فسقوطه بصورة مظهّرة عمّا حصل امس، يظهر ان الاستعاضة عنه تنتج "زعران"، الا ان البلد لم يعد يحتمل. يبقى الطريق السرّي الوحيد الى السرايا معروفاً: #انتخاب_رئيسٍ_للجمهورية.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...