صحيفة الجريدة – عدد اليوم الثلاثاء 1/9/2015
سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
مشاريع آتت أُكلها ... ؟ !! - - هيثم الفضل
** طالما خضعت التعيينات الإدارية و الفنية للوزارات و المؤسسات ، لمبدأ الموازنات السياسية و الإنطباعات الإيجابية و السلبية لأولي القرار ، لن تقوم قائمة لأي محاولات متعلقة بتغيير إيجابي و محسوس على مستوى الإنجازات ، فغياب الإلتجاء إلى مبدأ الكفاءة و الخبرة و التأهيل و القدرة عن موجهات التعيين في المناصب القيادية العليا كان و ما زال و سيكون معوَّل الهدم الأساسي لكثير من المشاريع و المؤسسات و الصروح إدارياً و من ثم فنياً و أخيراً إنتاجياً ، و السجال في هذا الموضوع مغلق و غير مفتوح لأنه بيَّنة واضحة و لا تحتاج إلى دلائل ، فعندما أقر النظام الحاكم قبل سنوات خلت مبدأ التمكين في تعيينات الخدمة المدنية ، إنقلبت الكثير من المؤسسات الإدارية و الفنية و الإنتاجية إلى مراكز للخلايا التنظيمية السياسية بالقدر الذي صرفها عن الأهداف الحقيقية التي تقوم على أساسها المؤسسة أو المشروع ، كما أن التوافق الفكري و السياسي و (النفسي ) قاد إلى تبرير و إخفاء حالات عديدة من الفساد الإداري و المالي بالقدر الذي أفضى إلى إنهيار مؤسسات وطنية عظمى كمشروع الجزيرة و سودانير و الخطوط البحرية السودانية ، لقد كان الزج بعناصر متعلقة بالعمل السياسي داخل تلك المشاريع و من ثم طرد أصحاب الكفاءة و الإختصاص الإداري و الفني تحت طائلة قانون الصالح العام بمثابة إسفين طعن في خاصرة منظومة الإنتاج السوداني ، و سيظل الوطن يعاني ويلاته ردحاً من الزمان ، و الخبر الحزين أن تفكيك الخدمة المدنية من بؤر الشبكات التنظيمية سيحتاج إلى كثير وقت و عظيم تضحيات ستقدمها الحكومة على مستوى قياداتها العليا قبل صغار المنتسبين للهيكل الإداري العام .. هذا إذا فرضنا أن مبدأ التفكيك قد تم إقراره كمبدأ إصلاحي وطني خالٍ من المؤشرات السياسية .
** قامات إبداعية و علمية كالمرحومين عبد الله الطيب و الطيب صالح ، تستحق تكريماً أكبر من إطلاق أسماءهما على شوارع فرعية بأحد أحياء الخرطوم ، مثلهما يعتبران إنجازات راسخة لهذه الأمة لا تقبل الرهان و لا المراوغة .. هما من المشاريع القليلة التي ( نجحت ) و ( آتت أُكلها ) .. و ما زالت ثمارها تترى ..كانا مثار فخرنا في الخارج ، و تباهينا بهما حتى بلغ بنا الأمر حد الغرور ، و هناك الكثير من الرجال الذين أفنوا حياتهم عطاءاً لا ينقطع لهذ الوطن و يستحقون أن تُخلّد ذكراهم لا لصالح أحد لكن لأن تكون ذكراهم نبراساً تسير على دربه أجيالاً قادمة ، من هؤلاء على سبيل المثال و ليس الحصر بروفيسور / عون الشريف قاسم و الاستاذ مالك الزاكي و المرحوم العلامة الطيب محمد الطيب و غيرهم كثيرون.
** عادل مسلم فنان مغايّر في ألوانه الموسيقية التي يقدمها بحماس جيلٍ مشرق مضى ، يصمت حيناً من الدهر كدليل على إنتقاء أدواته الإبداعية ، وهو يمثل حالة إستثنائية و ( مبهرة ) بالنسبة لما وصل له عصرنا الحالي من التردي الإبداعي ، ما يعانيه عادل مسلم وغيره من الفنانين الجادين و المُجيدين من إهمال إعلامي ومنبري ، يُعتبرطبيعياً و متماشياً مع حالة (الفقر ) الأخلاقي و المهني العام الذي تعانيه الأداب و الثقافة و الفنون في بلادنا اليوم .. يحدونا أملٌ كبير أن ( تنعدل ) الموازين المقلوبه و يعود كل شيء إلى مكانه الصحيح .
سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
مشاريع آتت أُكلها ... ؟ !! - - هيثم الفضل
** طالما خضعت التعيينات الإدارية و الفنية للوزارات و المؤسسات ، لمبدأ الموازنات السياسية و الإنطباعات الإيجابية و السلبية لأولي القرار ، لن تقوم قائمة لأي محاولات متعلقة بتغيير إيجابي و محسوس على مستوى الإنجازات ، فغياب الإلتجاء إلى مبدأ الكفاءة و الخبرة و التأهيل و القدرة عن موجهات التعيين في المناصب القيادية العليا كان و ما زال و سيكون معوَّل الهدم الأساسي لكثير من المشاريع و المؤسسات و الصروح إدارياً و من ثم فنياً و أخيراً إنتاجياً ، و السجال في هذا الموضوع مغلق و غير مفتوح لأنه بيَّنة واضحة و لا تحتاج إلى دلائل ، فعندما أقر النظام الحاكم قبل سنوات خلت مبدأ التمكين في تعيينات الخدمة المدنية ، إنقلبت الكثير من المؤسسات الإدارية و الفنية و الإنتاجية إلى مراكز للخلايا التنظيمية السياسية بالقدر الذي صرفها عن الأهداف الحقيقية التي تقوم على أساسها المؤسسة أو المشروع ، كما أن التوافق الفكري و السياسي و (النفسي ) قاد إلى تبرير و إخفاء حالات عديدة من الفساد الإداري و المالي بالقدر الذي أفضى إلى إنهيار مؤسسات وطنية عظمى كمشروع الجزيرة و سودانير و الخطوط البحرية السودانية ، لقد كان الزج بعناصر متعلقة بالعمل السياسي داخل تلك المشاريع و من ثم طرد أصحاب الكفاءة و الإختصاص الإداري و الفني تحت طائلة قانون الصالح العام بمثابة إسفين طعن في خاصرة منظومة الإنتاج السوداني ، و سيظل الوطن يعاني ويلاته ردحاً من الزمان ، و الخبر الحزين أن تفكيك الخدمة المدنية من بؤر الشبكات التنظيمية سيحتاج إلى كثير وقت و عظيم تضحيات ستقدمها الحكومة على مستوى قياداتها العليا قبل صغار المنتسبين للهيكل الإداري العام .. هذا إذا فرضنا أن مبدأ التفكيك قد تم إقراره كمبدأ إصلاحي وطني خالٍ من المؤشرات السياسية .
** قامات إبداعية و علمية كالمرحومين عبد الله الطيب و الطيب صالح ، تستحق تكريماً أكبر من إطلاق أسماءهما على شوارع فرعية بأحد أحياء الخرطوم ، مثلهما يعتبران إنجازات راسخة لهذه الأمة لا تقبل الرهان و لا المراوغة .. هما من المشاريع القليلة التي ( نجحت ) و ( آتت أُكلها ) .. و ما زالت ثمارها تترى ..كانا مثار فخرنا في الخارج ، و تباهينا بهما حتى بلغ بنا الأمر حد الغرور ، و هناك الكثير من الرجال الذين أفنوا حياتهم عطاءاً لا ينقطع لهذ الوطن و يستحقون أن تُخلّد ذكراهم لا لصالح أحد لكن لأن تكون ذكراهم نبراساً تسير على دربه أجيالاً قادمة ، من هؤلاء على سبيل المثال و ليس الحصر بروفيسور / عون الشريف قاسم و الاستاذ مالك الزاكي و المرحوم العلامة الطيب محمد الطيب و غيرهم كثيرون.
** عادل مسلم فنان مغايّر في ألوانه الموسيقية التي يقدمها بحماس جيلٍ مشرق مضى ، يصمت حيناً من الدهر كدليل على إنتقاء أدواته الإبداعية ، وهو يمثل حالة إستثنائية و ( مبهرة ) بالنسبة لما وصل له عصرنا الحالي من التردي الإبداعي ، ما يعانيه عادل مسلم وغيره من الفنانين الجادين و المُجيدين من إهمال إعلامي ومنبري ، يُعتبرطبيعياً و متماشياً مع حالة (الفقر ) الأخلاقي و المهني العام الذي تعانيه الأداب و الثقافة و الفنون في بلادنا اليوم .. يحدونا أملٌ كبير أن ( تنعدل ) الموازين المقلوبه و يعود كل شيء إلى مكانه الصحيح .
Comments
Post a Comment