Skip to main content

"شوق الدرويش" لحمور زيادة.. الرواية وحقائق التاريخ



الناقد عز الدين ميرغني والأستاذة مشاعر شريف، ونقاش حول الرواية (الجزيرة)
محمد نجيب محمد علي-الخرطوم
ربما هي من المرات النادرة -إن لم تكن المرة الأولى- التي تطرح في الساحة الثقافية السودانية آراء غير نقدية حول عمل أدبي، هذا ما حدث مع رواية "شوق الدرويش" للكاتب حمور زيادة، إذ تناولها بالنقد كتاب سياسيون وأكاديميون لم يعرف عنهم تناول الأعمال الأدبية.
ما جعل هذا ممكنا هو السؤال حول الرواية وعلاقتها بالتاريخ، وهل من حق الروائي كتابة تاريخ موازٍ للتاريخ القديم، أم أن الخيال هو المرتكز الأول في بناء الرواية. وهذا ما دفع ذوي الشأن من المختصين لتناول هذه الرواية خلال ندوتين شهدتهما العاصمة الخرطوم، كانت الندوة الأولى في منتدى "دال" الثقافي حول الرواية وأبعادها التاريخية والسردية، شارك فيها الروائي والناقد عيسى الحلو بورقة تناولت الرواية والأسئلة التي أثارتها.
عيسى الحلو: لا يهمني من قريب أو بعيد ما يقال خارج النص من تأويل للتاريخ أو تأويل للسرد.. ليس هنالك رواية تاريخية، توجد رواية تخييل تاريخي
يقول عيسى الحلو "لا أهتم إلا بدراسة النص، ولا يهمني من قريب أو بعيد ما يقال خارج النص من تأويل للتاريخ أو تأويل للسرد وفق آراء مسبقة لكتاب أو نقاد"، ويضيف ليس هنالك رواية تاريخية، توجد رواية تخييل تاريخي، لافتا إلى أنه يمكن النظر إلى هذه الرواية من عدة وجهات نظر.
وذهب الكاتب الصحفي فيصل محمد صالح إلى أن من العبث التعامل مع الرواية ككتابة تاريخية، ومع السارد كمؤرخ، مؤكدا أن ما دار من لغط حول تشويه الرواية للتاريخ يخرج بالرواية من حيزها السردي ولا يصل بالقراءة إلى رؤية بل إلى تشظٍّ وتبادل للاتهامات هنا وهناك.
الرواية نفسها كانت محور ندوة أخرى أقامها الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين، وكان الفاصل بينها وبين الندوة الأولى يوما واحدا، مما أثار كثيرا من الأسئلة حول الدوافع في قراءات متعددة لهذه الرواية.
وتقول مشاعر شريف الأستاذة الجامعية ورئيسة النادي السوداني للكتاب في ندوة "السرد والنقد"، إن التركيز على الجانب التاريخي لرواية شوق الدرويش قد أثر ضمنيا على تناولها السردي مما أخل بالعملية النقدية وأخرجها من سياقها إلى سياقات أخرى لا علاقة لها بالرواية، وأضافت مشاعر أن الكاتب لم يسع إلى تشويه التاريخ بل كان بعيدا عن الأحداث، راويا لها دون تدخل مباشر أو انحياز إلى شخصية داخل الرواية.
بينما ذهب الناقد والباحث د. عز الدين ميرغني إلى أن استلهام الرواية لتاريخ الدولة المهدية في السودان لم يخرج عن قصدية وأيديولوجيا فكرية، مما أخل بالسياق العام للرواية وأثار كل هذه الأسئلة، وأضاف أن "الكاتب اختبأ وراء الراوي العليم وقال ما أراد قوله، وأفرغ رؤاه السالبة مع محاولته لنقد العصر الذي عاشت فيه هذه الشخصيات بحيثيات مسبقة مما أخل بالسرد وحوله إلى محاكمة من طرف واحد".
واعتبر ميرغني أن "هذا تأويل لحقبة من حق الناقد أن يتناولها بالزاوية التي يراها، ليس لعظمة الرواية ولكن لخوضها في طريق واحد من أجل رؤية أحادية لقراءة ذلك التاريخ"، واختتم بالقول إن الحيثيات التي اعتمدتها الجهة المانحة جائزتها للرواية "تؤكد الانحياز الأيديولوجي ضد الفترة التاريخية التي تناولتها هذه الرواية.
الصاوي: الحضور المكثف للمادة التاريخية لا يعني بأي حال من الأحوال أن الكاتب يلعب دور المؤرخ، ولا يمكن النظر إلى هذا العمل إلا باعتباره رواية تستفيد من وقائع تاريخية
صراع الأيديولوجيا
ورأى الأستاذ الجامعي والناقد الأدبي الدكتور مصطفى الصاوي -في حديث للجزيرة نت- أن الكاتب حمور زيادة أعاد بناء حقبة من الماضي على نحو تخييلي، وتداخلت في النص شخصيات تاريخية معروفة وأخرى متخيلة، مشيرا إلى أن الحضور المكثف للمادة التاريخية لا يعني بأي حال من الأحوال أن الكاتب يلعب دور المؤرخ، ولا يمكن النظر إلى هذا العمل إلا باعتباره رواية تستفيد من وقائع تاريخية، وأضاف الصاوي أن ما ورد من إشارات سالبة بفكرة تاريخية معينة وسياسية لا يمكن النظر إليها إلا من خلال وضعها في إطار صراع الأيديولوجيات داخل الرواية.
ومن جهته أكد الناقد والكاتب المسرحي الأنور محمد صالح أن الكتابة السردية يجب محاكمتها فنيا بشروط السرد من لغة وشكل وطرائق وتقنيات، وأن رواية "شوق الدرويش" قد أعادت قراءة التاريخ بشكل متمرد مستخدمة منهج الشك.
مما يجدر ذكره أن رواية "شوق الدرويش" كانت قد فازت العام الماضي بجائزة نجيب محفوظ للرواية، وتم اختيارها في القائمة القصيرة لجائزة البوكر. وقد صدر للكاتب حمور زيادة من قبل مجموعتان قصصيتان هما "سيرة أمدرمانية" و"النوم عند قدمي الجبل" بجانب رواية بعنوان "الكونج".

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe