مقال
بقلم علي الرباعي على موقع صحيفة عكاظ عن رواية الكاتبة لينا هويان الحسن
"ألماس ونساء" المرشحة لللائحة القصيرة لجائزة بوكر 2015.
"«نساء ألماس».. رواية تستعيد هوية المرأة العربية
"لا تتوانى الروائية الشابة لينا هويان الحسن عن إيلاء قضية المرأة العربية بعامة، والسورية بخاصة، أقصى عنايتها لاستعادة هويتها الإنسانية. وإذا كانت معنية بهذا الموضوع بداهة، بصفتها الأنثوية كغالب الكاتبات والشاعرات، إلا أنها تتباين عنهن في معظم رواياتها، بطريقة المقاربة القصصية التي تتميز بسبر أغوار القضية النسوية، لا من باب المظلمة والقهر والتعسف، ولا من باب البوح الرومنطيقي، أو التذمر أو الاكتئاب، وإن كانت مثل هذه المشاعر ليست غريبة عن بطلاتها، بل هي في جوهر معاناتهن. لكنها تسلك في هذه القضية مسلك المتقصية والباحثة عن جذور القمع التاريخي المترسب في قاع المجتمعات العربية التقليدية، وذلك عبر التنقيب والحفر في متون المرويات الشعبية، والمؤلفات المنشورة، والصور المتبقية عن مراحل زمنية تتحدث عنها في قصصها، والإحاطة بكل المرجعيات التي تتطرق إلى هذه الحقب، من دون أن تشكل هذه النزعة مدخلا لكتابة رواية تاريخية أو توثيقية. جل ما في الأمر تعرية الخلفيات التي ينجم عنها هذا الاختلال الاجتماعي، الذي يحدث عادة لمصلحة الرجل، والميزة الثانية التي تتمتع بها روايات الكاتبة، أن الإشكالية النسائية لديها لا تنفصل عن الإشكالية العربية العامة، المتمثلة في الصراع الطبقي، أو المناطقي أو الديني، أو التفاوت الثقافي والتعليمي والحضاري بين الشرائح الإجتماعية المختلفة."
"«نساء ألماس».. رواية تستعيد هوية المرأة العربية
"لا تتوانى الروائية الشابة لينا هويان الحسن عن إيلاء قضية المرأة العربية بعامة، والسورية بخاصة، أقصى عنايتها لاستعادة هويتها الإنسانية. وإذا كانت معنية بهذا الموضوع بداهة، بصفتها الأنثوية كغالب الكاتبات والشاعرات، إلا أنها تتباين عنهن في معظم رواياتها، بطريقة المقاربة القصصية التي تتميز بسبر أغوار القضية النسوية، لا من باب المظلمة والقهر والتعسف، ولا من باب البوح الرومنطيقي، أو التذمر أو الاكتئاب، وإن كانت مثل هذه المشاعر ليست غريبة عن بطلاتها، بل هي في جوهر معاناتهن. لكنها تسلك في هذه القضية مسلك المتقصية والباحثة عن جذور القمع التاريخي المترسب في قاع المجتمعات العربية التقليدية، وذلك عبر التنقيب والحفر في متون المرويات الشعبية، والمؤلفات المنشورة، والصور المتبقية عن مراحل زمنية تتحدث عنها في قصصها، والإحاطة بكل المرجعيات التي تتطرق إلى هذه الحقب، من دون أن تشكل هذه النزعة مدخلا لكتابة رواية تاريخية أو توثيقية. جل ما في الأمر تعرية الخلفيات التي ينجم عنها هذا الاختلال الاجتماعي، الذي يحدث عادة لمصلحة الرجل، والميزة الثانية التي تتمتع بها روايات الكاتبة، أن الإشكالية النسائية لديها لا تنفصل عن الإشكالية العربية العامة، المتمثلة في الصراع الطبقي، أو المناطقي أو الديني، أو التفاوت الثقافي والتعليمي والحضاري بين الشرائح الإجتماعية المختلفة."
Comments
Post a Comment